استطاع مكون أنصار الله أن يقودوا ثورة شعبية بقيادة قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وانتهت هذه الثورة باتفاق السلم والشراكة الوطنية كما انتهت ثورة تقسم السلطة في 2011م بالمبادرة الخليجية إلا إن الفارق بينهما بان السلم والشراكة اتفاق يمني ولم يأتي من الخارج وبنوده تعتبر مكملة للثورة الشعب وبعد أن تم إقصاء أنصار الله من ثورة 2011م رغم انه كان مكوناً أساسيا ومشاركا فيها ولولا تأمر المتآمرين علية حين ذاك من قبل المكونات التي كانت تسمي نفسها ثورية ورغم الانطواء علية لكنه رتب أوراقة واستطاع تدارك أخطاء الماضي من خلال ثورة الشعب 2014م بأن يفرض نفسه على الخارطة السياسية في اليمن بقوة وأصبح الحصان الأسود في المضمار السياسي وبهذا الوضع دخل مكون أنصار الله تحت المجهر الشعبي والسياسي للنخبة التي تمثل الانطلاقة الحقيقية لو تم تطبيق بنود السلم والشراكة . المتأملون هم معظم أبناء الشعب اليمني وهم الشريحة الأوسع والأكبر والذين يتأملون وينتظرون الحلم الذي راودهم طيلة السنوات التي مضت وبأن يجدوا مكون يحقق لهم هذا ويغيروا مسار الحياة السياسية ويعكس صورة الدولة لما يخدم الشعب اليمني العظيم والى ما يلبي تطلعاته من الاستقرار والأمن والأمان والرخاء حتى في الوزارات التي يشرفون عليها أو من رشحوا واختاروا وزراء لها ، لابد أن يعي ويستشعر أنصار الله أن الشعب اليمني سوف يولي الوزارات التي تم إحتسابها على أنصار الله جل التركيز والاهتمام بحسب ما يدلون به للشعب بان تكون حكومة من وزراء ذوي الكفاءة والنزاهة ولن ينظر لآدا أي وزارات أخرى كون الشعب اليمني قد أكتوي من نار غدرهم وخطاباتهم المزيفة خلال أكثر من خمسين عام وأدائهم بات معروف لدى جميع أفراد الشعب اليمني لهذا سيكون أنظار الشعب بكامله المتأمل والمتربص إلى أداء الوزارات المحسوبة على أنصار الله لذا يجب أن يحذر الأخوة في أنصار الله لهذا الأمر منذ البدء في اختيار الشخصيات التي سوف تشكل رأس الهرم الوزاري ويجب أن تطبق المعايير التي طرحت من قبلهم ضمن اتفاق السلم والشراكة ، وبأن يعززوا ثقتهم مع شرائح الشعب الطواق للحرية والعدالة الاجتماعية لطالما إنتظهرها طويلا لتخلوا من رموز الفساد وأصحاب السوابق . المتربصون هم القوى السياسية التقليدية الذين كانوا ومازالوا يعتبرون الوطن الغالي مصدر لجمع الثروات فقط لا للرقي والتقدم والازدهار وتم تقاسم خيرات الوطن فيما بينهم عام 2011م ومن ناصرهم وحالفهم من الأحزاب والقوى الخارجية التي لم ولن ترضي دخول أنصار الله المعترك السياسي وشراكته في الحكم , المتربصون من الساسة يعتبرون أنصار الله مكون جاء ليزعزع قوة نفوذهم في الدولة وهذا ما حصل فعلا على أرض الواقع في الأيام السابقة مما جعل قواهم تنهار ونجاح أنصار الله ومن حالفهم من الأحزاب سوف يؤدي إلى بعثرت أوراقهم وفقدان المصالح والمناصب وانقطاع المصدر المالي الغير مشروع التي ظلت حكرا عليهم لسنوات طويلة والتي من خلالها عبثوا في الوطن فسادا واستنزاف لخيراته . والوقت الراهن يعتبر منعطف تاريخي وسياسي أمام أنصار الله لكي يثبت حسن النوايا وتحسين الصورة التي تم رسمها لهم من قبل مكونات أخري وقواهم التقليدية وكل الوسائل الممكنة على عرقلة مسيرة أنصار الله وإفشالهم حتى يصبحون جميعهم سوى ومن الأساليب التي سوف يمارسونها السماح لأنصار الله بترشيح شخصيات غير كفاءة ومحسوبة على أشخاص داخل مكون أنصار الله حتى تتساوى الرؤوس في الأداء . المؤمل من أنصار الله إن يتم إجبار جميع الأطراف السياسية على إن ترشح شخصيات تنطبق عليها معايير الكفاءة والنزاهة وذلك من خلال استخدام الطعن في كل شخصية غير مطابقة للمعايير مثل ما حصل مع رئيس الوزراء وبهذا يكون أنصار الله قد سحبوا بقية القوى السياسية إلى مربع خدمة الوطن بدلا من مربع الفساد وسوف يحسب لأنصار الله ذلك وإذا لم يستطيعوا عمل ذلك بفعل السياسة ومن يديرها نتمنى إن يكون مكون أنصار الله في قمة اليقظة السياسية بأن لا ينجروا إلى مستنقع الفساد الذي تعيش فيه معظم القوى السياسية وتسبب في انهيار المبادئ الإنسانية والاقتصاد الوطني . وأبناء الشعب اليمني يترقب المشهد السياسي وما تحمله الأيام القليلة القادمة والتي وما تشكله أمام مكون أنصار الله في حكومة السلم والشراكة أول اختبار حقيقي أمام تطلعاتهم التي يتباهون بها أمام عامة الشعب اليمني من أجل برهنه صحة شعاراتهم ونواياهم وإنهم يقولون ويفعلون ليس كغيرهم يقولون ما لا يفعلون. الأيام القلية كفيلة لكشف الخفايا.