يبدو أن جماعة أنصار الله ( الجناح السياسي والعسكري للحوثيين شمالي اليمن ) أرادت فرض واقع معين على الأرض لاسيما بعد التغيرات التغييرات التي أحدثوها في الحادي والعشرين من سبتمبر – المنصرم - . فبعد سيطرتهم بقوة السلاح على صنعاء واحتلالهم ونهبهم لمقرات سيادية وعسكرية وخدمية ومدنية طالت أياديهم ؛ حينما امتدت إلى مدن أخرى وبالأخص مدينة الحديدة - المنطقة الإستراتيجية – واستلامهم لمدن أخرى طواعية ، الأمر الذي حير الكثيرين ، وصار واضحا وجليا للجميع زيف الشعارات التي يحملونها والتي من بينها مطالبتهم ب " محاربة الفساد " ونسو أو تناسوا في الوقت نفسه أنهم تحالفوا مع رأس الفساد والاستبداد - الرئيس المخلوع - ،، وظهرت أيضا بعض النوايا الخفية - للجماعة – التي أملتها عليهم دول إقليمية .
ماذا بعد سقوط العديد من المدن في شمال اليمن ؟ هل سيضل الجنوبيون يتفرجوا ويراقبوا الوضع إلى أن تنقل المواجهات – لا قدر الله – إلى مدنهم ؟
بعد مليونية الرابع عشر من أكتوبر التي أقيمت في عدن والتي نتج عنها ذلك البيان الذي أعطى مهلة إلى يوم " الثلاثين من نوفمبر " لمغادرة الإخوة الشماليين وبالذات العاملين في السلك العسكري أراضي الجنوب ، كم تمنيت – شخصيا – في ذلك اليوم أن يتم تشكيل مجلس رئاسي يضم جميع المكونات الجنوبية دون إقصاء والترتيب لتشكيل لجان شعبية لتتولى زمام الأمور ؛ خصوصا أن هذه المرحلة هي فرصة للجنوبيين لتقرير مصيرهم لاسيما وأن كثيرا من أبناء الجنوب ممن كان لهم " أصيص أمل " بمخرجات الحوارقد فقدوا أملهم وبالمبادرة الخليجية التي أجهضت بعد توقيع اتفاق السلم والشراكة .
وأخيراً أأَكد انه مثلما استغل الحوثيون الوضع واستطاعوا – ولو بطرق غير سلمية – فرض واقع معين ، يستطيع الجنوبيون استعادة دولتهم وتقرير مصيرهم بأنفسهم .