بالتأكيد لم يكن هدفنا الحصول على المركز الثالث أو الميدالية البرونزية، ولكن هذه هي حال كرة القدم، بعد أن جانبنا الحظ في أغلب مراحل البطولة وبالتحديد مباراة الدور قبل النهائي أمام المنتخب السعودي، كما أن خوض مباراة تحديد المركز الثالث بعد يوم واحد من مباراة الدور نصف النهائي مسألة صعبة وقاسية على اللاعبين الذين كانوا قريبين من المباراة النهائية قبل أن يجدوا أنفسهم مطالبين بتحقيق المركز الثالث بين ليلة وضحاها، وتسببت الخسارة في إحباط معنويات لاعبينا، على اعتبار أن الطموح كان متمثلاً في الحصول على البطولة وهو الهدف الأساس الذي ذهب إليه الأبيض إلى الرياض، أما المركز الثالث فلم يكن في حسابات المنتخب الذي كان يسعى للدفاع عن لقبه وعن بطولته، قبل أن يصطدم بعامل الحظ، والتوفيق الذي جانبنا، وكلنا أمل أن يصالحنا الحظ في نهائيات كأس آسيا التي ستقام في أستراليا والتي لم يعد يفصلنا عنها الكثير. ومع إسدال الستار على «خليجي 22» بدأت بوصلة الحديث لدى المعنيين والقائمين على المنتخبات الخليجية تتجه نحو البطولة الآسيوية، خصوصاً بعد أن توحدت لغة الحديث وتركزت على أهمية الاستحقاق القاري المقبل، مع التأكيد على أن «كأس الخليج» كانت محطة مثالية للإعداد للبطولة الأهم المتمثلة في كأس آسيا، التي تعتبر المحك الحقيقي بالنسبة لمنتخبات المنطقة لإثبات الجدارة، وهو الأمر الذي اعتبره البعض مخالفاً للحقيقة وفيه تناقض واضح، على اعتبار أن النظرة للبطولة الخليجية اختلفت تماماً، خصوصاً من جانب المنتخبات التي خرجت عبر الأبواب الخلفية للبطولة بسبب المحصلة المتواضعة والنتائج السلبية، بالإضافة إلى جملة من المشاكل التي رافقتها في تلك المشاركة، لا سيما أن بعض المنتخبات أقالت المدرب وهناك مدربون على المقصلة، ناهيك عن وجود مطالبة جماهيرية لإقالة بعض الاتحادات الخليجية بسبب إخفاقها في «خليجي 22»، الأمر الذي يضعنا أمام علامة استفهام كبيرة حول مدى تأثير نتائج «كأس الخليج» على المنتخبات المشاركة، وما هي انعكاساتها على المنتخبات الخليجية قبل التحدي القاري المنتظر.
كلمة أخيرة هل بالفعل «كأس الخليج» كانت بمثابة البروفة لكأس آسيا كما صرح وتحدث أغلب المعنيين على المنتخبات الخليجية؟ نظرياً قد نصدق ذلك ولكن واقعياً الأمر مختلف، بدليل ما حدث من ردة فعل غاضبة بسبب النتائج السلبية من جانب الأغلبية، ما يؤكد على أن البطولة الخليجية أهم من الآسيوية عند البعض.