اليس من الغريب ! أن يعترف محتلاً استعمر ارضاً ونهب ثروتها وظلم شعبها ونشر فيها كل انواع الفساد والارهاب، أن يعترف بظلمه لهذه الأرض ؟!!! هنا الغريب فيمن أحتل أرضنا الجنوبية أن يعترف بظلمه وفساده ونهب ثروتها واغتصاب حقوق شعبها الذي عانى من احتلاله اكثر من عشرون عاماً ولازال يعاني الى يومنا هذا، وعلى الرغم من اعترافهم بكل هذا الظلم الا انهم مازالوا يفرضون علينا وحدتهم المفروضة علينا بالقوة وجعلوا من قضيتنا وتراً يعزفون عليه كلما أراد حزباً من أحزابها الصعود الى كرسي السلطة والامساك بزمام الحكم ..
بالأمس في 2011 م كان حزب الاصلاح يهلل بالقضية الجنوبية وحقوق شعبها المأخوذة والظلم الذي تعرض له في ظل هذه الوحدة المشؤمة، وعلى الرغم من أن هذا الحزب هو من أحل قتلنا في حرباً أعلنها علينا لأننا فقط فكرنا في فك الارتباط منهم وترك هذه الوحدة المغصوبة علينا. خرج يهلل بقضيتنا وهو يريد بهذا انجاح ما سميت ثورتهم التي اعلنوها ضد رئيسهم الاسبق علي عبدالله صالح وكانت غايتهم من كل هذا هو كسب الصوت الجنوبي لصالحهم، وعندما نالوا مرادهم ونجحت ثورتهم كان اول ما اعلنوا به هو ضرورية بقاء ما يسمونه باليمن السعيد في ظل هذه الوحدة، وكانوا بهذا منقلبون على ما كانوا ينادون به من حقوق وعودة الحق لأصحابه. حيث رفعوا عصاهم في قمع كل من يفكر في استرداد هذه الحقوق المسلوبة . ويستمروا في قمعهم هذا ليأتي سقوطهم في ثوره اخرى أسميت بثورة شعب أعلنها عليهم الحوثيين أصحاب حزب( أنصار الله ) ليسقط في هذه الثورة كل رؤوس حزب الاصلاح وتكسر بهذا شوكت غرورهم..
فجاء حزب انصار الله ليعزفوا على نفس الوتر الذي عزف عليه من سبقه ، وتر ظلم اهل الجنوب واسترجاع حقه المأخوذ لتصبح بعد نجاح ثورتهم كل هذه المظالم والحقوق مظلومية صغيره يجب حلها في ظل الوحدة، اليسا من العجيب! أن تصبح كل هذه المظالم والحقوق مظلومية صغيره يجب حلها في ظل الوحدة بعد أن كانت في السابق مظالم وعودة الحق لأصحابه كما يريدوا !! والأعجب من كل هذا !! أن هناك من أبناء الجنوب يرفعون الأيدي لتصفيق لكل من جاء يتحدث من هذه الاحزاب الكاذبة عن عودة حقوقه المأخوذة ، ويسير في تصديق هؤلاء الذي يغطون وجوهم الحقيقية خلف اقنعه يضعونها عليهم لحين وصولهم الى ما يبتغون ، وحين يصلون تراهم ينزعون هذه الأقنعة الكاذبة لتظهر حقيقه غايتهم من هذا التأييد للقضية الجنوبية وعودة الارض لأصحابها وهي في الاساس غايتهم الرئيسة.
لماذا ننتظر منهم ان يصنعوا لنا احداثنا ولا نقوم نحن بصنع أحداث قضيتنا وفك كل قيودها؟!!
وأين تلك القيادات الجنوبية التي رفعت شعارات التحرير والذي اتبعها الكثير من أبناء الجنوب وأمن بها وقدموا الارواح في سبيل ما نادوا به من تلك الشعارات ؟!! هل اصبحت تلك القيادات غير قادره ع صنع قراراتها السياسية، أم أن غبار الزمن قد نثر عليها ،أم اصبحت مصالحها الشخصية هي همها الاكبر قبل قضيتها؟! متناسين بذلك انهم هم أول من دفع بنا لهذه الوحدة المشؤمة علينا. تلك القيادات هي كارثه الشعب الجنوبي فبدلاً من ان تكون قيادات نفتخر بها بها اصبحت قيادات نخجل منها.. نحن لم نعد بحاجه لقيادات هشة مثلكم بل نحن بحاجه إلى قيادات تعمل على لملمة الشمل الجنوبي وتوحيد صفوفه وكلمته وتحمل معاناة هذا الشعب الذي ذاق مرارة هذه الوحدة. فأن لم تستفيدوا من تداعيات الازمه الذي تمر الان بها صنعاء من دخول مسلحي جماعة الحوثي السيطرة ع مؤسساتها العسكرية والمدنية ستجدون انفسكم اما نوع اخر من الاحتلال ألعن من سابقه ،هل ستنتظرون إلى ان يستكمل الحوثيين ما يسعون اليه ،ونجدهم غداً على مشارف أرضنا.
فأن لم نلحق أخر خيط من خيوط اشعة حريتنا فأننا لن نرى ابداً شمس حريتنا تشع بنور خيوطها الصفراء ع ارضنا وسنصبح بعد ذلك قد خسرنا ما تبقى من هذا الوطن الغالي علينا.. لنستغل كل فرصه سانحه لنا ولنجمع صفوفنا ونوحد كلمتنا ونعلنها ثوره في وجه عدونا ونرفع شعار كفى احتلال لأرضنا فلتخرج منها مهزوماً امام إرادة هذا الشعب العظيم.