و إن نشروا 30 ألف جندي بعدن لكسب رهان خليجي 20 ، و طمأنة جيران اليمن .. فذلك لن يفلح معي ؟! .. قد أكون الناكث لوعد الرئيس .. و المُحرج لسفرة وزير الشباب ، و المُقلق لأحمد العيسي ، و المُدمر لبطولة الخليج العربي في نسختها العشرين ؟! .. لماذا ؟! ، و كيف ؟!. أما لماذا .. فجوابها عند : رئيس مجلس النواب .. و أما كيف : فالأمر يحتاج لقلب رجل حر ينتظر وفود المشجعين الخليجيين القادمين بسياراتهم الفارهة عبر الحدود البرية .. ليختطف منها إحدى عشر سيارة و يوزعها على قبائل "الحدأ" الباسلة .. فيتفرق أجرها بين القبائل .. و على النظام تخيل مساحة الألم القاسي إن لم تعمل على تعويض ضرري الكامل من استغلال : يحيى الراعي لنفوذه بحجز و تهشيم سيارتي الرائعة بمرور ذمار عقب سلسلة مقالات ناقدة لولعه المتزايد بأراضي الدولة .
عندما أُصيب محافظ أبين بمقتل شقيقه من قبائل "القاعدة" .. ظهر متماسكاً بشاشة التلفاز و أعلن الثأر من قاتليه (!!) ، فهل يُخاطب رجل الدولة الأول بمحافظة تستضيف جزءاً من بطولة خليجي 20 العالم بهذه الصورة القبلية المزعجة ؟ ، وهل يعتقد الخليجيون أن اليمن مكاناً آمناً لوفادتهم القلقة في نظام لم يستطع حماية ابن الشمال من نقمة أخيه في جنوب يستعر على كراهية الآخر ؟ .
هكذا عودنا النظام (!!) و ربى إحساس القبيلة العميق في تعاملنا و إبعادنا عن هدف الدولة العصرية المدنية .. فرجل المجتمع المدني يحتمي بقبيلته حين الخطوب .. و قائد الجيش يُفاخر بريفيته العتيقة .. و ضابط الأمن ينزع للسير خلف شيخه الذي لا يخيب (!!) ، و هكذا تبدو الدولة .. و يسود قانونها البربري الفتي (!!).
كان أول ما كتبته عن : رئيس البرلمان نُصرة لأمراض فقدوا حياتهم بداء الفشل الكلوي ، و حققوا على عموم مناطق ذمار المجاورة رقماً قياسياً كل أسبوع .. فاقترحت عليه برسالة مُهذبة التنازل عن أرض الدولة الممنوحة له عطية من رئيس البلاد بقلب مدينتي لصالح هؤلاء البسطاء .. فانتزع الأشرار سيارتي من حنايا الضلوع و رموها وحيدة في فناء مرور ذمار رغبة في اعتذاري .. و تلقين الذماري الأخرق أدب الحديث عن مطالب الفقراء .. و قد نهشت الأمراض أعضائهم الطاهرة (!!).
لجأت أول ما بدأت إلى نقابة الصحفيين لشؤون "شرعب" .. فتذكرت أني لست منهم .. و أنطق (القاف) بلكنة أقرب إلى (الكاف) .. ذهبت للصحف التي كتبت و أعلنت هموم شاب يعتقد أن الديمقراطية ستأتي له بحقه السليب على صليب القُبح و النفوذ .. فزادتني ، حتى تحول مطلبي إلى عواء ذئب جريح في صحراء لا يسمعه أحد (!!) ، فكرت بالقبيلة و نفضت عن رأسي مراراً حكاية اللجوء إلى العنف كيلا أُبرر للظالمين ظلمهم .. أو أُبادل السيئة بمثلها .. لكن القيم المدنية فقيرة في غياب العدالة العرجاء .. و بليدة حين ترى الشيخ ينسفها بتفحيطة سيارة الرئاسة الممنوحة لفدائه الممنوع (!!).
