تنويه فلسفي ؛ في يافع مثل شهير يقول (لو قدك على الدوم أرجم العود) . . . وفي الحقيقة لم نكن نريد الدوم ، "لأنَّني شخصياً غير مقتنع بفوائدها" ، مقارنةً بالتمر .. خصوصاً العجوة "تمر المدينةالمنورة" لكنَّها لم تتيسر لنا . . . وهذا هو حالنا لم يتغير منذ عقود ، دفعوا بآبائنا دفعاً إلى الدوم . وانقسم الآباء ؛ فمنهم من قبل ، ومنهم من رفض على أمل بلوغ التمر "وهؤلاء لا بلغوا التمر ولا الدوم" . . . واليوم التاريخ يُعيد نفسه "يدفعون بنا إلى الدوم كما فعلوا بآبائنا"...!! لكن هذه المرَّة أنصح الجميع بعدم التفرق ؛ فليذهب الجميع إلى الدوم . ولنبدأ برجم العود . انتهى التنويه وندخل في موضوع اليوم مباشرة "رسالة إلى السيد" وتنقسم من شقين ؛ شق يخص دولة الوحدة كاملة ، وشق يخص الجنوب بصفة خاصة ؛ الشق الأول :- ونعود فيه إلى ثورة 21 سبتمبر 2014 ؛ و التي كان هدفها الأصلي اسقاط جرعة رفع سعر البنزين ؛ حينها حاز السيد على محبة الشعب ، والتف حوله الناس ... وحقق انجاز تخفيض الزيادة من 1500 إلى 500 ريال/ للدبة البنزين . حينها كان سعر البترول العالمي 100دولار/للبرميل .... واليوم 50دولار/ للبرميل . وعليه ؛ فالسيد عبدالملك اليوم ملزم بتخفيض سعر البترول بما يتناسب مع السعر العالمي . خصوصاً وأنَّه أصبح شريك بالقرار الرسمي للدولة . فإذا لم يفعل ذلك ؛ فهذا معناه أنَّه كباقي ساسة اليمن الانتهازيين "استخدم آلام الناس وجراحهم من اجل الوصول إلى السلطة" وحاشا على سيد بني هاشم في الأرض اليوم أن يكون انتهازيا . الشق الثاني :- أصبح واضحاً للجميع أن الصراع اليوم في اليمن بين السيد عبدالملك والرئيس هادي ؛ هذا يجيّش وذاك يفعل مثله ، وهذه المعركة بين الطرفين انعكست على الثورة الجنوبية ؛ فمزقوا الحراك شرَّ ممزق . كسروا ظهر الثورة بمؤامراتهم . وقد يكون الهدف الذي يسعى إليه الرئيس واضحاً "رئيس كل اليمن أو رئيس للجنوب" . . . لكنَّ مشكلتنا اليوم مع السيد أنَّه لم يظهر لنا حلاً واضحاً للقضية الجنوبية . وفي خطاب النصر 23 سبتمبر 2014 كرر السيد ما يكرره غيره من الساسة الشماليين ، غير أنَّه أضاف حينها مصطلح "حل عادل" . في نفس اليوم كتبت مقال بعنوان (هل الحوثي ذئب يأكلنا أم حمل يتركنا) وتطرقت لمصطلح "حل عادل" ووضعت سؤالا واضحاً للسيد هو "ماهي مقاييس العدالة التي يعنيها السيد... ولمن تكون عدالتها...؟ وفي خطاب لاحق تحدث السيد عن تفصيل رؤيته للحل العادل بقوله "حل عادل 100٪" للجميع ، مادونه ظلم وما فوقه ظلم . . . وكذلك هذا الكلام مجرَّد شعار فلا يوجد شخص على الأرض يستطيع بلوغ العدالة 100٪ ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسوةٌ حسنة ، قال {إنَّكم تختصمون إلي ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو مما أسمع منه ، فمن قطعت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه ، فإنما أقطع له به قطعة من النار} فأي عدالة 100٪ يتكلم عنها السيد...؟ وبصراحة لا يمكن للسيد إيضاح الحل الذي يعنيه بخطاب جديد ؛ هذا الحل يجب أن يتحول إلى مشروع ظاهر ومعلن . . . وحتى يتحقق ذلك ؛ على السيد إلزام حلفائه في الحراك تبني مشروعه "الحل العادل 100٪" بوضوح والترويج له . . . ومقارعة الحجة بالحجة (ولا يجلسوا يلعبوا علينا من تحت إلى تحت) وهم أمام الشعب "قيادات قوى التحرير والاستقلال" وهم براء من ذلك . لقد نجح حلفاءه في إفشال الاعتصام ، والآن يعملون على إفشال المؤتمر الجامع ، فإذا أفشلوه فماذا بعد...؟ هل الحل العادل الذي يعنيه السيد هي إفشال الثورة الجنوبية فقط...؟ لا أعتقد ذلك في السيد . فالله الله ياسيد عبدالملك والعدالة بين الناس . وقرار عاجل في موضوع تخفيض البترول ، وتوجيه حلفائك إلى تبني مشروعك العادل 100٪ . . . فهذه علامات على الطريق تثبت بها للناس أنَّك ثائر ضد الظلم والفساد ، وأنك تسعى لبناء دولة العدالة والمساواة والحياة الكريمة . وغير ذلك فأنت تشهد على نفسك ولم يشهد عليك أحد . والله من وراء القصد .