اكتشف العلماء من جامعة "كوماموتو" في اليابان أحفورة طائر زاحف (بتيروصور)، عمرها 90 مليون عام. وينتمي البتيروصور لنوع جديد أُطلق عليه اسم "Nipponopterus mifunensis"، وهو أول بتيروصور يتم التعرف عليه رسميا في تاريخ اليابان. وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Cretaceous. وعُثر على فقرة عنقية جزئية لهذا الزاحف الطائر في جزيرة كيوشو بمحافظة كوماموتو ضمن طبقات التشكيل الجيولوجي ("مجموعة ميفوني"). ومكنت تفاصيل هذه العظمة علماء الحفريات من تصنيفها ضمن فصيلة Azhdarchidae التي ينتمي إليها الكيتزالكواتلس الشهير، كما حددوا أنها تمثل نوعا جديدا تماما. ويشير ذلك إلى احتمال وجود روابط قديمة في الهجرة أو التطور بين هذه المناطق في العصر الطباشيري المتأخر. وكانت البتيروصورات أول الفقاريات التي استطاعت الطيران، لكن حفرياتها نادرة جدا، ونادرا ما تُحفظ جيدا. ولم تكن اليابان مُدرجة تقريبا في سجل حفريات هذه الكائنات. لذا فإن اكتشاف Nipponopterus ليس مجرد ندرة علمية فحسب، بل وإضافة مهمة للإرث العالمي. وأكد الدكتور ناوكي إيكيغامي المشارك في الدراسة أن"هذه خطوة مهمة إلى الأمام في علم الحفريات الياباني. وأصبح للبتيروصورات الآن قريب ياباني نرحب به بفخر في عائلتها القديمة". واستخدم فريق دولي من الصين والبرازيل واليابان أساليب متطورة، مثل التصوير المقطعي المحوسب والتحليل الوراثي العرقي لتحديد الروابط التطورية ودراسة تفاصيل الحفرية بدقة. واتسمت الفقرة العنقية بسمات مميزة مثل: - قمة ظهرية مرتفعة تمتد بطول الفقرة، - أخدود عميق على الجانب السفلي، - نهاية مفصلية شبه مثلثية تصل الفقرات، - نتوءات جانبية (postexapophyses) متطورة وفريدة لهذا النوع. وتشير هذه السمات إلى أن "Nipponopterus" كان يمتلك رقبة قوية ضرورية لتوجيه الطيران وربما الصيد في الجو. وجناحاه يبلغان مسافة من 3 إلى 3.5 أمتار، أي بحجم طائرة صغيرة. وأوضح الباحثون في الدراسة: "امتلكت فقرات عنق البتيروصورات تكيفات فريدة. ولم تكن مجرد أولى الحيوانات الطائرة، بل سمحت هياكلها بالتحكم في أجسامها الضخمة في أثناء الطيران".