كتب : مشيرة الصاوي تصدر الأحكام ضدها جزافا، فبعد خطأ واحد تتحول حياتها 180 درجة، إنها المطلقة التى حكمت عليها الظروف وسوء اختيارها لشريك حياتها على أن تقضى ما تبقى من حياتها فى معاناة فرضتها عليها الأعراف والتقاليد الإجتماعية لتنضم لآخريات يعانين من تلك المشكلة الأزلية. وبعد أن امتلأت الدراما والأفلام بقصص عن حياة المطلقات اللواتي يعانين من نظرة المجتمع الدونية، جاء دورنا اليوم لنرى إذا تغيرت معاملتها خلال الآونة الأخيرة مع التطورات التي شهدها المجتمع أن لازلنا كمجتمع نتعامل مع المطلقة بأنها "سلعة مستخدمة". ذكر الدكتور سيف عبدون، أستاذ علم النفس التربوى بكلية الآداب جامعة الأزهر، أن نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة قد تغيرت كثيرا فى الفترة الأخيرة، فبعد أن كان ينظر إليها على أنها تحمل عار أو وصمة لا بد أن تخجل منها، وكان يوجه لها نظرة شك تجاه أى عمل تقوم به ويطعن فى سمعتها، ولم تكن أيضًا تتمتع بأى حق ولا تحصل على معاش، أصبحت الآن عضوة فاعلة فى المجتمع، كما أنها تتمتع حاليا بالاستقلالية عن الرجل وبإمكانها أن تربى أبناءها بمفردها دون مساعدة من طليقها. وأضاف عبدون أن المطلقة ستعانى من حالة نفسية سيئة نظرًا لكونها مرت بتجربة أثبتت سوء اختيارها لشريك حياتها، ويزداد الأمر سوءا إذا كان لديها أولاد من طليقها لذا لا بد من إعطائها جرعة معنوية كبيرة تمكنها من العيش بمفردها واستكمال حياتها. وأكد عبدون أن الطلاق أفضل بالنسبة للأبناء لأنه يجنبهم رؤية الصراعات بين الأب والأم داخل المنزل، الأمر الذى كان سيؤثر سلبا على حالتهم النفسية، مشيرًا إلى ضرورة تهيئة الأطفال لتقبل الحياة الجديدة، وإخبارهم أن هذا الأمر ليس نهاية الحياة ولا بد أيضًا من تشجيعهم على التفوق فى دراستهم وعدم السماح لهذا الأمر بأن يكون عائقا أمام مستقبلهم. وأوضح عبدون أن حصول المطلقة على زوج ثانى لم يعد بالأمر الصعب خاصة إذا لم يكن لدى هذه المرأة أطفال أو إذا كان لديها طفل واحد، مؤكدًا أن الأمر يصبح أصعب إذا كان لديها العديد من الأولاد. فيما ذكر الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ وخبير نفسى، أن هناك العديد من الأسباب التى تقف وراء فشل الزواج، فكلا الطرفين لا يدرك ثفاقة الزواج والمسئوليات التى تترتب عليه، فهو بالنسبة لهم لا يعدو عن كونه مجرد تجربة جديدة فرحين بالدخول إليها. وأوضح أن التعجل فى إجراءات الزواج تؤدى إلى حدوث مشاكل كبيرة بين الزوجين نظرًا لعدم وجود التفاهم والتعارف المطلوب بينهما، وكذلك سقف التوقعات الكبير لدى الطرفين والتى تتسبب فى حدوث صدمة للزوجين إذا لم تتحقق. وأوضح عبد الله أن علاج هذه المشكلة يتمثل فى تغيير فكر المجتمع ككل لأن الزواج علاقة بين اثنين فى إطار بيئة مجتمعية، فالزوجين لا يعيشان فى عالم منفصل ومعزول عن الآخرين.