الإهداء: لحملة مشاعل التنوير والثورة عند خط البداية المفكر د. أبو بكر السقاف ، أ. فاروق ناصر،.. الخ . بعد عام من التسوية السياسية اليمنية والإقليمية والدولية التي استولدت عبر الأنابيب مولوداً مسخاً أسمته (حكومة الوفاق) بالعاصمة اليمنية صنعاء، ثبت عملياً وبما لا يدع مجالا للشك إمكانية تعايش القط والفئران على مكب زبالة واحدة.. الولادة المشوهة لحكومة باسندوه فرضتها تحديات أقنعت النظام السابق بالشراكة مع فئران أحزاب اللقاء المشترك والتعايش معاً لمواجهة تحدي ثورة الشباب بساحة صنعاء والمدن اليمنية الأخرى.. كان الأجدر بالجنوبيين لعدالة وأخلاقية قضيتهم الارتفاع إلى مستوى تحدي قوى (اليمننة) من خلال رص الصفوف الذي يستوعب الجميع بمن فيهم لحقة 7 / 7 / 2007 م ولحقة اللحقة 16 فبراير 2011 م. تفعيل (المرونة) ضرورة ثورية استوجبته أسباب عدة أبرزها الحفاظ على استمرار الثورة الجنوبية بعيداً عن احتوائها مع استمرار زخمها ووهجها، حيث لم يعد يخفى على أحد انه خلال المسيرة النضالية للحراك علق به من الشوائب واللاهثين وراء مكاسب سلطوية، دفعت للالتحاق به أصحاب دقون "الهرطقة" السلفية التكفيرية القادمة من (معبر) و(دماج )، لذلك تجنبا للآثار الجانبية من إبقاء باب الحراك مفتوحاً لا بد من استمرار باب الثورة مفتوحاً مع اعتماد سياسية النفس الطويل الكفيلة بفضح زيف القوى النفعية ذات النفس الضيق التي لحقت به.. انطلاقاً من تلك الاعتبارات تتأتى أهمية اعتماد شعار المرحلة الراهنة (لا تفاوض لا حوار.. نحن أصحاب القرار) كصمام أمان لاستمرار تطهر الحراك التحرري الجنوبي من القوى الرجعية والدخيلة. والذي يوحي بالتفاف على الحراك هو ما حدث على رصيف (دكة) ترانزيت مطار عدن الدولي وبعده وقبله في فنادق عدنوصنعاء التي اعتادت تردد قائمة أمنية محددة سلفا من (العسكر) و(رميم الاشتراكي) للحوار مع (...) ووسطائه حول فتات من (السلطة) و(البقع).. وتحصنا من أية محاولات أخرى التفافية تفاوضية تأتي أهمية تعبئة الشارع الجنوبي المنتفض رفضاً للحوار والتفاوض أو التسوية السياسية، حتى تتهيأ الظروف المواتية لفرض أجندة (الحراك) وشروطه.. فالحقيقة التي لا ينكرها الا مكابر انه حتى اللحظة رغم كل التضحيات و النضال الشعبي الجنوبي الرائع بكل المقاييس الا انه لم يتم حتى الآن بناء الحامل السياسي المعبر والمفاوض عنه، أما ما يظهر حالياً من طفح على المشهد السياسي ليس أكثر من (أكشاك) و(دكاكين) القبقبة فيها للمعاناة الجنوبية والفائدة للقيمين عليها من بقايا (العسكر) و(الاشتراكي) طرفي الإشكالية الجنوبية وسببي الهزيمة في حرب صيف 94 م. مصارحة صادقة لشعبنا الجنوبي الطيب لتجاوز تلك الحالة من التشرذم والانقسام، تبدأ بعملية نقدية ثورية تطهر الحراك من اصحاب الماضي الملوث واللحقة النفعية، لأن المنطق و العقل يؤكدان بأن الذهاب نحو الحالة الصحية والمثالية المرجوة للحراك لا يمكن أن تتم إلا بعد الاعتراف أولاً بأن الواقع الراهن غير سوي ويحتاج للعلاج، لكل ذلك فالحراك التحرري الجنوبي أحوج ما يكون الى جراحة عاجلة تبدأ من مكتب الرئيس السيد/ علي سالم البيض وتنتهي بالمديريات والمحافظات الجنوبية.. وحتى لا تكون مجرد عملية فوضوية بل عملية ثورية نضالية، يجب أن تكون تحت إشراف الرئيس السيد/ علي سالم البيض باعتباره الشرعية الجنوبية الوحيدة، ودون هذه العملية النضالية المؤلمة سيظل الحراك مراوحاً مكانه، وكل من يتواطأ على استمرار هذه الحالة من التراخي فهو شريك بالضرورة فيه.. لهذا للمرة الأخيرة ندعو (العسكر) و(الرفاق) و(اللحقة الرابطية) للرحيل الى نعمة التقاعد بتصالح وتسامح صادقين، وكفاكم 45 عاما عبثا بالجنوب. * منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن