الإهداء : إلى الشهيدين د/ زين محسن اليزيدي و م/ خالد الجنيدي يوم 17 ديسمبر الجاري استشهد المناضل د. زين محسن صالح اليزيدي عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، الأكاديمي والناشط البارز في الحراك السلمي الجنوبي، الأمين العام لمجلس تنسيق الجمعيات الزراعية، وكانت وسيلة القتل هي الغازات السامة. ويوم 15 ديسمبر كان قد استشهد المناضل م. خالد الجنيدي الشاب المتوقد حماسا وحيوية والناشط المتميز في الحراك السلمي الجنوبي، والذي لم يلبث أن خرج من المعتقل بعد سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية المطالبة بالإفراج عنه، وكانت وسيلة القتل هي السلاح ولكن ليس بالمواجهات أو من خلال أعمال القمع التي تقوم بها سلطات 7/7 لقتل وجرح المحتجين سلميا كما هو الحال في كل الفعاليات، بل كانت هذه المرة في إطار سيناريوهات الاغتيالات التي طالت وتطال الكثير من المناضلين الجنوبيين بصورة وحشية تعكس الحقد المتزايد الذي تكنه بعض حلقات السلطات الأمنية للنظام العسقبلي . إنهم يقتلوننا بالأسلحة والمتفجرات والغازات السامة والكيماويات ومن خلال توسيع رقعة الفقر والبطالة والتجهيل ومصادرة الحقوق والحريات والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة وطمس الهوية وتهميش المواطنة وإغراق البلاد بالفساد الذي طال كل شيء، إنهم تجار الأسلحة ومروجي الحروب العبثية، وتجار الحشيش والمخدرات، ومروجين لإفساد أخلاقيات الأجيال في الحاضر والمستقبل ويتاجرون بالبشر ويقلقون السكينة العامة للمواطن في تبنيهم ودعمهم للإرهاب بمختلف مسمياته وقد أداروا عجلات التعليم والصحة إلى الخلف بخبث وعناد وفقدوا المصداقية وانعدمت ثقة المواطن بوعودهم إذ يقولون مالا يفعلون . إذاً ماذا بقي من روابط للمواطن الجنوبي بهذه السلطات التي أزاحت عنه كل فضيلة وألبسته كل رذيلة ومع ذلك تقول على لسان فقهائها إن الوحدة والدفاع عنها واجب ديني مقدس. إننا ومع كل احترامنا وتقديرنا لجميع إخواننا في الشمال الذين يشاركوننا البؤس ويتعاطون بإيجابية مع قضيتنا، ونحن نكن كل التقدير لشعبنا في الشمال ولا نريد القطيعة معه إلا إننا مضطرون للمطالبة بحقنا بفك ارتباطنا مع النظام (القديم الجديد) وبصرف النظر عن الأشخاص المتعاقبين عليه طالما لم يستطيعوا إحداث أي تغيير إيجابي في طبيعته ونهجه وجوهره، ونعتبر أن فك الارتباط مع الفاسدين المفسدين حق كفلته الشرائع السماوية وفي مقدمتها الإسلام الحنيف حيث قال تعالى في محكم كتابه الكريم في سورة الكهف، الآيات الكريمات رقم 94 حتى 98 : (قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا، قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما، آتوني زبر الحديد ... الخ الآية الكريمة 96). وجاء في بداية الآية الكريمة رقم 98 على لسان ذي القرنين قوله : (قال هذا من فضل ربي فإذا جاء وعد ربي .. الخ الآية). إذًاً الفصل بين المواطنين من جهة والفساد الذي تعذر إصلاحه من جهة ثانية واجب ديني بامتياز وهو رحمة من الله تعالى يمن بها على عباده، وليعلم القتلة والفاسدون أنهم مهما حاولوا زرع الكراهية والضغائن بين المواطنين فإن العلاقات الاجتماعية والمصالح المتبادلة بين الناس ستظل مصانة بمشيئة الله تعالى ولا عدوان إلا على الظالمين (ولا تزر وازرة وزر أخرى). (صدق الله العظيم).