"الوساطة" .. "المحاباة" .. "المجاملة" .. كلمات سمعناها عندما دخلنا حي "كود بيحان" بمديرية الشيخ عثمان في مدينة عدن .. لكن هذه الكلمات ليست لوظيفة عامة أو لكرسي يتنافس فيها الطامحين والباحثين عن وظيفة .. هذه الكلمات كانت لمنصب لا يمكن التلاعب به أو الوصول إليه بتلك الطرق ، لأنه منصب لا يتعامل فيها الإنسان مع الإنسان كما هو المعتاد في الوظائف الأخرى ، ولا يمكن بأي طريقة سواء المغالطة والمحاباة والوساطة الوصول إليه لأن هذه المنصب هو مكان يصعب على إي إنسان الحصول عليه إلا لمن كان لديه إيمان وورع كبيران ، خصوصا وأن المختار لهذه المنصب تقع على عاتقه الكثير من الأمور في الإرشاد والدعوة إلى الله بعيدا عن إي علاقات أو ترابطت سياسية أو حزبية أو عقائديه أو مذهبية ، فهو منصب يتحمل فيه الشخص على عاتقه أمانة الرسالة وإبلاغها بصورة صحيحة دون أي تلاعب أو مغالطة .. "أنه منصب أمام وخطيب المسجد" .. هذا المنصب الحساس والخطير والذي لا يمكن الوصول إليه إلا بتوافق المصلين وورع الشخص لما له من مكانة عالية. لم نكن نتوقع أن نسمع في أحد الأيام أن المسئول "الفلاني" قام بتعيين قريبه أمام وخطيب مسجد وبوساطة ومحاباة ومجاملة كبيرة من المقربون .. إلا أن هذا حدث فعلا في مدينة عدن وخصوصا بحي "كود بيحان" الذين فاجئونا بكل مصداقية وشفافية عن إمام مسجدهم الذي تم تعينه من قبل مكتب الأوقاف والإرشاد بعدن .. والمصيبة العظماء أنه كان شقيق أكبر مسؤول في عدن .. هذا الحي الذي بدأ ساكنوه بالتذمر من القرار المفاجئ الذي أصدرته قيادة وزارة الأوقاف والإرشاد بعدن ممثلة ب"فؤاد البريهي" من خلال تعيين إمام وخطيب لمسجدهم دون توافق أهالي الحي الذين كانوا قد رفعوا باسم شخص أخر ليكون في هذا المنصب ، ولكن أعمال "المحاباة" و"المجاملة" دفعت بتعيين إمام وخطيب مسجد قريب لمحافظ محافظة عدن وبطريقة استفزازية وعلى مرى ومسمع من جميع أبناء الحي الذي وقفوا ضد هذا القرار وطالبوا بتعيين شخص أخر هم يختاروه وليس من يفرض عليهم . البحث عن إمام وخطيب القصة بدأت عندما تعرض إمام وخطيب مسجد الحبيب المصطفى في حي "كود بيحان الشيخ حسين الجعشاني" الذي تعرض إلى وعكة صحية جراء إصابته بجلطة مفاجئة سببت له شلل أقعده في المنزل ، حيث قام أهالي الحي والقائمين على المسجد بإبلاغ مكتب الأوقاف والإرشاد بعدن عن الحادثة وضرورة تعيين إمام وخطيب أخر ليحل مكان الإمام "الجعشاني" . نزول لجنة وتعيين امام برضى الحي بحسب عدد من أهالي الحي الذي تحدثوا ل(عدن الغد) أن اللجنة المكلفة من قبل مكتب الأوقاف نزلت إلى الحي وقامت بلقاء الإمام السابق ورواد المسجد من أهل الحي وتم الاتفاق بين اللجنة والأهالي على تعيين إمام توافقي هو الشيخ "جمال باتيسير" خطيب مسجد التقوى وتحويله للقيام بمهام إمام وخطيب مسجد الحبيب المصطفى إلى حين النظر في صحة الإمام السابق. وبحسب الرسالة التي رفعتها اللجنة المشكلة مدير الأوقاف بمديرية الشيخ عثمان الاخ "سليمان" وكذا مشرف مساجد مديرية البريقة الاخ عبدالله الصالحي وتحصلت عليها صحيفة (عدن الغد) أن تعيين الإمام والخطيب التوافقي الجديد من قبلها يأتي لذر الفتنة وقد حظي بموافقة الجميع بما