مسرحية صرف غير صحي كانت بمثابة السوط الذي ضرب به عمرو جمال على الواقع السياسي والأخلاقي للبلاد ، فمن قادوا البلاد خلال العشرين السنة الماضية ومن تولى زمامها الآن وجهين لعملة واحدة، وكأننا نعيش في عدم لا ماضي به ولا مستقبل يملأه الفساد من كل جهة ، ويريد عمرو من خلال المسرحية رسم ملامح مستقبل جديد قائده الشعب وتجلى ذلك من مشهد السباك وهو يفتح باب الحمام . عمرو جمال شهادتي به مجروحة لأنه صديق وأخ لكني لا أملك إلا أن أقول أن مسرحية صرف غير صحي لا تستحق إلا أن تقارن بالمسرحيات العالمية لكتاب كبار ، فبرأيي المتواضع ولست ضليع كثير بالمسرح ، إلا أن مسرحية تضم ممثلين لا يتجاوزون أصابع اليد وتُحبك بهذا الذكاء فهي مسرحية مكانها في المحافل العالمية . ومن يذكر مسرحيات عمرو لا بد أن يتحدث عن كرته الرابح في جميع مسرحياته وهو الممثل عدنان خضر الذي عودنا بتقمصه لأدوار معقدة لا يمكن أن يتقنها سوى عدنان خضر نفسه ، وفي دور غازي أثبت باحتراف قدرته الفائقة والمتطرفة احيانا في تقمص الشخصيات المعقدة بالإضافة إلى حضوره الطاغي على خشبة المسرح . ولا ننسى سالي حمادة المحترفة بالغريزة والتي تنساب مع أي دور تلعبه بسلاسة وأنوثة أخّاذة ، وكان هذا جلياً في دور نوال . أما سامح عقلان فهو مثال للممثل المجتهد ، وأنه يتحمل مسؤولية أي دور يُعطى له ، وفي شخصية عوض أظهر سامح ثقله على خشبة المسرح . الأستاذة الممثلة الكبيرة والمطربة شروق أصفها بكلمة واحدة ((سيدة)) في التمثيل . ولا يمكن أن نغفل المتألق قاسم رشاد الذي يضفي في حضوره نكهة مميزة وقد كان نكهة خففت علينا من عفونة الصرف غير الصحي . والمسرحية الناجحة لا تقوم إلا على ديكور متقن كالذي شاهدناه في مسرحية صرف غير صحي ، وكيف لا يكون متقن وخلفه فريق يقوده السيناريست مروان مفرق .. وكذلك فهد شريح الجندي المجهول في جميع مسرحيات فرقة خليج عدن . كلمة أخيرة أقولها لو كان في بلادنا أكثر من عمرو جمال لنمت الحركة الثقافية في البلاد وتطورت ولكن لا يوجد إلا عمرو جمال واحد وفرقة خليج عدن واحدة ، شكراً لكم .