لم نلتمس تغيرا حصل على أرض الواقع منذ مغادرة القاعدة أبين , سواء على المستوى العمراني أو كان ذلك على المستوى الاجتماعي والمعيشي والنهوض بالمحافظة مرة أخرى بعد أن مسها الضرر الذي أفقد المحافظة توازنها وتردى فيها كل شيء , وهنا نتساءل ويحق لنا التساؤل عن دور محافظ أبين وإدارته في النهوض بالمحافظة والقيام بالمسؤولية الكاملة المناطة به كمحافظ وكمواطن أبيني يعرف الكثير ويعقل ما قد يخفى على الغير. سيادة المحافظ, إن ما يجري اليوم في أبين ليندى له الجبين فالحقوق قد أصبحت مملوكة لفئات معينة تعرفهم ويعرفهم الجميع , فقد انحسر خير المحافظة على فئات شللية تفردت بكل شيء وأصبحت القوة الضاربة والخفية والتي ما انفكت تقتات على أقوات البسطاء وتبيع وتشتري في حقوق المواطنين فلم تترك وظيفة إلا وقد تركت بصماتها الخاصة عليها لتباع في سوق النخاسة بأسعار لا يقدر عليها الطالب الجامعي المتخرج والحاصل على الشهادات والتي تؤهله لنيل وظيفة بكل جدارة واستحقاق . سيادة المحافظ, لما لم نر ولم نسمع عن لجان تختص بشؤون الفساد وبؤره والتي لطالما فاحت منها روائح أزكمت الأنوف الشريفة وظلت رقعتها في اتساع لتشمل جميع المرافق في المحافظة , لم تترك الأخضر واليابس ابتلعت كل شيء وهان عليها مقاومة نفسها الأمارة بالسوء لتطال حقوق البسطاء وتسترزق المشاريع الخاصة بأسماء المواطنين حيث خلقت لها بيئتها الخاصة -الكل يعرفها- . لقد أصبحنا نخشى أن نجابه المفسد والمخرب وهذا الخوف قد ربما يكون ناتج عن نقاط الضعف التي يستطيع أن يستخدمها أصحاب النفوذ ومفترشو بساط المحافظة. سيادة المحافظ, لقد أصبح كل شيء قبيحا في المحافظة فقد اندثر ملامح جمال المحافظة حين تربعت الشلل على الكراسي واستلمت زمام الأمور وصارت تتحكم وتتهكم وتعطي وتمنع وتسير وتوقف , لقد أصبح الوضع سيادة المحافظ لا يسر عدو حينما لم يستطع أحد أن يقول كلمة حق تردع الظالم عن ظلمه وتأخذ لصحاب الحق حقه فالساكت عن الحق شيطان أخرس , لم تعد البسمة التي اعتدنا أن نراها على محيا الناس هناك حيث تجهمت الوجوه وغاب عنها حس الفكاهة وأصبح الأمل مفقودا وهذا حينما رأوا أن كل شيء قد تفردت به تلك العصابة. سيادة المحافظ, هل هانت عليك أبين إلى هذه الدرجة هل عفت الهواء التي أعطتك والحب التي آثرتك والماء السلسبيل التي أسقتك حينما تقضي معظم وقتك خارج المحافظة ومعتكفا أحيانا كثيرة في بيتك في مديرية المنصورة –ريمي. هل من المنطق أن يظل مبنى المحافظة بعيد عن سيده الأول وهل من العقل والحكمة أن يظل شخصكم الكريم نائي بنفسه عن هموم ومشاكل المواطنين , ألم تلمسوا كم يفرح أولئك البسطاء حينما تتم زيارتهم بشخصكم الكريم وتلمس ما ينقص عليهم عيشهم, لقد أنشاتم حاجزا كبيرا بينكم وبين مواطنيكم في أبين فلم يعد بمقدورهم الوصول إليكم ولا انتم كذلك إلا حينما يسمح الحاجب برموز سرية مشفرة يعلم الله كم هي صعبة على البسطاء .