العصيان المدني خطوة تصعيدية ميدانية تتطلب مع سير الفعل الثوري لأي ثورة في العالم، كما أنه رفض الخضوع لقانون أو لائحة أو تنظيم أو سلطة تعد في عين من ينتقدونها ظالمة ، وهو قبل هذا وسيلة نضالية سلمية راقية تقوم على أساس تولد القناعات النضالية للشعوب الثائرة كوسيلة ضغط للدول المستعمرة أو غيرها وهو على تدرج مسيرة النضال الثوري يلي خطوة الاعتصام المفتوح الذي هو له أهدافه الخاصة به، ومع إقرار العصيان المدني لمكونات الثورة الجنوبية كخطوة تصعيدية تحمل معها متغيرات مطلوبة ، يتطلب من الداعين لخطوة العصيان المدني والمنظمين له أن يعوا ماهية كذا خطوة ثورية هدفها خلق حالة عقم بالأساس لجميع المنشآت الحيوية والتي تتمخض عنه فعلا حالة من الإرباك السياسي وقبله الاقتصادي للقوى المنتفضة عليها وهنا يتطلب مراعاة تنفيذ العصيان المدني أن يشمل بصورة أساس أماكن ومرافق ومنشآت حساسة تؤثر التأثير الحقيقي في معادلة الدخل اليومي لميزانية الدولة كالموانئ والمصانع والمطارات والإذاعة والتلفزيون وغيرها . وقبلها يجب أن تنطلق هذه الخطوة وفقا لعملية منظمة مدروسة وبرنامج عمل هادف مثمر ، كما تتطلب عملية توعية وتثقيف إعلامي حتى تتولد القناعات لدى شريحة الشعوب المنتفضة حتى لا يفشل العصيان من الشعب الثائر نفسه عندما يتعارض مع مصالحه الحياتية اليومية بالوصول بهم إلى حالة حصار مطبق لا يؤتي ثمره، وبالطبيعي أن فرض حالة العصيان المدني تهدف بصورة أولية بعد الاعتصام المفتوح الذي يعمل على استقطاب شرائح المجتمع ونقاباته ومنظماته الحقوقية والسياسية والوصول إلى حالة اكتمال ونضج منظم يمكن من خلاله الشروع بحالة العصيان المدني الجزئي ثم الشامل. مع وضع احتمالية تقديم تضحيات روحية في حال تعسف الدولة وإقدامها على حماية منشآتها بالقوة وهو ما قد يقود الأمور لوضعية خطيرة ينبغي تدارسها . وفيما يخص العصيان المدني الشامل الجنوبي أعتقد أن يضع في الحسبان إذا أردنا تنفيذه بطريقة حقيقية لا كالتي كانت تحصل مسبقا أن تفرض إدارات أو ينسق مع الموجودة وتحت الضغط الجماهيري من استثمار عائدات المنشآت الاقتصادية فيما يخدم عملية تسيير الفعل الثوري الجنوبي بدلا من ذهابها إلى قوى نفوذ الاحتلال اليمني لتضرب بها شعبنا الجنوبي، وبما أن الدعوة اطلقت تحت مسمى العصيان المدني الشامل والعام في كل مدن الجنوب الحبيب يستوجب فرضه على نحو ما سبق وليس العمد إلى إغلاق بعض الشوارع والمحلات التجارية الشخصية وغلق منافذ ثم فتحها والعودة إلى نقطة البداية ، وبما أن عدونا النظام وقواه السياسية يجب أن يشمل العصيان بصورة مبدأية على مساحات نفوذ هذه القوى الناهبة لا المؤثرة في مصالح الشعب الجنوبي ذاته، إن مكونات الثورة الجنوبية التحررية وبلجانها المنظمة والمحضرة لفرض العصيان المدني الشامل والعام أن تضع استراتيجية إنتاج متغيرات وفوارغ فعلية في حالة الفعل الثوري ، سيما مع حساسية المناخ السياسي للمرحلة الراهنة.