عبر التاريخ اليمني الحديث لتشكيل الحكومات المتعاقبة منذ قيام الثورة لم نجد الرجل المناسب في المكان المناسب ولم نجد كفاءة وطنية متخصصة على رأس وزارة بنفس تخصصه وخبرته إلا ما ندر وتقسمت الوزارات على الأحزاب والمناطق حتى أصبحت الوزارات تتبع منطقة بحد ذاتها أو قبيلة ومع تعاقب تشكيل الوزارات يضل الوزير يتنقل من وزارة إلى أخري يدمرها لعدم كفائتة ونزاهته والمعمول في حكومات الدول المجاورة تجد الخبرات والكفاءات من تولي لهم زمام الأمور في الوزارات وهنا الاختلاف تقدم وازدهار ونحن تراجع وتدمير المؤسسة الوطنية وخير دليل عندما تشكلت حكومات الوفاق الوطني وشملت الأحزاب (المؤتمر وحلفاءه والإصلاح وشركاءه) دون إشراك الشباب والوطنيون الغيورين والتي افتقرت إلى الكفاءات الوطنية النزيهة ولم يكن الوزير المناسب في الوزارة المناسبة مما أدى إلى الفشل الذريع وتكبد البلد خسائر وأزمات خانقة لعدم تواجد الكفاءات فيها بشهادة كل اليمنيين حتى الذين لا يفقهون في السياسة حتى الدول الراعية للمبادرة اعترفت بفشل حكومة الوفاق الوطني (النفاق الوطني ) كما يحلو للبعض بتسميتها . بمفهوم آخر فان طريقة تشكيل الحكومات وآلية اختيار الوزراء أصحاب الخبرات والقدرات تفوق في أهميتها البرامج والخطابات, لان عدم قدرة تحمل الوزير على تحقيق تطلعات وأمنيات الشعب تنعكس سلبا على الأهداف والشعارات ذاتها ويفقد المواطن الثقة بالمبادئ والنزاهة لتلك الحكومة. بعد هذه التجارب المريرة والخانقة التي مر بها اليمن عبر مجموعة من الوزراء المنتمين إلى الأحزاب السياسية أو الذين توارثوا المناصب الوزارية أو منحوا ثقة من أحزابهم لتوليها ، من دون أن يكون لهم أي حيثية سياسية ونزاهة وطنية مكتسبه , صار من الواجب على أنصار الله مراجعة القواعد والمعايير المتبعة في انتقاء الوزراء وثمة استخلاص في هذا الشأن لا بد من التوقف أمامها ، ومراعاة الكفاءة والنزاهة مثلما وعدو الشعب في تحقيقها .
عندما تداول خبر حكومة الكفاءات والنزهات الوطنية والتي طرحها أنصار الله وتسربت كنا نري شخصيات مرشحة من أصحاب التخصصات والنزاهات والكفاءات مرشحين لهم مكانتهم الوطنية استبشر الشعب اليمني خير وبأن اليمن سوف يرى نور المستقبل وطريق التنمية ومواكبة الدول المتقدمة . أثبتت التجارب التي مرت بها اليمن إن السلوك الوظيفي والشخصي لمن يتولون موقع القرار والمسؤولية يؤثر إلى حد كبير على مصداقيتهم ونزاهتهم في نظر الشعب اليمني , فمن ارتبط اسمه بقضايا الفساد أو الثراء من الوظيفة العامة لا يمكن أن يكون مسئولا ناجحا أو صالحا , وحتى لو أن تم ترشيحه من حزبه أو الزج به من قبل نافذين .
هل يحذر قادة أنصار الله بأن لا يقعوا في نفس الغلط الذي وقع فيه أسلافهم من المحابة والمجاملة والمحسوبيات على حساب الوطن الغالي ,لأنها كانت هي المعايير التي على ضوئها يتم الترشيح للوزارات..... نتمنى أن نجد في الأسماء المرتقبة للحكومة الجديدة حكومة السلم والشراكة الوطنية كفاءات علمية وطنية نزيهة وخصوصا في قائمة أنصار الله التي قدمت فيها مرشحيهم للوزارات المختلفة حتى يشعر الشعب إن هناك أمل في هذه الحكومة وان أنصار الله صدقوا وعدهم لهذا الشعب وجسدوا اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي لهم الفضل الأول في صياغة بنوده ويبدأ الشعب يستشعر ويثق بان هناك كيان يهتم بهذا الوطن الذي أستنزف كل خيراته ويغلب مصلحة الوطن قبل المصالحة الخاصة والشخصية .
وما يمثله اختيار الوزير ذوي النزاهة والخبرة من وزن سياسي وحضور على المستوى الوطني عامل حاسم للنجاح , فمن يفتقد القدرة على التواصل مع مجتمعه ومع موظفيه يخفق في عمله وإذا لم يحز على ثقة الناس سيجد صعوبة في تمرير أي قرار أو تطبيق السياسات هل يعي أنصار الله هذا في الاختيار للوزراء إلى أن يصل أنصار الله إلى مرحلة متقدمة في الإصلاح السياسي وانتخاب الحكومات أصحاب الكفاءات كما تم الوعد بها من قبلهم علينا أن ننتظر و نعمل على تطوير الأدوات المتوفرة والمتمثلة بأنصار الله وتحسين شروط تشكيل الوزارات واختيار الوزراء أصحاب الكفاءات والنزاهة لنتجنب في المستقبل الوقوع في فخ الحكومات الفاشلة وما تخلفه من متاعب لصاحب القرار وللشعب اليمني.
نأمل أن نجد العوض والتعويض والإنصاف في أنصار الله وخصوصا بعد أن أعلنوا إنهم لن يشاركوا في الحكومة بأي شخصية من أعضاء المجلس السياسي لأنصار الله وإنما سيبحثون عن الكفاءات الوطنية النزيهة ويتم ترشيحهم نتمنى أن يكونوا عند وعدهم وعند حسن ظن الشعب بهم وإلا لا فرق بينهم وبين من سبقوهم ، ممن وعد وأخلف وحدث وكذب وإذا أؤتمن خان .