* فخامة الرئيس .. - مرة أخرى يعود المرء لاجئاً بعد الله سبحانه و تعالى إلى رئيسه الذي جلس معه سنين عمره الشاب .. و تشرب على الدوام قصص القائد عبر منهاج الدراسة و صحف الإعلام العديدة .. و يكاد الظن حسناً بتواصل حبل سري يُغذي أفئدة الكثيرين ببهجة الأمل رغم تناقضات الحاضر و ضبابيته .. و ربما لنكهة النخوة التي توقظ في خلايانا حمية الدم الشرقي الشهم شيئاً من العروبة النقية تدفعنا لصرح "الرئيس" الكبير بتعجيل همومنا التي لا تنقضي .. و عتابنا اليومي على قصور الحياة ، و فساد الطغاة ، و جهالة الحمقى و ذهابهم ببعض مناطق اليمن و أهلها إلى أديم قاحل لا ضوء فيه و لا حياة (!!).
- يعود المرء حاملاً عضوية الانتماء لوطن أبصر فيه النور و أنت رئيسه .. و حين يتذكر تفاصيل العمر الماضي تولّد الذكرى تراكيب صور و حياة كنت فيها القائد .. و عندما أعلنت فصول مدرستك الكبرى و بها عقود الأمل و التفاؤل ، و ترانيم الكد و العمل ، و أعوام الفرح و الترح .. يعتقد أحد مواطنيك أن أصل النقاء لا يخيب بحملنا إليك .. و جُود البقاء يدفعنا عبر مسيرة الثقة الطويلة التي أوليناكها إلى إرسال معزوفة حزن حقيقي .. و شكوى ماثلة بعد فشل أبواب العدالة عن قدرة ظالم تفرد بممتلكات مواطنك البريء فدمرها ..(!!) و هتف شامتاً : دع الرئيس ينفعك (!!) .
- فهل يجب عليك منفعة شاب خرج إلى الدنيا و أنت رئيسه .. حمل بين ذراعيه صورتك الأنيقة في عديد مناسبات دُعي إليها بلهفة الولاء فأقبل محباً صادقاً لا تنازعه مصلحة فرد على عموم أمة تلوذ بقائدها حين الخطوب .. كان هذا الشاب (أنا) ، و هذه الرسالة إليك و قد مرت عشرة أسابيع مزق فيها (محافظنا) صحف التعبير الحر .. و صدمتنا بشاعة الحقد المتورم نيلاً من سيارة أبتاعها المواطن الطيب لنفسه من كده و عمله .. و سافر بها آمنا أرجاء يمن موحد .. فأهلكها (يحيى العمري) تدميراً .. و قذفها وحيدة في فناء المرور القذر .. فيما تساق تهمة الإيعاز لرئيس برلمانك الذي نفى صلته بما ارتكبته أيدي حُكام "ذمار" الآثمين (!!).
* فخامة الرئيس : - ليس عندي شيء لهم سوى أني كتبت في عهدك ، و تحت ظلال حكمك .. و بديمقراطيتك التي أسستها و رعيتها أن : كفى عبثاً بأرض الدولة أيها الفاسدون ..!! ، و أتركوا جزءاً منها لبناء مركز طبي متخصص لعلاج مرضى الكلى الذين يتساقطون كالعهن المنفوش .. و قد عجزت مراكز المحافظة استيعاب أعدادهم الفائضة .. (!!) ، فهل يلام كاتب منحته حق الحماية ؟! ، و أصدرت له قانوناً يحدد حقوقه و واجباته ؟! ، هل يعتقد الطامعون أن كتابة ما ستحرمهم من شهوة الاستيلاء الغاصبة ؟! ، هل ترضى أن يركع أحدٌ قسراً لغير الله و أنت خليفته جل و علا في أرضه و سلطانه ؟! . هل ترضى أن تُدمر ممتلكات مواطنيك لأنهم صدحوا بالحق أمام (محافظ) جائر ؟! ، هل تقبل أن تُهشم سيارة شاب أعتز بك حاكماً و قائداً لا يريد غير الإيمان بحاكمية العدالة التي شوهها أنصاف الرجال الشامتين في مقدرتك على إنصاف مواطن يكتب بحرية تؤرخ مجد وحدتك المقرونة بتعددية القول .. و حُرمة العقاب الصارخ بحقوق الناس و سياراتهم ؟! .