فيهم إمام المسجد السابق ورواده من المصلين من أبناء الحي. وطالبت اللجنة في رسالتها مدير مكتب الأوقاف بالمدينة "فؤاد البريهي" بالتوجيه بقرار تحويل الشيخ جمال باتيسير خطيب مسجد التقوى للقيام بهام مسجد الحبيب المصطفى إلى حين النظر في صحة الخطيب السابق. مفاجأة كبرى .. الأوقاف تعين شقيق المحافظ وبعد الرسالة التي رفعتها اللجنة بعد التوافق بين إمام وخطيب المسجد السابق والأهالي والمصلين وإقرار الشيخ "جمال باتيسير" للقيام بمهام الإمام السابق الذي حظي بموافقة الجميع .. تفاجئ المصلين وأهالي الحي بقرار مدير الأوقاف بالمدينة "فؤاد البريهي" الذي أفضى بتعيين شخصين أحدهم إمام وأخر خطيب . الصدمة الكبيرة للأهالي كانت أن التعيين جاء باسم "نوفل علي رشيد" (( شقيق محافظ عدن وحيد علي رشيد)) للقيام بمهمة الخطابة في المسجد ، فيما تم تعيين الشيخ "محمد ناصر باسويد" إمام للمسجد وهو شخص غير متفق عليه من أهالي الحي حيث تم توقيفه سابقاً من قبل الأوقاف لعدة أسباب . رسالة إلى وزير الأوقاف ومن خلال إطلاعنا على الرسالة التي أعدها أهالي حي "كود بيحان" بمديرية الشيخ عثمان وهو الحي الذي يقع فيه مسجد الحبيب المصطفى وبعثوا بها إلى وزير الأوقاف والإرشاد حصلت صحيفة (عدن الغد) على نسخه منها فأن الأهالي أكدوا أن مدير الأوقاف والإرشاد بعدن "فؤاد البريهي" كل شقيق المحافظ وإمام اخر بدلاً من العمل بتوصيات اللجنة التي نزلت إلى الحي وجلست مع الإمام السابق وأهالي الحي. وقال الأهالي في رسالتهم للوزير : " وجدنا في هذا التكليف تزلفا ومحاباة للمحافظ حي أن الأخ "نوفل" هو خطيب مسجد مجاور وهو يعمل في محافظة إب ومستقر هناك بشكل دائم إضافة إلى ماضية من تمكين حزب الإصلاح من المساجد لدعوة إلى حزبهم وهي تتصادم مع دعوة من اخترناه إماماً وخطيباً القائمة على السنة والدعوة إلى الله والسعي إلى تجنيب البلاد المزيد من الفتن عن طريق الطرح المعتدل المبني على أصول أهل السنة والجماعة والتي تريد الالتفاف حول ولي الأمر وعدم الخروج عليه من مناصحته. وطالب أهالي الحي في ختام رسالتهم وزير الأوقاف والإرشاد بالتكرم والنظر في تظلمهم والتوجيه بالموافقة على تعيين من اختاروه إماماً وخطيباً أو تشكيل لجنة للجلوس مع ابناء الحي من رواد المسجد للإطلاع على الحقيقة ، وضرورة الأسرع في الأمر حتى لا يتفاقم ويحصل مالا تحمد عقباه. حملة توقيعات لرفض شقيق المحافظ
وقام أهالي الحي "كود بيحان" بحملة توقيع من أجل إعلان رفضهم للإمام المعين من قبل مدير عام مكتب الاوقاف بعدن "فؤاد البريهي" الذي أصدر قراره قرار خاطئ ، وتحصلت الصحيفة على نسخه من تلك التوقيعات حيث بلغ عدد الموقعين عليها قرابة 200 من رواد مسجد "الحبيب المصطفى" . وقد قدم إلى مقر الصحيفة المواطن " رائد حسين علي" وقدم إلينا رسالة تظلم مرفقه بتلك التوقيعات التي أوضحت أن قرار مكتب الاوقاف خاطئ وأن الأهالي يطالبون بالعدول عن هذا القرار وتعين ما يتوافق معهم وليس مع ما يتوافق مع مصالح مدير المكتب . مبديين أستغربهم كيف يتم تعيين شخص إمام وخطيب لمسجدين في آن واحد والغريب في الأمر أنه مقيم في محافظة إب بشكل دائم كما أفاد به أهالي الحي. * الصحيفة الورقية