بعد ان اُستخدمت ورقة العقوبات الدولية ضد الرئيس "صالح" بتجميد امواله من قبل مجلس الامن ومنعه من السفر والتي كانت تلوح الرئاسة والسلطة بها لتثبيط اندفاعات الرئيس السابق نحو احداث اي تأثير على المشهد السياسي .. ماذا تبقى الان من اوراق يمكن ان تضغط بها امريكا او حلفاءها في اليمن لتهديد "صالح" واخافته وكبح جماح ممارسته العملية السياسية في البلد..؟! يبدو ان اهم الاوراق المرعبة قد اُحرقت ولم تعد ذا قيمة بالنسبة "لصالح" والمؤتمر الشعبي العام وانصاره لأنها كانت تمثل اقوى تهديد يفكر فيه الرئيس السابق بعمق في كيف يمكن تجاوزه بطريقة تكتيكية حتى جاء الوقت المناسب فلجأ الى قاعدته الشعبية واستطاع ان يستعطف كثير من القوى الاجتماعية والسياسية المناوئة له للوقوف معه رفضاً لتلك العقوبات وكذا التدخل الخارجي في شؤون اليمن.. يكمن ان اصف خطوة الحث الرئاسي اليمني للمبعوث الاممي جمال بنعمر وكذا السفير الامريكي "ماثيو" لإقرار عقوبات ضد صالح واثنين من جماعة انصار الله في هذا الوقت بالذات لم تكن موفقه وجاءت على عُجاله وغير مدروسة فهي خدمت الرئيس السابق وجعلته يستنهض قواه السياسية من جديد ليعود للواجهة ويتصدر المشهد السياسي اليمني والدولي معاً. ما يثير الاستغراب في قرار مجلس الامن المعاقب لصالح وابو علي الحاكم وعبد الخالق الحوثي هو منعهم من السفر ولعل ذلك ما يريدوه كمعاقبين خاصة "صالح".. في حين ان السفير الامريكي قبلها ينذر "صالح" بالمغادرة من اليمن! اما موضوع الاموال "فصالح" ينكرها والحوثيين لا مال لهم في الخارج اصلاً..!! اعتقد ان ثمة اوراق لا تزال في ادراج خصوم "صالح" لكنها غير فاعلة حالياً لأنه يحتفظ بعلاقاته الودية والدبلوماسية مع تلك الدول التي هي حاضنة امواله الحقيقية. لقد احدث جمال بنعمر في زيارته الاخير لليمن شرخاً تنظيمياً داخل المؤتمر الشعبي العام .ففي كل زياره له يأتي حاملاً خطة تفكيكية تارة للجغرافيا السياسية للبلد وتارة اخرى للنسيج الاجتماعي وطوراً للأحزاب والتنظيمات السياسية.. ولا ندري ماذا سيحمل لنا في زيارته القادمة..!! والغريب في ذلك ان "بنعمر" يأتي دائماً الى صنعاء بدعوة رسمية لفك مشكلة ما وحلها لكنه يعمل على تجزيئ المشكلة وتفتيتها بطريقة "سايكس بيكو" الخبيثة وليس بطريقة وسيط يجمع بين خصمين لردم الهوه بينهم.! فما يجري اليوم في الساحة اليمنية على وجه الخصوص ليس الا صراع التحالفات الخارجية وتغيير في خارطتها بين حلف امريكا ودول الخليج وحلف روسيا والصين والخليج الفارسي داخل اليمن وهذا ما سيحرك ملفات العقوبات على كل من سيتخلى ويغير تحالفه لاسيما مع الولاياتالمتحدةالامريكية.