كل التحولات الثورية الكبرى التي شهدتها بلدان المعمورة المختلفة رافقتها اخطاء و تجاوزات , على اعتبار من يعمل يخطي و يصيب والاهم ان يتواصل مشوار التصويب و التقدم نحو اهداف الثورة و الشعب , هذا ما حدث و يحدث مع (انصار الله) و لجانها الشعبية و الثورية في صنعاء و المدن اليمنية الاخرى , المرجفون و الذين بقلوبهم مرض من داخل المطابخ الامنية الاعلامية يترصدون العثرات و الهفوات ويروجوا لها بالتضخيم , محاولة رجعيه لإعادة انتاج بيئة الفساد الذي فيها يطيب عيشهم الطفيلي على مقدرات الامة , اما النفر الاخر انتهازي عجزه عن تسلق الموجه الثورية لتحقيق مأربه النفعية غيضا و حقدا انحاز لقوى الثورة المضادة . في الاتجاه المعاكس , الحقيقة التي لا ينكرها إلا مكابر ان الرئيس هادي ليس جزءا اصيلا من النظام السابق , ابعد من ذلك لم يكن جزءا من نظام دورات الدم للرفاق في الجنوب , الوقائع تؤكد انه بدا الاحتراف مبكرا قبل خروج المستعمر من عدن 30 نوفمبر 67م و سيرته الذاتية تؤكد مشوار احترافه العسكري , حاله خاصة دفعت انظار الداخل و الخارج للتركيز عليه اثناء أزمة 2011م , تميز جعل كل اطراف الصراع تتوافق عليه ربان لقيادة سفينة احلام الناس الطيبين في الدولة المدنية .
القوى الثورية و بمقدمتها ( انصار الله) لا تجحد مواقفه الرافضة لطبول الحرب التي كانت تقرعها القوى التقليدية الرجعية , بالعكس منها مرر تحت مظلة الرئيس هادي وحكمته انتصار ثورة 21 سبتمبر بأقل تكلفة , ليس ايمانا منه بكل اهداف الثورة بقدر ما هي قراه ثاقبة من عسكري / سياسي محترف استشعر ان المستقبل لهذه القوة الصاعدة , قرأته المنهجية العلمية للمشهد السياسي الداخلي تطابقت مع متابعات المجتمع الدولي المهتم بأمن و استقرار منطقة خليج عدن و جنوبالبحر الاحمر .
ان قوى الاستكبار العالمي تريد ان تطفئ نور المسيرة القرآنية لأنصار الله اليوم قبل الغد , مع ذلك هي تعلم اكثر من غيرها ان ازاحتهم بالقوة من المشهد في هذه اللحظة التاريخية يعرض أمن الممرات المائية و الجوار الاقليم لتهديد الجماعات الارهابية المسلحة , خاصة بعد ان اثبتت التجربة حقيقة البضاعة الحزبية الحالية من المؤتمر الشعبي , الاخوان المسلمين , السلفيين , الاشتراكي و دكاكين البعث و الناصري انها كلها حاملة لجينات الارهاب و التخلف , انصار الله وحدهم من اثبت عمليا شراكته مع كل قوى الخير و التقدم في اجتثاث الارهاب التكفيري , الخصوصية الثورية لتجربتهم الكفاحية فرضت تعايش الاضداد معا من انصار الله و المجتمع الدولي و الرئيس هادي لبناء الدولة المدنية مع اختلاف مصالح كل طرف منها , التعايش الاجباري بين القوى المتضادة المصالح و المشارب الفكرية مثلت خصوصية يمنية , تجاوز قواعد العيش المشترك الحالية (اتفاق السلم و الشراكة) معناه الذهاب للفوضى.
*خور مكسر / العاصمة عدن 11/12/2014م *منسق ملتقى ابين للتصالح و التسامح والتضامن