- ذهبت لمقيل وزير الداخلية فهاتف صارماً آمراً مدير مرور ذمار لإطلاق سيارتي المكبلة بقيود التعسف الغليظ .. فأطاعه ، ثم رمى طاعته عرض حائط مهترئ .. جئتهم بتوجيه خطي آخر يحمل إمضاء وكيل وزارة الداخلية .. تلكأ مدير أمن ذمار "الجديد" و أودعه درج النسيان الآفل .. و وعدني خيراً .. و لا خير في كثير من نجواهم ..!!.
- قصدت محافظ ذمار .. وجدته خارجاً من صلاة الظهر .. و قد تفرق وكلاءه و مساعدوه و خادموه من جواري خوفاً من اتهامهم بجرم صداقتي (!!) .. حزنت لأجلهم ، و ساءني ما لقيت من تجهم و شماتة لا تليق بحاكم أجلسته أنت على كرسي "ذمار" ثقة في عدالته و حكمته ، فألقى في الختام تحدياً إن كنت تنصفني من قدره و قضائه ..!!.
- أبناء مدينتي الطيبين يتعاملون بأضعف الأيمان (!!) .. لا يجرؤ أحدهم على قول : كفى يا هذا .. لقد أسرفت (!!) ، ما هكذا تكون المحافظة على حقوق الناس و ممتلكاتهم .. ؟! ، فماذا يريد هذا (اللواء) المدجج بعسكريته ؟! ، إنه يدفع الناس لخصومته .. و تكوين عداوات عميقة متنازلاً عن واجباته كمسؤول أول ليحملها على مدارج الانتقام الشخصي .. فلست الوحيد الذي أضرته عسكريته الصرفة ، و كان مزاجه العصبي طاغياً على قانون أصدره فخامتك بإمضائك الشهير .
* § فخامة الرئيس : علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية .. أما بعد : - إن إسراف (حاكمي ذمار) في تحديد مشاهد الانتقام بلغة الاتكاء على صلاحياتهم ينسف روح الأمل المتلألئ في صدورنا .. و يُجردنا من أحقية توقير ولاة الرئيس .. و إمكانية النيل من سلطتهم بعنف يجرمه قانون الجنايات .. !! ، و ما يخشاه المرء أن تلحقه لائمة العتاب على صبره الذي بدأ بالنفاد (!!) ، فلا يقدر أحد على كبح جماح مسؤول تنبذه الحكمة ، و ترتديه الحماقة سوى فخامتكم .
- لقد باع محافظ ذمار سيارة الحكومة الممنوحة له لشراء مزرعة لا تثمر محاصيلها في مدينة الحديدة ، و تملّك سيارتين من مكتب الصحة إحداها رابضة في فناء منزله ، و الأخرى لخدمات مطبخه (!!).. بينما دمر سيارتي التي رُزقتها بمال عفيف لا دنس فيه .. و حين طالبته بتعويض ما ألحقه أذاه .. صرخ في وجهي شامتاً : دع الرئيس ينفعك ؟!
- و ذات مرة تجرأ أحد المحافظين بنفي وجود الدولة في اتصال هاتفي مع فخامتكم فكان تغييره بقرار منتصف الليل واجباً لمعرفة جدوى وجوده .. اليوم يُكرر محافظ ذمار جرأة تمزجها الشماتة بقول ما سبق تكراره .. فأرغمني على كتابة هذه الرسالة إلى عدالتكم المنصفة ثقة في استجابتكم لها .. ليس رغبة في تلقين محافظ أتعس مواطنيه معنى وظيفة : رئيس الدولة .. و لكن كيلا يقهقه هذا الرجل مرة أخرى شامتاً بقول : ألم أقل لك خلي / علي عبدالله صالح ينفعك ؟! .. فلا تدعه يبتسم يا فخامة الرئيس .. فقد استبد بنا الحزن .. و اثبت له أنك (الرئيس) الذي لا يُظلم عنده أحد .. و السلام ختام .