الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطلاق..البعبع الذي يخيف المرأة
نشر في الجمهورية يوم 02 - 06 - 2013

الطلاق ذلك الاسم السيء والمعنى الأسوأ، إنه أبغض الحلال عند الله، لكنه في بعض الأحيان قد يكون الحل الوحيد والمثالي لمشكلات استعصت على الحل، فاستحالت الحياة والعشرة، ووقع الطلاق، رغم مساوئه.. فالطلاق لا يعني نهاية الكون والدنيا، سواء للرجل أو المرأة، ومهما كانت الحالة، فالانفصال يعني أسوأ لحظات الزواج وأكثرها كآبة, فمن ذا الذي يتحمل قسوة هذا القرار الرجل أم المرأة؟ ما هو أول ما تفكر به المطلقة بعد طلاقها؟ وما هو أول ما يجب أن تفكر به المطلقة بعد الطلاق؟ كيف تستطيع المرأة تجاوز هذه المرحة دون أي خسائر نفسية؟..
أم أحمد، فترة الزواج سنة واحدة:
بالنسبة لي أول شيء فكرت فيه بعد طلاقي هو مستقبلي الوظيفي حتى اعتمد على نفسي، لأن الوظيفة سلاح المرأة في هذا الزمن الصعب, فالأهل لن يدومون لنا، الله يحفظهم ويطول أعمارهم، لذا المرأة لازم تعتمد على نفسها وتكون قوية لا أحد يذلها ولا يتطاول عليها, وعني بدأت أطور مهاراتي، ووفقني الله وحصلت على الوظيفة، التي أستطيع من خلالها أصرف على نفسي وأولادي, أما بالنسبة لتشويه سمعة زوجي السابق فأنا لم أقم بذكره لا بخير ولا شر، وحمدت الله أنه قد يسر لي الطلاق..
أماني، فترة زواجها 7 سنين:
لا شك أن المطلقة حديثاً تكون أفكارها في البداية مشوشة مرتبكة، ترغب بأن يمر كل شيء سريع حتى تنتهي مما هي فيه من أفكار، بالذات عندما تكون قد مر على زواجها سنين لابأس بها, فأنا أول ما تطلقت فكرت وبقوة في المجتمع حولي ونظرته لي، لكني والحمد لله تغلبت على هذا الشعور، وعشت حياتي عادية، ولم يعد يهمني أحد، لأني اقتنعت اقتناعاً تاماً أن المجتمع ما يرحم حتى الميت في قبره، لا يرحمونه, أما بالنسبة لذكر طليقي لي أو ذكري له بسوء فهذا قد حدث، ولكن هو من قال عني الكثير السيء، ولم أكن أتصور أن يفعل ذلك، وهذا ساعد كثيراً في المضاعفة من معاناتي بعد طلاقي..
أم سارة، فترة زواجها 10 سنوات:
هذا ما حصل معي و ما زال للأسف يحدث و يتكرر باستمرار، وهو ذكر زوجي لي بما يسيء لي, بعض الناس يسمعون من طرف واحد فقط, و يتخذون موقفاً معادياً دون التأكد أو معرفة وجهة الطرف الآخر.. فقدت ناساً مقربين و أشخاصاً من عائلتي و معارفي نتيجة تشويه طليقي و أهله لسمعتي أمامهم..
أحزنني موقف طليقي المعادي، لكن الألم الأكبر كان بسبب أن هؤلاء الأشخاص لم يتأكدوا من صحة أقواله.. صدقيني أن هذا الأمر سبب لي كثيراً من الاضطرابات النفسية، التي وصلت إلى عرض نفسي على طبيب نفساني ليساعدني وبعد توفيق الله استطعت نوعاً ما أن أتجاوز كلامه وألا أهتم به مثلما كنت في البداية, وبدأت أنظر للموضوع من ناحيه أخرى وهي زياده الحسنات.
طليقي يغتابني و يشوه سمعتي فأخذ من حسناته، ومن يسمع غيبة طليقي وأهله ويصدقونهم ويظنون بي الظن السيء أخذ أيضاً من حسناتهم (إن بعض الظن إثم)، وما زالت في كل الأحوال مصممة على عدم الكلام عن طليقي والاكتفاء بقول (ما فيش نصيب) لكل من يسألني عن سبب الطلاق..
