رباط العبادي.. من أجمل قرى يافع – لبعوس.. وهي مَوئِل ومسكن آل العبادي، وهم أسرة عريقة معروفة في يافع وفي حضرموت، وأصل جدهم الشيخ العلامة الزاهد الورع عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن عباد من منطقة الغَرفة بوادي حضرموت بالقرب من سيئون ويعرفون ذريته بآل باعباد، وقد انتقل البعض منهم إلى يافع فعرفوا بأسرة العبادي أو آل با عباد، وهم أهل علم وفقه، وتنتشر سلالتهم في مناطق عديدة في يافع، مثل يهر وحطيب والشبر وغيرها، ويحظون بتقدير واحترام. وتعد قرية رباط العبادي- في لبعوس أكبر تجمعاتهم السكانية، وتتميز بعمرانها الحديث والشاهق الذي يتألق بنمطه المعماري اليافعي الأصيل، وقد توسعت كثيرا وتمددت حول القرية القديمة في كل الاتجاهات. وهذه الصور التقطتها عدستي لجزء من رباط العبادي مساء الاثنين فيما كانت خيوط الشمس تزيغ للغروب وتعانق باشعتها الذهبية بيوتها العالية فتزيدها جمالا وروعة ... وبقدر إعجابي بهذه الدور والقصور التي أكحل ناظري برؤيتها كثيرا بحكم عملي في كلية التربية – يافع المجاورة لها، فأنني أخشى على هذه القرية بتحفها المعمارية الأصيلة من غزو العمارات الاسمنتية الدخيلة التي يشيدها البعض، ربما بدافع التميز وبدون وعي لخطرها الداهم على الهوية المعمارية اليافعية الفريدة، وهو ما ينبغي أن يتنبه له رجالات آل با عباد، ومعظمهم من المقتدرين ممن برعوا في أعمالهم في الداخل والخارج، ويمكن لبعض العمارات الاسمنتية التي ما زالت قيد البناء أن يعمل اصحابها على تصحيح هذا الخطأ غير المقصود، وذلك بإضفاء النمط اليافعي عليها سواء بتلبيسها بالاسمنت أو بالحجارة وإضافة الخطوط البيضاء الفاصلة بين الطوابق وكذا التشاريف، ليعاد لها شيئا من شكلها المعماري الأصيل،ولا بد من الالتفات إلى ترميم البيوت القديمة والأضرحة وعدم تركها عرضة للاهمال لأنها شواهد تاريخية، تروي بدايات وجذور هذه القرية الجميلة التي اختطها الآباء والأجداد. واختتم بالقول لكل الغيورين على هذا النمط المعماري الفريد أن عليهم أن يدركوا أن عمارة البناء الاسمنتي تعد ( إهانة لمعمارنا الأصيل) كما قالت ذلك المهندسة المعمارية سلمى سمر الدملوجي البريطانية العراقية الأصل والمهتمة بالعمارة الاسلامية... وللأسف أن غالبية من يقدمون على هذا البناء هم من المقتدرين ممن يجلبون أحيانا حجارة من خارج المنطقة..أو يرفعون أبراجا اسمنتية تغطي لوحة المعمار اليافعي الأصيل وتطغي عليها... فما أحوجنا لنشر الوعي بأهمية الحفاظ على هويتنا المعمارية المميزة والفريدة في العالم.