شهدت ساحة الاحتفالات العامة وسط المدينة استقبالا لجموع من الوفود التي وصلت من الأراضي المقدسة مساء يوم السبت 24 ذي الحجة 1435ه الموافق 18 أكتوبر 2014م من حارات مدينة تريم وضواحيها ومن ضمنهم طلاب بدار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية وسط احتفال واستقبال كان غاية في التنظيم والإعداد والإتقان، وجاء ذلك ضمن حملة وكالة التيسرات للحج والعمرة وتنسيق من القائمين على الأنشطة الدعوية وشباب حارة المحيضرة وضمن فعاليات المطلع السنوي العشرين للألعاب الشعبية وأسبوع فريق التحالف الرياضي الخامس عشر وعيدنا أحلى في نسخته السادسة لمنتدى نماء الشبابي بحارة المحيضرة. وأقيم ذلك الاستقبال في ساحة الاحتفال العامة (منقد بن يحيى) وسط مدينة تريم شرقي مسجد المحضار وحضر الحفل والاستقبال عددٌ من الدعاة والأساتذة والأعيان والشخصيات العامة ورجل الأعمال الأستاذ حسين بن كردوس التميمي وجموع غفيرة من أهالي الحجاج الواصلين وذويهم ومحبيهم.
ووسط تلك الفرحة والبهجة تنوعت فقرات فعاليات هذا الاستقبال ما بين كلمة ترحيبية ووعظية قدّمها الداعية الشيخ عبدالله عوض باجهام وقصيدة شعرية من الاستاذ حسين شيخ العيدروس ودعوات وتهاني وتبريكات وكذا لوحات تراثية شعبية قدّمتها فرقة الناشئة للشبواني وفتية على ظهور الجمال بلباس الإحرام يجددون حكاية الزمن الماضي في ذهابهم على متن الرواحل، وكذا وقفةٌ لطلاب حلقات دار الدعوة حاملين فيها لافتات معبّرة عن فرحتهم بقدوم حجاج بيت الله وتهنئتهم بقبول الحج وسلامة وصولهم.
أجمل ما في هذه الفعالية هو الإعداد المتقن وتنظيمها، وكذا تجسيد روح المحبة والتكاتف والتلاحم بين فئات المجتمع بمختلف شرائحها وأعراقها، ومن خلالها عاشت مدينة تريم عيداً ثانياً مليء بالأخوة والتآلف والتراحم والجميع مسرور مما ترك انطباعاً طيباً في وفود حجاج بيت الله والجماهير الحاضرة.
تلك خلاصة رحلة إيمانية شهدتها مدينة تريم الغناء وقلّ أنْ تجد في عالَمنا اليوم فعاليات من هذا النوع -رغم كثرتها-غير أن تريم وما تحويه هذه المدينة من أسرار تبقى بلدا مميزا ونقطة فارقة لها سرها الخاص في الابتهاج والتعظيم لشعائر الله طوال مواسم العام.
ختاما.. نحمد الله على سلامة وصول أهلنا وأخوتنا من تلك الرحاب الطاهرة إلى وطنهم وأهلهم، ونقول لهم تقبل الله منكم، وحجّ مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور . ونسأله تعالى أن يبلّغ كل مشتاق لحج بيته الحرام في قادم الأعوام، وأن ينعم بالأمن والسلام والفرج العاجل لأمة الإسلام في شرق الأرض وغربها .