د. عبدالسلام المحسن، طبيب نفسي:
المرأة بعد الطلاق تعاني بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى الطلاق من الإحساس بخيبة الأمل والإحباط والفشل والظلم، وقد تصل للإحساس بالضياع والتشاؤم والخوف من المستقبل.. وبالتالي هي لا تحتاج إلى من يزيد الضغوط عليها بتذكيرها بما حدث أو بما كان، فالضغوط النفسية لا تفارقها مهما حاولت إخفاء حالتها النفسية المضطربة، وبالتالي فهي في أمس الحاجة إلى إعادة الاتزان النفسي، ولن يتأتى ذلك إلا بالاستغراق في عمل جاد يثمر في نهايته نجاحاً واضحاً..
والمرأة بعد الطلاق إما أن تكون ما زالت شابة ولها حاجاتها النفسية والجنسية فتصدمها الحقيقة الأولى, أن غالب الشباب في مجتمعنا العربي لا يفضلون الزواج من امرأة فشلت في تجربتها الأولى بغض النظر عن أسباب الفشل, وإن كانت متقدمة في السن فإن لقب مطلقة قد يجعل من زواج المطلقة مرة أخرى شيئاً صعباً وخصوصاً إذا كان عمر المطلقة كبيراً أو لديها أبناء في حضانتها.
والحقيقة الثانية: هي مشكلة الأولاد, فمن النساء من ترضى أن تتخلى عن أولادها وتخدم أولاداً غير أولادها إن هي تزوجت رجلاً أرملاً أو مطلقاً، ولن يتمكن من سد حاجات أطفاله وأطفالها معاً، بالإضافة إلى غيرته من هؤلاء الأطفال كلما رآهم..
وبعض المطلقات قد تحتفظ بأبنائها وترفض الزواج فتكون المسئولية الملقاة على عاتقها ثقيلة، بالإضافة إلى كثرة الضغوط النفسية والقيود التي تحيط بها, إذ على الرغم من كل هذه التضحيات إلا أن المجتمع لا زال ينظر إليها نظرة دونية؛ لأنها أولاً امرأة وثانياً مطلقة, فمتى سندرك أن الطلاق بحالته الصحيحة ليس وصمة عار على جبين المرأة، بل قد يكون نهاية سعيدة لحياة تعيسة مرهقة!..
والحقيقة الثالثة: أن أهل المطلقة نفسها ومحيطها لا يقبلون لها حياة العزوبة خشية كلام الناس، خاصة إذا كانت شابة وجميلة، وفي كثير من الأحيان يسارعون في تزويجها قبل أن تلتئم جراحاتها النفسية، لذا أقول إن أي إنسان منا معرض للفشل في أي مشروع قد يقوم به في حياته، وهذا لا يعني أن يصبح الفشل ملازماً له طوال حياته، ولا بد أن يعطي نفسه فرصة أخرى للمحاولة، بل قد يعطي فشل الإنسان في تجربة سابقة دفعة كبيرة لنجاحه في حياته مستقبلاً.. وعلى المرأة خاصة بعد الطلاق مراعاة التوافق النفسي مع نفسها أولاً ثم مع الآخرين ليتحقق لها الرضا الذاتي والقبول الاجتماعي، وتنخفض حدة التوترات، والقلق، وتحتاج المرأة في الفترة التالية لأزمة الطلاق إلى فترة تعيد فيها ثقتها بنفسها، وإعادة حساباتها والتخلص من أخطائها، وتعديل وجهة نظرها نحو الحياة بصفة عامة والرجال بصفة خاصة، وشغل الفراغ الذي خلفه ترك الزوج لها خاصة إذا كانت لا تعمل.
ما بعد الطلاق
كل مصيبة تحدث لنا هي مقدرة ولاشك ولكن تعاملنا معها يحدد وقعها علينا ومدى تجاوزنا لها, لذا يفترض المحاولة بتشجيع الذات ودعمها وافتراض أنه شيء وحدث والتفكير بالنهوض بكل اعتزاز وثقة بالله والتأمل بغد أفضل.. وحتى تتجاوز المرأة مرحلة ما بعد الطلاق عليها العمل بهذه النقاط:
1 تعلمي من الأخطاء السابقة: إذا كان الزوج كذاباً وعنيفاً مثلاً ، فإن ذلك لا يعني أن الزوج القادم سيكون مشابهاً له، وستكون الحاجة في كل الأحوال ضرورية للتفكير بوضع العلاقة السابقة والتعلم من الأخطاء التي مورست فيها.
