كل شيء واقع تحت الاحتلال، ولم نقل الاستعمار أو شيء آخر بل من نوع خاص في إحلال قوات محل أخرى ومؤسسات ومحافظين وعسكر موالين في احتلال تام للبلد بالدبابات والرشاشات وصواريخ كانت مدينة. ليس من المستغرب أن تصبح البلاد في حالة حرب شاملة وسط صمت القصر الرئاسي والذى هو الاخر تحت الحصار ،فأي بلد يعيش على رائحة البارود بالقرب من المدارس والمساجد والحياة على أطراف المقابر مهددة بالانهيار. هل شرعن الاحتلال الجديد على تأسيس عقد جديد للمليشيات ولغة السلاح؟ واستمرأ لعبة التناسب الطردي في الوصول لمواقع أخرى ليس لها شيء يذكر من حماية الشعب والثورة والوطن في متوالية من اللجان التي تتولد على أنماط شعبية ورسمية ودبلوماسية، فالبلد كلها محتلة وتشتكي من كافة صنوفه وأسلحته الفتاكة. سيأتي يوماً عجباً في تغيير المناهج والخطب المنبرية وفقاً لعقيدة المنتصر، ولا ندري متى سيأتي الفرج، فلا فرح ولا نصر ولا مخرجات حوار بل دمار وقطوف من العاب نارية تحت أيدي أمراء الحرب وزعماء الفصائل تحت رهان المصالح وكأنهم يعملون بالوكالة من أجل تقسيم المقسم وتجزئة المجزئ حتى الإجابة الشافية إلى أين نحن ذاهبون في علم الغيب السياسي. وحتى المؤتمر الجامع تدخلوا وتراهنوا على عدم انعقاده في هذه المرحلة البالغة التعقيد رغم المقاومة الداخلية الصامدة وسط براثن الوجوه الشاخصة المحنطة ،التي تتجه نحو افراغه من محتواه وكأنه نبت شيطاني يجب اقتلاعه من جذوره من العابثين والحشاشين والمتاجرين بالجنوب الثائر وكأنه سلعة تباع وتشترى في سوق الحراج وسنرى أي ظلم وظلمات في نهاية الطريق مع الحلزونة .