الأزمة العصيبة التي يشهدها وطننا اليمني منذ أكثر من شهر مضى هي امتداد للأزمة العصيبة عام 2011م والتي ما زالت تداعياتها ماثلة في المشهد السياسي والاجتماعي رغم ما حدث من اتفاق سياسي وتوافق وطني بين أطراف الأزمة بسبب عدم توفر المصداقية في التعاطي الإيجابي مع قضايا الوطن والشعب فهناك أطراف تمارس لعبة خلط الأوراق وتريد أن تفرض أجندتها على الآخرين وكل يدعي أنه يمتلك الحقيقة ولذلك عدنا مرة أخرى إلى المربع الأول عام 2011م وكلٌ يغني على ليلاه.. كلٌ يدعي تمثيله للشعب والعمل من أجل المصلحة العامة والشعب تاه بين الطرفين. ما من شك أن الوضع جد خطير ونافخي الكير والمرجفين في البلاد كثر فقد أصبحت الكثير من الأقلام بمثابة خناجر مسمومة تثخن الجراح في جسد الوطن وأصبح الكثير من الكتاب والصحفيين والسياسيين نافخي كير ومرجفين في الوطن.. يذكون نار الفتنة ويثيرون الأحقاد والضغائن وأصبحت الكثير من المواقع الإخبارية الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بمثابة مطابخ لإعداد الطبخات النتنة التي تؤجج الصراعات وتعمق الخلافات وتكرس الانقسامات وتزرع الأحقاد والضغائن في النفوس وتحرض على العنف والتطرف وتدعو إلى الفتنة الطائفية والمذهبية والمناطقية.. الوطن اليوم في خطر فالتطورات الخطيرة المتسارعة والأعمال التصعيدية وأحداث العنف والتوترات التي تشهدها أمانة العاصمة ومحافظات صنعاء وعمران والجوف ومأرب على وجه التحديد والتلويح بجعل العاصمة صنعاء ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات بين الأطراف المتصارعة تنذر بكارثة كبيرة على الوطن والشعب في حال عدم ضبط النفس وتغليب لغة العقل والمنطق والحكمة واعتماد مبدأ الحوار الجاد والمسؤول في حل كل القضايا الخلافية ووضع مصالح الوطن والشعب فوق كل المصالح الحزبية والشخصية. يجب على جميع الأطراف الاستجابة للدعوات العقلانية التي وجهت من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه وبقية الأحزاب والتنظيمات السياسية والقوى الوطنية في الساحة لإجراء مصالحة وطنية شاملة ودائمة بين جميع الأطراف والقوى على مستوى الوطن والوصول إلى توافق وطني حول كافة القضايا يستند على مبدأ الشراكة الوطنية وتجسيد قيم القبول بالآخر والتعايش مع الجميع. يجب وقف المكايدات السياسية والمهاترات الإعلامية والخطاب التحريضي وانتهاج خطاب سياسي وإعلامي متوازن يجسد مبادئ الوحدة الوطنية والوفاق والتوافق الوطني وتوحيد صفوف اليمنيين وكلمتهم ومواقفهم وتوجههم نحو بناء اليمن الجديد الآمن والمزدهر بعيداً عن الصراعات والخلافات والمكايدات والنعرات والتعصبات الطائفية والمذهبية والمناطقية. يجب أن يتفق الجميع على إسكات أصوات المرجفين ونافخي الكير وحملات الإفك السياسية والإعلامية وإنهاء كافة التوترات والصراعات والحروب العبثية وكافة أشكال الفوضى والتصعيد وتسليم كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي بحوزة الجماعات المسلحة المتحاربة إلى الدولة في وقت واحد وإثبات مصداقية تلك الأطراف التي لديها تلك الأسلحة بأنها على استعداد لتسليمها للدولة فلا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث عن دولة مدنية حديثة وهناك جماعات تمتلك مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة . على عقلاء اليمن وحكمائها من سياسيين وعلماء ومشائخ وشخصيات اجتماعية وقادة منظمات المجتمع المدني ومفكرين وأكاديميين وأدباء وكتاب وإعلاميين وصحفيين القيام بواجبهم الديني والوطني في إنقاذ الوطن قبل أن ينزلق نحو هاوية سحيقة فما زال هناك فسحة من الوقت للقيام بدور إيجابي لإفشال المخطط التدميري لليمن.