علاقة الدين بالسياسة قديمة , فالفرق الاسلامية منذ بدء تشكلها ليست سوى تكتلات سياسية اتخذت الدين غطاء ايدلوجي لأغراض سياسية , وكان الصراع بينها – ومازال – على كيفية الوصول الى سدة الحكم والسيطرة على السلطة , وهذا الصراع ناتج عن تناقض المصالح الاجتماعية والاقتصادية .. مقالات علي البخيتي لها واقع خاص هذا نابع عن اسلوبه , ورغم اختلافي مع كثير مما يكتبه الا انني اتابع كتاباته لأنها متميزة وهو شخص جدير بالاحترام رغم عدم معرفتي الشخصية الا انني استنتجت ذلك من كتاباته ومواقفه التي قرأت عنها .. في مقالة المقتضب ( عندما نخلط الدين بالسياسة ) المنشور يوم السبت 3/1/2015م حاول علي البخيتي ان يقدم وجهة نظره حول علاقة الدين بالسياسة , ولعل المقطع الاخير من ما كتبه هو الاجمل – حسب وجهة نظري – (عندما يصبغ الصراع السياسي بصبغة دينية ...الخ) وفيه يدعو صراحة الى فصل الدين عن السياسة ,, وفي هذا اتفق معه تمام الاتفاق , ان الربط القسري بين الدين والسياسة تنزيل من مستوى الدين وتشويه له , فالدين ثابت مقدس , والسياسة متغيرة وتخضع للمصالح . وبقدر ما حاول البخيتي المناداة بعدم استخدام الدين والمناسبات الدينية في الخلافات السياسية الا انه استخدم مناسبة مولد سيدنا ورسولنا محمد (ص) للهجوم على الفرق المخالفة بعدم تبنيها للمناسبة , وان كان عرض ذلك بطريقة ناعمة , ليظهر مدى اهتمامه وجماعته بهذه المناسبة العظيمة على عكس الجماعات الاخرى , وفي هذا وقع في نفس المحظور الذي حاول ان يتهم به المخالفين لجماعته , فقد اتهم صراحة اخوان اليمن ( الاصلاح ) بعدم اهتمامهم بالمناسبة واعتبار ذلك بدعه , وفي هذا يستخدم البخيتي هذه المناسبة ضد مخالفيه , وهذا استخدام سياسي لمناسبة دينية .. اليس كذلك ؟ . بل ان توجيه اللوم لبعض الجماعات التي سماها في مقاله يجعل موقفه هذا نابع عن مرجعيه مذهبيه وبذلك يقف في مربع اكثر ضيقاً. ان الموقف الذي يتخذه البخيتي نابع عن ارضية مذهبية تدعي امتلاكها للحق والحقيقة , متلبساً ثوباً علمانياً حين يدعو لفصل الدين عن السياسة , فهل يستطيع علي البخيتي ان يجابه مرجعيته الدينية ويقنع سيده عبدالملك الحوثي بذلك ؟ وقبل ذلك عليه ان يحل الاشكال بين مناداته بالشعار (فصل الدين عن السياسة) وبين عضويته في جماعة (انصار الله) وهي جماعة مذهبية دينية , فكيف يقنعنا في ظل هذا التناقض ..