صليت صلاة الجمعة 12 ديسمبر 2014م في مسجد ابان الذي لم يبقى منه الا الاسم في مدينة عدن ، وطول خطبة الجمعة لم اتمكن من الانصات الى خطبة الجمعة بسبب الحسرة التي اصابتني وانا افكر في تاريخ مسجد ابان بن عثمان بن عفان الذي اصبح اثراأ بعد عيدن ، فكم تمنيت ان ارى هذا المسجد التاريخي قبل ان يتعرض للهدم الكلي في جريمة غير مسبوقة بحق التاريخ الاسلامي . لافته مكتوب عليها ((مسجد بان بن عثمان بن عفان.. الجمعية الخيرية لمجموعة هائل سعيد انعم)) معلقة على وجه مسجد كبير وحديث بنته الجمعية المذكورة عام 1998م ، بعد ان تم هدم وطمس واحد من اهم المعالم الاسلامية المباركة في عملية استهتار بالتاريخ الاسلامية وبباني المسجد الذي هو واحد من اشهر التابعين والمثقفين في الدين في مدينة رسول الله (المدينةالمنورة) في زمانه .
قام ببناء مسجد ابان بن عثمان التابعي الجليل الحكك بن ابان بن عثمان بن عفان ونسبه الى اسم والده ابان ، وذلك عام 105ه اي قبل 1330 عاماً من اليوم ليكون بذلك اول مسجد بني في عدن في الاسلام و من اقدم المساجد التي بنيت في الاسلام في الجزيرة العربية وفي الارض .
هدم مسجد تاريخي مثل هذا يعتبر انتهاك صارخ وجنوني للتاريخ بصورة عامة والتاريخ الاسلامي المبارك بصورة خاصة ، فكل الشعوب على تحافظ على الاثار والشواهد التاريخية ولا يزال في حالة سليمة. كم شعرت بالألم وانا ادخل المسجد الذي تم بنته الجمعية الخيرية لمجموعة هائل سعيد كما هو مكتوب على المسجد الجديد، وهي بذلك لم تقم باي عمل يمت الى الخير بصلة، بل هو عمل شرير ولا يختلف على ذلك عاقلين . فبناء مسجد حديث وكبير يتسع للكثير من المصلين ممكن في مكان اخر بكل بساطة والابقاء على معالم التاريخ الاسلامي التي هي ملك لكل مسلم بدون استثناء .
ويخبرني احدهم بان المسجد عند تعرضت محتوياته للسطو مثل الاحجار والاخشاب النادرة التي استخدمت في السقف والمنبر والنوافذ والابواب والاعمدة التي تحتوي على آيات قرآنية منقوشة عليها بالفضة والذهب . فالمسجد كان قد . بنى بالطراز الذي عرف في القرنين الاول والثاني للهجرة النبوية المباركة في صدر الاسلام . وفي صدر هذا المقال ، وبعد ان تعرض المسجد للتدمير الكل والتصفية النهائية ، لا نجد خياراً سوى خيار واحد هو التحقيق في جريمة هدم المسجد التاريخي كمعلم اسلامي يخص كل المسلمين من قبل المنظمة المحلية ، وتقديم الفاعلين عديمي الغيرة على المعالم الاسلامية الى المحاكمة والعقاب ، واعادة كل المحتويات المنهوبة لوضعها في المتاحف بعد ان هدم المسجد وبني مكانه مسجد جديد قبل 16 سنة .