مثّل اتفاق السلام والشراكة الوطنية الذي تم التوقيع عليه برعاية فخامة الأخ عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية وحضور رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة وممثله إلى اليمن جمال بن عمر مساء يوم الأحد 21 سبتمبر الجاري في دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء من قبل ممثلي الأطراف السياسية بما فيهم ممثلو «أنصار الله» والمكوّن من سبعة عشر بنداً في مقدّمتها تشكيل حكومة جديدة تعتمد على مبادئ الكفاءة والنزاهة والشراكة الوطنية وضمان المشاركة الواسعة للمكوّنات السياسية وتمثيل المرأة والشباب فيها وأن يكون رئيسها شخصية وطنية محايدة وغير منتمٍ إلى أي حزب ويتمتّع بالكفاءة وبدرجة عالية من النزاهة ويحظى بدعم سياسي واسع وإصدار قرار جديد يحدّد سعر البنزين والديزل بمبلغ ثلاثة آلاف ريال لكل عشرين لتراً، واتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بالإضافة إلى تشكيل لجنة اقتصادية وإعداد خطة مفصّلة وشاملة تتضمّن حزمة من الإجراءات لمعالجة الأزمة المالية والاقتصادية الحالية.... إلخ؛ مثّل نقطة تحوّل في مسار العملية السياسية وإنجاح المرحلة الانتقالية. أجزم أن البنود التي تضمّنها الاتفاق تمثّل خارطة طريق واضحة المعالم والأهداف، والمهم هو العمل على تنفيذها بجدية وتوفير المصداقية لدى الأطراف الموقّعة على الاتفاق. ما نرجوه فعلاً هو أن يؤسّس اتفاق السلم والشراكة الوطنية لمرحلة جديدة في تاريخ اليمن واليمنيين عنوانها «يمن جديد خالٍ من الصراعات والتناحرات والفساد والمفسدين». نتمنّى أن يكون هذا الاتفاق فاتحة خير لليمن واليمنيين وبوابة يعبر من خلالها أبناء الشعب اليمني إلى واقع جديد ومستقبل مشرق سعيد، تاركين خلفهم كل المآسي والآلام والصراعات والتناحرات. نتمنّى أن يغلق الجميع ملفّات الماضي ويتم فتح صفحة جديدة عنوانها «يمن السلام والمحبّة والوئام، يمن بلا أحقاد وتصفية حسابات» فلا يمكن أن تتحقّق الشراكة الوطنية والسلم الاجتماعي والتطوّر والازدهار الاقتصادي والتنمية الشاملة في ظل استمرار الأحقاد والضغائن وتصفية حسابات الماضي. يجب أن يدرك جميع اليمنيين أن قوّتهم تكمن في وحدة وطنهم وتلاحم صفوفهم وتوحيد كلمتهم، عليهم أن يدركوا جيداً أن ثمة مخاطر جمّة تتهدّد الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه وسيادته الوطنية من خلال إثارة الخلافات والأحقاد والضغائن والصراعات المدمّرة والنعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية كما هو مرسوم في المخطّط التآمري الصهيوني على الوطن العربي المعروف ب «الشرق الأوسط الجديد» الذي يهدف إلى تقسيم دول الوطن العربي الحالية إلى دويلات عدّة على أساس طائفي ومذهبي تظل متناحرة وفي صراع دائم لا تقوم لها قائمة لتكون دولة الاحتلال الصهيوني هي الدولة الأقوى في الشرق الأوسط.