طرقت كل باب .. و رأيت رغبة الذُل في عيون الأصدقاء .. و شماتة المرور في حق صحفي تركوه يكتب حتى تحول لهذيان غريب .. يقولون سيارتي بدون (!!) في وطن بدون قداسة .. و نفوذ بدون قانون .. و سيطرة بدون وازع ، مركباتكم كلها بدون .. حياتكم بدون .. مستقبلنا بدون .. وطننا بدون .. حكومتنا بدون .. كل شيء بدون في يمن الجنون (!!).
وقعنا اتفاقية الغاز المسال بدون ضمير .. بنا "يحيى الراعي" سور (جهران) العظيم على حقوق الناس و أملاكها بدون مناقصة .. تدهور الريال بدون سؤال .. حاربنا لست جولات دامية في صعدة بدون نتيجة .. قُتل الآف الشهداء بدون رقم .. مُنحت العطايا و أُسكت الرفاق بدون هدف .. قضى 24 ألف يمني بحوادث المرور في 10 سنين بدون عقاب .. استولى رئيس البرلمان على أرض الحديدة و أعلنها تقريرهم النيابي بدون عتاب .. دمر شاعر الرئيس حياة مهجري الجعاشن بدون حساب .. قفز نجل الرئيس من رتبة ملازم إلى عميد ركن بدون معايير .. ألا ترون أن كل شيء هنا (بدون) ؟! .
لكن ما فات أوله .. لا يضيع آخره .. فقد حزمت أمري ، و بعت قلبي للشيطان .. و قررت أن أملك قلباً حراً .. و أتحول من صحافي لا تؤازره قبيلته الهشة .. إلى خاطف جارح تذود عنه قبيلته البطلة .. سأختطف إحدى عشر سيارة من زوار الخليج .. فإما أن يكون كل شيء (بدون) أو لا يكون ؟! .
سأنتظر حتى تأتي السانحة .. و لن أتردد فلكل مُخالف أنصار .. و حتماً سأفعلها .. و سيصرخ الرئيس : من هذا ؟! .. عندها لا تقولوا له أني كنت صحفياً بريئاً .. بل أكتبوا إليه أن قلب هذا الرجل بدء بالخفقان .. و لن يُسلِم إلا بتنفيذ شروطه الست : 1- بناء مشفى ضخم لأمراض الكلى بمنطقة ذمار . 2- منح أرضية مناسبة لكل شباب محافظة ذمار من أراضي الدولة أسوة بشيخها الرئيس : يحيى علي الراعي ، و اعتماد 45 درجة سنوياً أسوة بما تم استقطاعه من درجات جامعة ذمار لصالح مستشفى معبر (!!) . 3- إقالة و محاكمة مدير مرور ذمار عسكرياً ، و ترشيحي عضواً بمجلس النواب بالدائرة 194 عن المؤتمر الشعبي العام بدون منافس (!!). 4- تعويضي بسيارة (بورش 2011م) ، وسيارة (حبه) بعشرة مرافقين ، و غطاء مطاطي عليه صورة ابن الرئيس . 5- منحي رتبة ضابط بالجيش و عقيد بالأمن القومي ، و تعييني وكيلاً لأمانة العاصمة أو نائباً لمحافظ ذمار . 6- دفع اعتماد شهري بقيمة مليون ريال من خزانة الرئاسة الوفير .. و ست تذاكر مجانية سنوياً .
من كان منكم بلا خطيئة فليرجمني بحجر .. فاوضوني قبل أن تفقدوني .. و قد أُعذر من أنذر .. و الله المستعان .
زامل شعبي يا "حدا" يا خيرة الله عليكم .. حق "بيت الخليج" كلن يرده. بارق "علي" بايثور عليكم .. جيش لا يُحصى و لا حد يعده . و البقية تأتي ..