2 احزني وامضي قدماً: خذي وقتاً كافياً كي تتجاوزي الآلام والمعاناة التي سبّبها الطلاق لك، وادخلي مرحلة ما بعد الطلاق من خلال الرفض التدريجي للرجال والدخول في وضع الكآبة والغضب.. ومن ثم اقبلي بعدها نفسك من جديد ثم تنفسي طويلاً وادخلي من جديد وبقوة في تيار الحياة الاجتماعية.
3 لا تبقي أسيرة الماضي: لا تسمحي بأن يؤثر الماضي على الحاضر. لا تشكي في شريكك الجديد في أنه يريد القيام بالأشياء نفسها التي ارتكبها بحقك الشريك السابق. صحيح أن بعض الأوضاع تتطلب زيادة الحذر، غير أن التركيز يجب أن يتجه نحو المستقبل، وليس البقاء أسيرة للماضي.
4 لا تتعلقي برقاب الصديقات: يمكن لك أن تبكي على كتفي صديقة، لكن لا تعلقي عليها بشكل مستمر مع النحيب نفسه، وندب الحظ والتشكي من أن الرجال لا يطاقون، لأنك بتكرار ذلك قد تظهرين للوسط الذي من حولك بأنه من الصعب معالجة وضعك.
5 لا تقعي في مطب الحسرة: ليس صحيحاً الاعتقاد أن جميع الرجال سيهجرونك في النهاية، بل المفروض النظر إلى الأمر على أنه سوء طالع لا أكثر. وانطلقي في تفكيرك في أن كل واحد في الحياة يصاب ببعض الجروح والخدوش، لذلك من الضروري الإدراك أن لا طائل من استمرار التأسف ولعب دور الضحية إلى اللانهاية.
6 اكتشفي نفسك من جديد: هل لاحظتم كم من النساء عمدن بعد الطلاق إلى تغيير تسريحتهن؟ إن ذلك ليس له علاقة أبدا بمعاقبة الذات وإنما هو نوع من اكتشاف الذات من جديد. صحيح أن هذا الأمر لا يمثل إجراء راديكاليا، لكنه يجعل النساء يشعرن بالذي يمكن لهن أن يفعلنه ويردن الإقدام عليه والتعلم أيضاً..
7 ثقي بالآخرين: تأخذ النساء على أنفسهن بعد الطلاق بأنهن واجهن هذا المصير لأن لديهن سوء تقدير للناس، ولذلك ينصح بأخذ وقت للنقاهة النفسية من تبعات الطلاق وتعزيز الثقة بالنفس كنوع من العلاج.
8 تذكري نجاحاتك السابقة: إذا مررت بشعور باليأس من أن لا شيء تنجحين في تنفيذه، فخذي ورقة وقلماً واكتبين عليها النجاحات التي تمكنت من تحقيقها..
9 لا توافقي على أول رجل: إذا كنت تحسبين أن عمرك هو هذا العدد الكبير أو الصغير من السنين، فإن هذا سيعني أنك ستفكرين بطريقة «إن القادم هو الرجل الحقيقي»، ولكن هذا الأمر سيجعلك في حالة توتر تؤدي إلى الموافقة على أول رجل تصادفينه ويطلب يدك، أو يجعلك تعودين إلى المنزل باكية تلعنين حظك. تحلي بالهدوء فليست هناك أية لافتة معلق عليها كلمة «تنزيلات» أو مكتوب عليك تاريخ الصلاحية فلديك الوقت الكافي للعثور على الرجل الحقيقي الذي تريدينه.
10 خططي للحياة :اكتبي قائمة بالأهداف التي تريدين تحقيقها في كل المجالات، وركزي كل جهودك كي تحققيها لأن هذه الطريقة ليست فقط جيدة لنسيان الطلاق، وإنما أيضاً لبناء مستقبلك الخاص بك بشكل إيجابي.
