للأسف عندما تغيب الضمائر الحية وتسيطر وتهيمن السلوكيات الخاطئة وتتقلص نسب الأخلاق السياسي والثقافي والأدبي في اوساط النخب والكيانات ايا كان نوعها او شكلها وعندما يكون السياسي لا يتملك قراره تغيب الحقيقة وتغيب المبادئ والأهداف والمصداقية ويظل التشتت والمناكفات والخلافات ماثلة وقائمة في طريق وأمام مسيرة أي تحرك او تصعيد حراكي سلمي او غير ذلك تصدم كل المحاولات بواقع مؤثر يعرقل أي توجه يقود الى الحل لان من يسمون انفسهم بالقيادات السياسية المجربة لا تمتلك رائى او اسلوب سياسي مرن في الاستيعاب للأخر. هنا وان كان الخلاف ظاهرة صحية عند ما يتم معالجة القضايا المصيرية بفظاظة وصراحة وشفافية مطلقة وتحليل واقعي لوجهات النظر والأزمات التي تعترض المشروع الوطني الحقيقي الذي تلتف حوله لجماهير الشعبية والمتوافق عليه بين المكونات والتشكيلات السياسية في الحراك الذي يقود اسلوب التصعيد في كل الاتجاهات .
لكن ما يكشف النوايا والأهداف والتطلعات لغير متوافقة مع الخط العام هو طريقة وأسلوب التصلب والتعنت في المواقف والإصرار على فكر معين موجه من المحور الخارجي وهذا للأسف الشديد ما يسيطر ويهيمن في الوقت الحاضر على قضيتنا الجنوبية ومن يركبون الموجة وألا ماذا يعني او نسمي حراك عمره ما يقارب عشر سنوات ومشروع تسامح وتصالح عمره عشر سنوات اخرى واحتلال عمره 24 عاما وما يقارب الاربعين من المكونات وقيادات متراكمة العدد من مختلف الاتجاهات والطيف السياسي في الداخل وأخرى في الخارج وانقسامات في الداخل وخرى في الخارج وفي الساحات متواجدين وشبه متوحدين وعلى طاولات المفاوضات مختلفين وغير متوافقين .
وهناك من يطالب ببقاء الوحدة وهناك من لديه فكرة حلول قاصرة ومنهم من يتعامل مع القضية الجنوبية وكأنها ملكا له وهناك من يحمل ثورة اكتوبر العظيمة مسئولية التشرذم والتفكك والأسباب الرئيسية لما هو حاصل على ارض الجنوب وهناك من ينتقد القيادات التي ذهبت الى الوحدة دون الرجوع الى الشعب الجنوبي وهناك من يستلم من جهات عدة ليعرقل ويعطل فيما لو ظهرت اتفاقات او حلول في الافق بين القيادات الجنوبية المفككة اصلا وهناك من يفتعل الازمات من اجل خلط الاوراق لصالح جهة ما وهناك من دخلوا الحوار وصلوا الى طريق مسدود مع النظام وخرجوا منه بنصيب الاسد ومنهم من بقي ووقع على مخرجات الحوار باسم شعب الجنوب وحصل على الوظيفة والمناصب القريبة من مصدر القرار والمال لغير شرعي والاستشارية الوهمية وكثيرون هم من يتأبطون ويتشعبطون ويتعلقون بالقضية الجنوبية وكأنها سلعة تباع وتشترى في اسواق النخاسة .
وأيضا يوجد من المتسلقين والانتهازيين السياسيين من المضاربين بالقضية في بورصات السياسة الدولية والإقليمية متربعين المشهد هناك ايضا النظام الذي يغدق ويصرف الاموال لصالح المخترقين من تحت مظلة الحراك حتى تبقى الامور في مربعها الاول والكل يقول يا شعب الجنوب العظيم المناضل الصابر والمثابر والصامد في وجه الاحتلال وطبعا هذه الاسطوانة المشروخة التي اصبحت هي المشروع السياسي الوطني لكل من لديه مكون او جماعات تنادي بصوت عالي نحو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة.
ومنهم من يطالب بالجنوب العربي وحضرموت العاصمة السياسية وعدن العاصمة التجارية والمحافظات الاربع الباقية الرعية والخدم تحت مظلة اتحاد الامارات والمشيخات العربية وللأسف من يروج لتلك الاخبار ويدون الوثائق السياسة هم اشخاص اكاديميون ومثقفون وممن يزورون التاريخ ويرتزقون على حساب السواد الاعظم من ابناء الجنوب المقهورين ويتاجرون بدماء الشهداء والجرحى والمعتقلين من ابناء الجنوب ويفبركون الاحداث بحسب الجغرافيا السالبة والتأريخ المشوه .
وأذا استمرت الحالة على هذا المعدل من الضعف والوهن والكذب والدجل السياسي المغلف بالتآمر لن يخرج الجنوب من قبضة الاعداء ولن تحل قضيته وسيظل مغمور تحت نير القهر والاستبداد والظلم والإقصاء والتهميش خاصة بعد الاحداث والمستجدات التي شهدتها الساحة اليمنية وبرغم حالة التذمر والإحباط التي يعيشها الوطن والمواطن في الجنوب والتحسر والندم على دماء الشهداء والجرحى التي سالت بغزارة على كل الارض الجنوبية والمعتقلين الذين يقبعون في السجون ومع صنوف الاستهتار والقتل اليومي لأبناء الجنوب.. وحتى اللحظة لم يتم توافق او اتفاق وقبول لبعضهم البعض فكيف ان يفهم العالم والشعب في الجنوب هذا المشهد ومن اين يبدى العالم حتى يقدم مساعداته ويرسم والمواقف السياسية حيال القضية والله من وراء القصد !!!!!!!