تواترت الأخبار عن النوايا السيئة للحوثة تجاه الجنوب ومحاولتهم السيطرة على المنشئات الحكومية والمرافق الهامة فيها تحت ذرائع وحجج واهية ما أنزل الله بها من سلطان والتي يعلم الكل ظاهرها وباطنها, مهما حاول الحوثة تجميلها ب (رتوشات) زائفة كاذبة لم تعد تنطلي على أحد في الجنوب خاصة واليمن عامة بعد أن ظهرت النوايا الحقيقة لهذه لجماعة اتجاه البلاد, وبعد تلك المتغيرات التي حدثت بعيد تلبية الدولة لمعظم مطالبهم التي لم تكن سوى (سلم) صعد من خلاله الحوثي وجماعته وتدرّج فيه حتى أستطاع أن يمد جحافله وينشرهم في ربوع البلاد.. واليوم وبعد السيطرة الشبة كاملة للحوثي على معظم المحافظات الشمالية إن لم تكن كلها وفرض سياسته فيها وتدخله في معظم أنشطتها وعمل مرافقها بحجة إصلاح الأوضاع والرقي بها والمحافظة على ما تبقى منها, بعد هذا كله باتت أنظار الحوثي تتجه صوب الجنوب ومحافظاته بغية السيطرة أيضا عليها ونشر مسلحيه فيها ليضمن بعد هذا امتلاكه لزمام الأمور لجميع محافظات البلاد وفرض كل سياساته وأهدافه وغاياته والتي تتمثل في الدولة الحوثية التي يحاول الكل أن يتحاشى ذكرها بل واستبعادها وهي أقرب إلى الواقع والحقيقة.. إذن الأمر بات ضروريا وحتميا على أبناء الجنوب في التصدي لهذا المد الحوثي والوقوف في وجهه وفي وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن الجنوب وأمانه وكل منشئاته ومرافقه الحكومية مهما كانت الحجج والذرائع التي سيقدمها والمغريات التي سيعرضها على الجنوبيين, لأنها لن تكون من منطلق حرصه وخوفه على الجنوب وأهله ومصالحه, ولكن ستكون من منطلق نابع من مآرب ذاتية وغايات وأهداف شخصية ظهرت في الشمال بعد أن أوهم الكل وأقنع الشعب أنه يهدف لخدمتهم ومصلحتهم والوقوف بجانبهم والدفاع عن حقوقهم وحرياتهم التي أستولى عليها النافذون حسب زعمه.. يتطلب الأمر في الجنوب أن نكون أكثر حيطة وحذر وحرص من ذي قبل وأن لا ننخدع بتلك المظاهر الزائفة ومعسول الكلام أو نقع في شراك وحبائل من يريدون أن يغدو الجنوب لعبة بأيديهم يستبيحون حرماته ومكتسباته ويستأثرون بثرواته وخيراته ويحيلونه إلى (ملكية) خاصة بهم يعبثون بها ويتناوحونها كما حدث ويحدث الآن في محافظات الشمال التي جعلت من الانكسار والخنوع والخضوع (عنوان) لها واستسلمت لتك الحجج والذرائع التي دخل منها الحوثي صوب محافظاتهم .. يجب أن يتظافر الجنوبيون وتتعاضد أيديهم وتتشابك وتتحدى قواهم وأن يجعلوا نصب أعينهم وطنهم ومصلحته وأمنه واستقراره ويتعظوا ويعتبروا مما حدث في السابق وكيف أحال العابثون الجنوب إلى مربع عنف وساحة نزاعات وثارات وحسابات راح ضحيتها من راح, وأنهكت قوى الدولة الجنوبية وانهارت كليا ولم تعد قادرة على أن تستعيد نشاطها وعافيتها بعد أن سُلب منها كل شيء وبات أهلها على الهامش لا يجد معظمهم (كسرة) خبز أو شربة ماء ناهيك عن من تحولت حياته إلى جحيم لا يطاق وعذاب لا يحتمل ومعاناة تنوء منها الجبال بفعل سياسات التهميش والإقصاء والتجاهل.. نحن اليوم في الجنوب بحاجة ماسة (للحمة) القلوب والأرواح قبل الأجساد واستشعار ذلك الخطر المحدق الذي بات يهدد أمننا وأماننا بل وحتى ديننا ومعتقدنا السني, ولندع كل شيء جانب ونسخّر كل إمكانياتنا وهمومنا وطاقتنا من أجل أن لا نقع في تلك الأخطاء السابقة التي مزقت شملنا ودمرتنا وشردتنا وبات كلٌ منا (يغني على ليلاه) ونبحث عن مصالحنا الذاتية حتى وصل الحال بنا إلى مانحن عليه اليوم.. فلنحذر تلك الدعوات التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب والنوايا الخبيثة التي عُرفت بها العناصر المسلحة منذ سنوات متعاقبة, ولندرك أننا على المحك وأمام منعطف خطير جدا على المستوى الأمني وحتى السياسي الذي يهم الجنوب ودولتهم بعد هذه المرحلة الحساسة..