نجاة فترة الزواج 6 سنين:
بعد طلاقي أكملت دراستي وعدت لممارسة هواياتي القديمة ومنها الحياكة، وأصبحت عضوة في عدد من الجمعيات الخيرية، وأخذت على نفسي عهداً ألا أكدر حياتي بذكريات ليس لها وجود إلا في الماضي، أما الناس إن أرادوا تذكيري بكوني مطلقة أو حتى سؤالي عما حدث فكنت أرد بطريقة آلية "لم يوفقني الله، وأحب أن أحتفظ بالأسباب لنفسي". ولله الحمد والمنة لقد منّ الله علي من حيث لا أحتسب بزوج لا أجد له الكلمات التي أصفه بها سوى أنني لأظنه من خير البشر بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم أفتح كتاب الذكريات إلا لأستخلص منه أخطائي بنظرة إيجابية حيادية خالية من الانفعالات ومشاعر الحزن والأسى.. صدقوني بعد الطلاق الحياة ممكنة.
أم علي فترة زواجها 3 سنوات:
اكتشفت ذاتي وكان لطلاقي الأثر الكبير في اكتساب شخصيتي صفات جديدة حميدة لم أكن ألحظها فيها سابقا، وهكذا بدأت الأمور تتحول من السلب إلى الإيجاب بمجرد تغير نظرتي لنفسي، وهنا أدركت أن الخير كان في الانفصال, صحيح أني مررت بصعوبات لكني تجاوزتها بحمد الله ولم أتركها تعقيني عن مواصلة حياتي..
لقد طلقت وأنا حامل وكان عمري عشرين سنة، وكافحت في تربية ابني التربية الحسنة حتى حفظ القرآن كاملاً وهو في الصف السادس الابتدائي، والآن أصبح ابني يؤم المصلين وهو في الصف الأول الثانوي وهو ابن بار وصالح, ويمكن لو كان استمر زواجي لما استطعت تربية ابني كما هو عليه حاله الآن..
سبأ القيسي أخصائية اجتماعية:
أقول لكل مطلقة: كلنا بشر وكلنا معرضون للخطأ وسواء أكان الطلاق سببه منك أو من غيرك فقد انتهى. ولا سبيل لإرجاع الماضي, لقد سمعنا وقرأنا عن نماذج ناجحة ومتميزة، وكان هذا النجاح بعد الطلاق, نعم إن الطلاق وقعه شديد على النفس، ولكن هل كل من فشل في حياته الزوجية معنى ذلك أنه فشل في حياته كلها, لذا احتسبي الأجر من الله وتناسي الماضي وابني حياة جديدة وانخرطي في نشاط أو عمل مفيد, المهم ألا تسجني نفسك في غرفتك بين أحزانك وهمومك, فلا فائدة منه, تقبلي الأمر واقتنعي بقضاء الله وقدره, ولا تلتفتي لكلام الناس وأسئلتهم، فهي ولا بد ستنقطع بعد فترة من وقوع الطلاق, فالناس لا تلبث أن تنسى, كما أن للصلاة والدعاء وقراءة القرآن أثراً رائعاً في تهدئة النفس المتعبة وإراحتها من همومها وأحزانها, وانظري للأمر من الجهة المتفائلة ولا تحسبي ما حصل شراً لك بل ربما يكون خيراً ويرزقك الله في المستقبل من هو خير منه, لذا لا تنظري لنفسك بأن حياتك انتهت أو أصبحت بلا معنى, بل ابحثي عن حياة جديدة وضعي لك خططاً وأهدافاً لتسيري عليها في المرحلة المقبلة بإذن الله، ثم توكلي على الله وابدئي حياتك بكل حماس..
دوافع الطلاق
د. قاسم المعمري علم نفس: أرى بوضوح أن السبب الرئيس هو افتقار الشعور بالأمن النفسي، ويرجع سبب ذلك إلى غياب اللغة الرومانسية، لغة الحب في البيت و استبدالها بلغة العدوانية و الشراسة، التي تتمثل بالألفاظ المتبادلة بين الزوجين أو العلاقة الجسدية بينهما التي يغلب عليها العنف و الحدة, و هو الأمر الذي يؤدي إلى عدم التفاهم الناتج عن أسباب كثيرة، منها اختلاف الأهداف و الثقافة و لغة الحوار وفقدان الدافع أو الحافز على الاستمرار لدى أحدهما أو كلاهما, كذلك عدم القدرة على ضبط النفس والانفعال عند أي اختلاف بجانب غياب الفهم الصحيح لاحتياجات ورغبات الطرف الآخر والتي تساهم في توفير السكينة والطمأنينة.. كل هذه العوائق تقود إلى تراكم المشكلات وزيادة الشقاق بين الزوجين.
