لعل المتتبع لنضالات شعبنا الصامد في الجنوب يدرك حجم التضحيات الجسيمة التي قدمها ولا يزال يقدمها والمتمثلة في دماء الشهداء والجرحى وآلام المعتقلين والاحتشاد في مليونيات منقطعة النظير دون كلل أو ملل حتى أستطاع أن يلفت أنظار العالم إلى مشروعية ثورته ونضالاته التي سبقت الربيع العربي ؟؟ إلا أنها ظلت وللأسف الشديد تفتقر إلى وجود قيادة موحدة وهو ما يأمله من خلال التحضيرات الجارية على قدم وساق لانعقاد المؤتمر الجنوبي الجامع هذه الفرصة التاريخية التي لم تتكرر على الرغم من وجود بعض التحديات أوجزها على النحو التالي : - أولاً : كثرة التشكيلات من المكونات والفصائل الجنوبية واختلاف رؤيتها وأساليبها النضالية رغم اتفاقها على الاهداف والمطالب وادعاء البعض منها بالأحقية التاريخية في الريادة أدى إلى ارباك المشهد السياسي وعدم التوافق . ثانياً : معظم القيادات الجنوبية العتيقة أضحت جزءً من المشكلة وليست جزء من الحل نتيجة الموروث السياسي الذي خلفته الصراعات السياسية السابقة فيما بينها وأصبحت غارقة في مآسي الماضي بل وعاجزة عن توحيد صفوفها أو إيجاد أي حلول أو بدائل مناسبة . ثالثاً : سيطرة الماضي الأليم على الساحة السياسية والحزبية والنضالية في جنوبنا الحبيب جعلت السواد الأعظم من عامة الشعب يصاب بالإحباط ويخشى المجهول ويفضل الصمت خوفاُ من عودة الماضي . رابعاً : الارتهان إلى المشاريع الخارجية تعتبر واحدة من أهم المعوقات التي تحول دون توحيد القيادات الجنوبية أو الاتفاق على خارطة طريق واضحة المعالم لبناء الدولة المدنية الجنوبية الفدرالية على كامل اراضي الجنوب العربي . - أن أنظار شعبنا والإقليم والعالم تتجه صوب انعقاد المؤتمر الجنوبي الجامع والذي تتلخص مهمته في قضيتين أساسيتين لا ثالث لهما وهما : أولاً: التوافق على قيادة جنوبية موحدة كمرجعية تمثل جميع الأطياف والمكونات الجنوبية دون إقصاء أو تهميش لأي مكون وتكون بمثابة الحامل السياسي والممثل الوحيد للقضية الجنوبية في المحافل الدولية للتفاوض مع الطرف الآخر بكل ثقة واقتدار ونديه . ثانياً : إقرار خارطة طريق ومشروع سياسي واضح لشكل ونظام الدولة الجنوبية القادمة وكيفية بنائها ومراحل تأسيسها بحيث تكون قابلة للتطبيق حتى تحظى بالدعم الشعبي ومباركة الإقليم والعالم وختاماً أتمنى للمؤتمر الجنوبي الجامع المزمع انعقاده النجاح والتوفيق وأشكر كل القائمين على التحضير لإعماله وخاصة (تيار مثقفون من أجل جنوب جديد) ورئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية وكل اللجان الأخرى آملاً مشاركة الجميع على قاعدة التحرير والاستقلال وتحت شعار الجنوب أولاً . الرحمة لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل لكل جرحى الثورة والحرية لكل المعتقلين وإنها لثورة حتى النصر