قال لي ، والصوتُ يُوشكُ أن يَضِيعْ ، يا لِهذا من ربيعْ!! وتوارى في انكسارات المرايا حين تخترقُ الضلوعْ . ثم عاد يقول في هَمس رفيعْ : أربيعٌ .. أم خريفٌ ، أم حريقٌ ..أم صقيعْ ؟! لم أقل شيئا وران الصمتُ ، والصمتُ خنوعْ . لم أقل شيئا فهذا الصوتُ يُفْجِئُني.. يمزقني ليرميني على الأفلاك حائرْ . *** يا هوًى ضيعتُه ذات ربيعٍ فانزوى بين الجُموعْ . أيُّ حُلْمٍ كان يوما قِبلةً تزكو على الشفتين ثم تضيء في الأعماق وهجاً ..وسُطوعْ!! نحن مَنْ شقَّق وجهَ الأرضِ بحثاً عن وميضِ البرق واللَّبن المخُاتلِ في الضُّروعْ , ثم عدنا في خُشوعٍ لابتهالات التهجُّد ِ في ارتعاشات الشموعْ . علَّنا نُدركه الحُلْمَ المسجَّى في قرار البحر ، نسأله الرجوعْ . فإذا بالحُلْمِ سادرْ . *** يا شِراعا أفردته حضرموتُ الأمس في لُجَجِ البحار فلم تُجارِيْهِ قلوعْ . نحن مَنْ أوغل في التِّيه فأرخينا الحبال على غواربِهِا ، اغترْبنا في دواخلها ضفائرْ .. وانسحقنا ... ثم أسدلنا الستائرْ.