لازالت عقلية السبعينات عقلية الاقصاء والتهميش وعقلية الانتقام والحقد الدفين تحتل مرتبة كبيرة جدا في نفوس بعض الجنوبين من مرضى النفوس عشاق السلطة والمنصب ولو كلفهم الوصول اليهم تقديم الغالي والنفيس او ازهاق الدماء تلو الدماء , وهذه النوعية هي التي تقف عائقا كبيرا اليوم ضد تقدم ثورتنا ووصولها الى الهدف المنشود وهو اليوم الذي يحلم بو كل جنوبي غيور. لا يوجد شعب بالعالم قياداته في مرتبة نضالية واحدة ومرتبة اجتماعية وسياسية وعلمية واحدة بل العكس يجب ان يوجد هناك تفاوت فيما بين القيادات حتى بالعمر الا عندنا في الجنوب لا يقبل قيادي ان يمشي جنديا خلف قيادي اخر اكبر منه سنا ونضالا وعلما , كما ان لغة التخوين وثقافة الاقصاء لغة يمتاز بها الجنوبين دون غيرهم من شعوب العالم في التعامل مع بعضهم البعض وهي السبب الوحيد لوصولهم الى ما وصلوا الية اليوم , الشعب في وادي متلاحم ومتأزر يقدم التضحيات تلو التضحيات والقيادة تكافئ هذا الشعب العظيم وتقدم للشعب البيانات والخطابات تلو الخطابات متناسين اليوم بان الجنوب لدية من الشباب ماهو اكفى وافهم من هذه القيادات التي لازالت شريحة كبيرة جدا من ابناء الجنوب تحملها كل اخطاء وسلبيات ورواسب الماضي والحاضر . اننا اليوم في الجنوب بحاجة ماسة جدا الى التخلص من العقلية الشمولية عقلية السبعينات والقبول بالأخر وتعزيز ثقافة النقد والنقد الذاتي ورفض منطق الاقصاء والتهميش والتخوين بين الجنوبين ورفض مبدا البلاشفة والمناشفة الاغلبية والاقلية فاليوم يجب النظر لأي مطالب لأي فصيل او شريحة مهما كان ثقلها في الجنوب, كما اننا بحاجة الى تجسيد وتطبيق مبدأ وثقافة التصالح والتسامح تطبيقا عمليا بين ابناء الجنوب وترسيخ ثقافة القبول بالأخر ويجب ان نعلم باننا لن نكون شعب حاكم جميعا ونقوم بجلي لنا شعب نقوم بحكمة من الصين او من الهند بل يجب ان نقبل ببعضنا البعض ونقبل ان نكون حكام ومحكومين ورؤساء ومرؤوسين فالصندوق والكفاءة والنزاهة هي معايير يجب الاستناد عليها اليوم . ندعو القيادات المتصارعة والتي تتاجر بشعبنا وبدماء الشهداء جميعا من المديريات الى المحافظات وعلى مستوى الجنوب بمختلف المكونات ان تأتي الى ساحة العروض بالعاصمة عدن وامام شعبنا المرابط في الساحات وتقوم بأداء اليمين بانها تعمل وستضل تعمل مع مشروع ابناء الجنوب المرابطين في الساحات وهو مشروع الاستقلال والتحرير وبحضور جميع وسائل الاعلام المختلفة ,وسنرى بعض القيادات التي ليس لها علاقة بمشروع الشعب الجنوبي سنراها تتوارى عن الانظار تلقائيا وتعود للوراء وسيتم عملية فرز القيادات المنحازة الى جانب مشروع الاستقلال والتحرير وستنكشف قيادات الفيد والارتزاق وقيادات المشاريع المنقوصة على مستوى المديريات والمحافظات وعلى مستوى الجنوب لكي يسير شعبنا بخطى ثابتة خاف هذه القيادات وايضا يتم تعزيز الثقة بين الشعب والقيادة مالم فستضل ثقافة التخوين والاقصاء وخلط الاوراق بين القيادات وسيضل شعبنا هو من يدفع الفاتورة من خيرة شبابة وستضل ثورتنا بنفس النقطة الحالية وعلى الاتجاه المقابل لن يظل المحتل اليمني بنفس النقطة الحالية بل سيعزز من أوراقه وصفوفه لضرب ثورتنا عبر التقارير التي ترفع اليه من بعض المندسين والعملاء والاذناب , فهل نستفيد من الدرس ونختصر عامل الزمن ونختصر التكاليف والتضحيات التي يقدمها شبابنا في الجنوب يوما بعد يوم ؟ وهل نستوعب المرحلة بان الشباب هم اليوم من يجب ان يتولون زمام القيادة في ثورتنا فهم الطاقة الكامنة مع ان يعود الاخرين للوراء ويمدون الشباب بالخبرة شريط نزع ثقافة الاقصاء والتهميش والتخوين وشمولية الفرد .