الوقاية تكون بتقوية الصلة بالله عز وجل, ومن ذلك اشتراك الزوجين في بعض الأنشطة الروحية مثل الصلاة جماعة أو قراءة القرآن أو قيام الليل..
تعدد الأدوار, يتعامل كلا الطرفين على أنهما “زوج وزوجة فقط“ بالرغم من أن الزوجة لا بد أن تتعدد أدوارها في حياة زوجها لتصبح الأم والصديقة والأخت والابنة والحبيبة، وذلك نظراً لاحتياجات الرجل الماسة للعناية والاحتواء والرعاية, كما أن الزوج عليه أن تتعدد أدواره في حياة زوجته ليكون لها الأب والأخ والابن والحبيب وذلك حتى يتمكن من تحريك بعض الاحتياجات لدى زوجته مثل الحماية والقوة والرأي السديد والحزم والمسؤولية فتاوي بداخل زوجها وتنتصر بوجوده.
المصارحة وتصفية الحسابات أولاً بأول مع السماح للآخر بأن يخرج كل ما في نفسه من مشاعر والتعامل مع هذه المشاعر بتعاطف وتفهم.
التسامح والقدرة على تجاوز الزلات والأخطاء وفتح صفحات جديدة دائماً.
التعبير عن مشاعر الحب بكل الوسائل واللغات الممكنة, لفظياً وجسدياً بالكلمة الحلوة والضمة الحانية ونظرة الإعجاب واللمسة الرقيقة والهدية المفاجئة والهدية المتوقعة ويشارك في هذا الزوجان معاً وليس طرف دون آخر إلا أن - الزوجة - يقع عليها العبء الأكبر وذلك لما تتمتع به من مهارات قد لا يتمتع بها الرجل بشكل عام, لذلك عليها الحرص على التجديد الدائم والتطوير في أسلوب تعاملها وفي اللمسات الرقيقة، التي تضفيها على بيتها وعلى أثاثه وتولي الأهمية الأكبر لغرفة النوم, كذلك عند إعداد الوجبات الغذائية, مع القيام بنشاطات أسرية في المنزل ونزهات عائلية, وعمل بعض المفاجآت بين الحين والآخر.
أن يشعر كلا الزوجين بمسؤوليته عند حدوث مشكلة الفتور بينهما وألا يمثل أحدهما دور الضحية بل كلاهما مشتركان في الأخطاء وفي القدرة على معالجة الأمور بعد التفهم والتواصل الإيجابي.
أن يحرص كلٌ منهما على أن يكون في أجمل صورة عند لقائهما سواء في الفراش أو أثناء تواجدهما معاً في أي وقت.
على الزوج أو الزوجة المبادرة بالحوار مع الطرف الآخر واختيار الموضوعات التي يحب كلاهما الحديث عنها وذلك كوسيلة لإيجاد مادة للحوار, مما يساعد الزوجين على تجاوز أية هوة قبل اتساعها إذا كان لا بد من التحاور الجاد لحل أية مشكلة تقف أمامهما..
أن يكون بين الزوجين تفاهم مشترك وخاصة منذ بداية الزواج بأن يصرِّح كل منهما للآخر ما يحب وما يكره, والاتفاق على أن يحرص كل طرف على تلبية احتياجات الآخر النفسية والجسمية كالتقدير والاحترام والتقبل, ثم ترجمة هذا الاتفاق إلى سلوكيات وأقوال.. على مدى حياة زوجية مديدة بإذن الله.
البعد عن الروتين والتكرار و التجديد في العلاقة الأسرية والجنسية بين الزوجين.
أن يتعلم كل من الزوجين مهارات التعامل مع الآخر خاصة مع وجود فروقات واختلافات شخصية وفكرية كثيرة بين الجنسين.
