بات من المؤكد أن يتم الإعلان في هذه الايام عن حكومة بحاح الطويلة والعريضة وكأنها حكومة حرب بين فرقاء سابقين ولاعبين جدد منهم من ينكمش واخر يتمدد في البلاد ويتحكم في العباد والتي ولدت بعد مخاض عسير في مسألة توزيع الحقائب الوزارية على خمسة مكونات بما فيها مكون الرئيس هادى القابض على الجمر ، إلا أن الخوف من المفاجآت الغير سارة في تعطيل الحكومة وهى تحبو أول خطواتها اذا ما فكر أنصار الله الظفر بحقائب ليست من حصته وتلك الطامة الكبرى. بالرغم من المحاصصة البغيضة التي انهت التشكيلة الوزارية على طريقة اللعب المكشوف على غير الرياضية (4/9/9/6/6) بالتوافق و التبادل والتحالف لكن لن تنتهي اللعبة على هذه المحاصصة وهي بالطبع قسمة ضيزى اعتمدت على الواقع السياسي المرير دون النظر لمصلحة البلد في التخلص من البطالة والفقر المدقع والنهوض بالاقتصاد الوطني مالم يكن هناك استقرارا نسبيا في العملية السياسية ، وحكومة الطوارئ القابلة للتمدد والانكماش هذه لم تكن على ذي بال مخرجات مؤتمر الحوار المعطل بل على ضوء وثيقة الاستسلام في السلم والشراكة والتي ستزيد من تعقيد الحالة اليمنية المستعصية من الحل بعد دخول طهران في الخط . بالنظر في الحقائب الوزارية من العيار الثقيل فأنها جاءت من نصيب الحوثي الذى جاء على الى الساحة بالحل العسكري ربما تم التفاهم والتواصل حولها في الغرف المغلقة بإعطائه تلك التي فيها من المكافأة والاستحقاق كما طلبه بناءً على رغبته في الكشف و مراقبة كما يزعم حول إجراءات الدخل والخرج لحركة النقد كما هو الحال في النفط وربما تحسب له اذا كان صادقا مع الناس عما كان يدور فيما سبق من حسابات لأرقام فلكية وحكايات وأساطير لأمراء الذهب الأسود من ذوي الخطوة والنفوذ ، فهل ستجرأ الحركة في الكشف هذه المرة عن الإنتاج اليومي من براميل النفط في المسيلة وصافر أو كل ما قيل مجرد سراب وخراب؟!! وطالما أن التشكيلة اعتمدت على قسمة خمسة مكونات بما فيها حصة الحراك المفرخ البعيد جدا جدا من المليونيات ،فكيف سيوتلف الحوثي في تشكيلة واحدة غير متجانسة وهو لا يعترف بشرعية حراك الرئيس إلا في الميادين ؟,وكيف سيتعامل بروح الفريق الواحد مع هذا الحراك الناعم الانتهازي على حساب القضية ودماء الشهداء ؟! بعكس ما جاء في خطاباتهم واعلامهم والتي تثني على قادة الحراك المختلف والمنقسم على نفسه في الداخل والخارج مالم يدخل في عدالة انتقالية وجبر الضرر فيما سبق سيما وان التسامح والتصالح لم تعالج تلك الجروح والسموم الى الان ، لكن المشكلة بأن الحكومة لا تحتاج إلى حكمة يمانية وإنما لتعويذة تجعل من فن الممكن ممكناً سيما وان أنصار الله لن يهدأ لهم بال إلا بالفوز بالداخلية وهذه أهم من الست الحقائب التي أعطيت لهم وسنرى في قادم الأيام التحديات التي ستواجه حكومة بحاح في التكتل ضد قرارات لا تخدم خروج البلد من عنق الزجاجة بالتلويح بتعطيل الحكومة وربما ارغامها على الاستقالة على كل خطوة تخطوها ، لكن المهم من كل ذلك في ظل الوضع الهش ربما يتوج السيد عبد الملك الحوثي نائباً للرئيس في بلد لا تحكمه اسس ولا معايير ، فهل يقبل الجميع هذا الطارئ في العملية السياسية أن وقع كالفأس في الراس عقب التشكيل الوزاري ؟.