عقد المرصد المصري للمسئولية ومكافحة الفساد مؤتمراً بحثياً تحت عنوان ( الأزمة في اليمنالجنوبي وتأثيرها على الأمن القومي) بالقاهرة لمناقشة اهم الأحداث الدائرة في اليمنالجنوبي . وشارك في المؤتمر (ملتقى أبناء الجنوب - مصر) وعدد كبير من أبناء الجنوب شخصيات وطلاب ومقيمين كما كان هناك حضور للصحف المصرية ومشاركة حزب التجمع الناصري.
وجاءت المناقشة في الآتي : كتب / م. محمد محفوظ لمضيق باب المندب أهمية استراتيجية باعتباره ممرا بحريا ملاحيا يربط بين المحيط الهندي والبحر الأحمر من جهة والبحر الابيض المتوسط بشمال افريقيا وأروبا من جهة اخرى، وبرزت اهميته في خط الملاحة العالمية بعد افتتاح قناة السويس عام 1869م حيث كانت منطقة جنوب الجزيرة العربية تخضع تحت سيطرة الاستعمار البريطاني (1839–1967)م.
ومما زاد اهمية المضيق أن عرض ممر عبور السفن هو 16كم وعلى عمق (100-200) م والتي تقع بين جزيرة بريم (ميون) والمنطقة البرية لليمن الجنوبي مما يسمح لشتى السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين متباعدين.
ولقد ازدادت أهميته بوصفه واحداً من أهم الممرات البحرية في العالم مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي, ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنوياً (57 قطعة يوميا). واصبحت الدول المجاورة تعتبره بديل مناسب لمضيق هرمز الذي يعبر من خلاله ما نسبته 40% من اجمالي ناقلات النفط حول العالم.
ومن النظرة السياسية لواقع الامور اليوم فأن المضيق أصبح مطمعاً لأكثر من قوى إقليمية كالمد الإيراني عن طريق حركة أنصار الله (الحوثيين) واسرائيل التي تحاول السيطرة على هذا الممر البحري الهام وهي لها علاقات مع الدول المجاورة للمضيق ممثلة في جيبوتي واثيوبيا واريتيريا كما ان امريكا لها نفوذ قوي في المنطقة وعلى بعد بضعة كيلومترات من المضيق مما يعني عجز الجمهورية اليمنية الحالية في التحكم بهذا المضيق البحري الهام وحمايته.
وكانت من تبعات هذا العجز انه تسبب في اتاحة الفرصة لأعمال التهريب والقرصنة من قبل بعض العصابات المسلحة والتي زاد انتشارها في خليج عدن في السنوات القريبة الماضية على مدخل المضيق.
والجدير بالذكر انه في حرب اكتوبر73 قام اليمن الديمقراطي وهو المتحكم آنذاك في حركة المضيق وتأمين حركة الملاحة فيه وانطلاقا من اهداف الفكر القومي العربي قد اغلق المضيق امام اسرائيل تضامنا مع مصر وعرفانا منه بمواقفها الداعمة للثورات العربية التحررية ومنها دعم الثوار في اليمن الديمقراطي بالسلاح الذي ساهم باستقلاله من المستعمر البريطاني.
ويمكننا القول انه بعد قيام الوحدة المشؤمة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في 22مايو 1990م والذي دخلها اليمن الديمقراطي طوعا من منطلق فكره القومي نحو تحقيق الوحدة العربية الشاملة ولكنها للأسف لم تستمر اكثر من اربعة اعوام انهاها نظام صنعاء بشنه حرب صيف 94 والذي أصدر فيها علماء الدين التابعين لحزب الاصلاح (إخوان اليمن) الفتوى التكفيرية أباحوا فيها دماء أبناء الجنوب وقام نظام صنعاء وعلى يد كل القوى القبلية والعسكرية والحزبية التابعة له باجتياح الجنوب وبسط نفوذها عليه وبمساعدة من بعض المجاهدين من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
وفي ظل هذا الاجتياح اصبح مضيق باب المندب وخليج عدن وكل الموانئ البحرية بعدها مسرحا لعمليات التهريب والقرصنة والتي شكلت تحديا للأمن الداخلي والقومي والاقليمي.
ان الربيع العربي الذي عصف بأنظمة عربية متعددة ومنها نظام صنعاء السابق قد ادخل اليمن في حالة فراغ سياسي وغياب تام للدولة التي عجزت في فرض سيطرتها على الوضع الداخلي مما سهل لظهور أكثر من قوى في المشهد اليمني كتنظيم القاعدة وجماعة الحوثيين الذين يحظون بدعم ايراني والتي تسعى حكومة طهران لبسط نفوذها على اهم المنافذ البحرية واهمها مضيق باب المندب على المدخل الجنوبي للبحر الاحمر وعلى مشارف المملكة العربية السعودية.
استطاعت جماعة الحوثيين في ظرف 10 سنوات أن تكون قوة ضاربة في اليمن وفرضت مشهداً سياسياً جديداً.
وفي منتصف أغسطس الماضي بدأت جماعة الحوثي تنفيذ ما سموه "تصعيد ثوري" للمطالبة ب "إقالة الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود"، حيث أقاموا مخيمات اعتصام داخل العاصمة صنعاء وقد اتضح فيما بعد بان تواجدهم فيها ما هو الا مخطط لإسقاطها. أن إسقاط صنعاء من قبل الحوثيين تم بمساعدة من المخلوع علي عبدالله صالح وعجز الدولة عن التصدي لهم.
كانت الحُدَيْدة الهدف الثاني للحوثيين كمدينة مطلة على البحر الاحمر ذات اهمية بالنسبة لهم تمكنهم من تأمين حصولهم على السلاح عن طريق التهريب عبر البحر بواسطة الداعم الاكبر لهم ايران .
ولازال الحوثيين الى يومنا هذا مستمرين في الزحف باتجاه بعض المدن اليمنية تحت ذريعة محاربة تنظيم القاعدة والمستهدفة ايضا من الطائرات الامريكية بدون طيار في مفارقة غريبة من ضرب امريكا للقاعدة وترك الحوثيين يتمددون في نفوذهم ومخططاتهم تحت جغرافية اليمن الشمالي تاركين مضيق باب المندب في اليمنالجنوبي تحت سيطرة القواعد الامريكية المتمركزة في الجنوب والذي يرسم ملامح صراع امريكي – ايراني في المنطقة وسط صمت الاشقاء في دول الخليج نحو هذا الصراع.
ولهذا اصبحت مسألة تأمين مضيق باب المندب ليس شأنا داخليا فحسب بل قضية امن قومي عربي يجب ان تقف معه كل القوى والانظمة السياسية في العالم العربي ولن يتحقق ذلك الا بوقوفهم بجانب شعب الجنوب في قضيتهم التحررية واستعادة دولتهم لأنهم هم اصحاب الارض (مضيق باب المندب) وهم من يهمهم شأن الدفاع عنه وحمايته اكثر من نظام صنعاء المحتل الذي أضاع اهميته ومكانته العالمية كما اضاع اهمية ميناء عدن الدولي في تموين البواخر المارة عبر المضيق. (ماضاع حق وراءه مطالب) المجد والخلود للشهداء والحرية للأسرى والمعتقلين وعاش الجنوب حراً ابياً (ملتقى ابناء الجنوب – مصر) صورة للعميد علي السعدي حين القاءهُ لكلمة مقتضبه عن مضمون المؤتمر
جانب من الحضور من ابناء الجنوب وتواجد العلم الجنوبي بشكل مُلفت
حضور الصحفية المصرية المناصرة للقضية الجنوبية (سُها البغدادي)