الاتزان وضبط النفس عند الانفعال أو حدوث الأزمات و التزام الطرف الآخر للصمت لامتصاص غضب الطرف الأول إلى أن يهدأ و تسمح حالته النفسية بأن يتحاور ويتناقش والرضى بما يستطيع كل طرف أن يقدمه حتى لا يُكلّف المرء بما لا يطيق.
تهيئة الظروف لقضاء لحظات سعيدة في نزهات ورحلات يمكن منها صنع رصيد من الذكريات الجميلة بين الزوجين مع محاولة استعادة تلك الذكريات الحلوة و جلسات الصفاء.
أم أحمد فترة زواجها 12 سنة:
لقد بدأت طريقي بعد الطلاق بأول معاناة واجهتني وهي معاناة تربية الأبناء، ومن هنا بدأت بتحقيق أول هدف لي عندما أعطيت أول محاضرة للأمهات في كيفية التغلب على معاناة التربية، ثم توسع هدفي إلى أن أصبحت مدرسة أدرب الأمهات. ثم بدأت أخرج المدربات. ثم قلت لماذا لا أؤسس مدرسة؟ وتحقق حلمي هذا.. لاشك أني قد مرت علي لحظات صعبة بالذات بعد طلاقي ولكن أقول كل مطلقة بالعزيمة والإصرار والتوكل على الله تستطيع تجاوز أية أزمة يمكن أن تمر عليها، وليس الطلاق نهاية الحياة، بل قد يكون بداية لحياة أجمل بإذن الله..
دراسة تؤكد أن الرجال أكثر تأثراً بعد
الطلاق من النساء
الدراسات تؤكد أن الرجال يعانون أكثر من الاكتئاب والتوتر والقلق بعد الطلاق، مما تعاني منه النساء، ذلك لأنهم يحبون الظهور بمظهر الأقوياء خوفاً من الانهيار التام بعد الانفصال، في حين أنهم في الحقيقة ليسوا أكثر ثباتاً من النساء أما عن السبب, وطبقاً لدراسة أجرتها مجلة Mens Healthعلى شبكة الإنترنت، فإن أول رد فعل للرجل بعد انتهاء العلاقة، هو سرعة الخروج مع أصدقائه وسرعة الارتباط بأخرى، فحوالي 26 % من الرجال يتعالى على ما حدث، وكأنه يحتفل مع أصدقائه، وأن الموضوع برمته غير مهم، وهؤلاء شكلوا أقلية، لأن 36 % من المشاركين في الدراسة، قالوا: إنهم يودعون طليقاتهم بابتسامة لامبالاة، وكلا النسبتين تمثل شكلاً من أشكال الأقنعة الزائفة، التي يخفي بها الرجال مشاعرهم الحقيقية، لأنهم لا يستطيعون التعامل مع آلامهم أو غضبهم، أو إحباطهم، وقد لا يتنبه الرجال إلى حالة الوحدة، إلا بعد تخطي المرحلة الأولى من ردود الفعل الأولية، فيبدؤون في الحداد على حياتهم.. أما النساء فلا يضيعن الوقت.. فور انتهاء العلاقة يبدأن في البكاء، ثم يبدأن مرحلة الحديث مع الأخريات بصراحة عن مشاعرهن بعد الطلاق، فهن يواجهن الأحزان فوراً كما أكدت الدراسة الأمر الذي يساعدهن علي التخلص منها بشكل أسرع، عكس الرجال الذين يكبتون مشاعرهم فتظل تنتقل معهم في سراديب حياتهم.. ويراوده الحنين في العودة إلي دفء الأسرة وسابق حياته مع زوجته، والأبحاث أثبتت أن النساء يتوافقن أفضل مع نهايات العلاقة لأنهن يتوقعن الطلاق في أية لحظة، في حين لا يستعد الرجال أبداً لمثل هذه اللحظات، ولا يعترف الرجل أبداً بإحساسه بالأمان العاطفي مع زوجته، إلا بعد مرور الوقت وفوات الأوان.
أروى فترة زواجها 4 سنوات:
أول ما وقع الطلاق فكرت بطفلتي وفكرت كيف سأستطيع أعيش بعيدة عن زوجي, وماذا سيقول الناس عني؟ لكن الحمدالله تجاوزت المحنة وصرت أصبر نفسي وادعو ربي، وعشت بدون طليقي ومرت الأيام والسنون أحسن من يوم كنت عنده, وابنتي أيقنت أن الله ما يخلق خلقاً ويضيعه، ربي يحفظها والحياة ستستمر ونعيش فالواحد يفكر بالمستقبل وينسى الماضي والدعاء مخ العبادة وسهام اليل لا تخطئ.. ولأني لم أكمل دراستي رجعت ودرست دبلوماً، وطورت نفسي وانشغلت ولم أعد أفكر بالأمور السلبية أبداً..
سيناء فترة زواجها 7 أشهر:
كنت أبكي طوال الليل لأيام عديدة، بل لأسابيع, كان أكثر ما يسبب لي البكاء والحزن هو خجلي ممن حولي من أقاربي, بنات عمي وصديقاتي كنت أشعر أن الكثيرات سيشمتن بي وهذا ما كان يثير حزني على نفسي, كما أني كنت أشعر بالعطف على حال أمي وأبي فأزداد حزناً وانطواء، بعدها مكثت لعدة أشهر وأنا منطوية لا أحب المشاركة في أية مناسبة اجتماعية عائلية, ولا أرد على الهاتف بسبب خوفي من مواجهة الأخريات, كما أنني لم استطع مواصلة دراستي الجامعية هروباً من أعين زميلاتي..لقد عشت فترة من أصعب فترات حياتي وبقيت لمدة طويلة، وأنا أقاسي الألم واليأس والانطواء, وحين تخرجت أحسست أن أهلي لا يشجعوني على العمل ولا المشاركة في أي نشاط حتى لا يؤثر كلام الآخرين علي، فبقيت سجينة همومي وهواجسي, حتى نصحتني إحدى الصديقات بأن التحق بمدرسة لتحفيظ القرآن فتغيرت بعدها نظرتي للحياة تماماً, كما أصبحت أداوم على حفظ القرآن، مما غير من حياتي وكأني ولدت من جديد والحمد لله..
الخاتمة
مع أن الطلاق في كثير من الأحيان وبالنسبة للمرأة خلاص من زوج تعيش أتعس أيام حياتها تحت سمائه، فالمرأة لا تلجأ إلى الطلاق إلا بعد أن تصل ذروة اليأس والفشل والألم، وتحتاج إلى فترة تطول أو تقصر ليعود لها التوافق النفسي.
لذا جعلنا خاتمة استطلاعنا هذا عبارة عن نقاط تستطيعين من خلالها الانطلاق لحياة جديدة قد تكون بإذن الله أجمل من حياتك قبل الطلاق:
1 توثيق الصلة بالله تعالى، ومن ذلك الإيمان بأن هذه المشكلة وغيرها واقعة بقضاء الله تعالى وقدره ، وأن الله تعالى أرحم بك من الوالدة بولدها، وأن قضاءه خير لعبده، في العاجل والآجل، فالمصائب تكفر السيئات، والصبر عليها يرفع الدرجات، والله إذا أحب عبداً ابتلاه..
2 أنك بين أمرين: أن تعيشي حزينة مهمومة متألمة، أو تصبري وتحتسبي، لتنالي الأجر والرفعة.
وحزنك لا يقدم ولا يؤخر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ) رواه الترمذي وابن ماجة.
3 التأمل في نعم الله تعالى، والسعي في شكرها، ومقارنة هذه النعم الكثيرة بالمصيبة الحاصلة، وهذا يفتح على القلب باباً إلى الرضا، فتأملي كم لله عليك من نعمة، في دينك، ونفسك، وصحتك، ومالك، وأولادك . وتأملي ما يصيب غيرك من المصائب، فكم من امرأة مقعدة، وأخرى مصابة في أبنائها، وثالثة مبتلاة في دينها، ورابعة تئن من المرض، وخامسة وسادسة.
وإذا تأملت هذا وجدت نفسك في نعم تحسدين عليها، ووجدت في الناس من هو أعظم مصاباً منك وألماً. وهذا يهون عليك، ويدعوك للحمد والشكر والاعتراف بفضل الله ورحمته.
4 التأمل في المصيبة النازلة بك، ورؤية ما يحفها من النعم، فكم من امرأة متزوجة، تعاني من مضايقة الزوج وأذاه، وتسلطه وقسوته، ونكد الحياة معه، وأنت قد سلمت من ذلك كله، فاحمدي الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.