في ربيع 2008م بادر بعض من شباب قرية ترن من بلاد الصبّيحة بمحافظة لحج لبناء جامع يتوسط القرية، يجتمع الناس للصلاة فيه ,ويقيئهم حر الصيف, وبرد الشتاء ,وبما أن الهدف كان نبيلاً اتفق الجميع ..وما أن بداء العمل حتى اختلف أهل القرية حول قبلته ؛ هنا لا اقصد بالقبلة بيت الله الحرام بل اتجاه القائمين عليه الفكري والديني, فقد تبنى بعض الشباب والداعمين لبناء الجامع فكرا وافد على أهل القرية وهو الفكر السلفي الجهادي ومحيط يتواجد فيه فكر الإخوان, بيمنا سكان وشيوخ القرية نهلوا من علوم الأربطة الإسلامية للصوفية واعتبروا فكر الصوفية جزء من هويتهم لا يمكن التفريط فيه رفضوا الجامع,, وبعد خلافات وبيانات وفتاوى تكفير وتخوينات واتهامات بالعمالة لصالح قرى أخرى و...الخ . اتفق الجميع و سكروا الجامع إلى اجل غير مسمى إلى الأن مغلق وكل جماعة اتخذت مصلى لحالها. ومع نهاية العام الماضي والساحة الجنوبية تشهد فعلا ثوريا غير عادي تمثل في الاعتصام بساحتي عدن والمكلا ,وبعد اكثر من عام من التحضيرات لعقد مؤتمر جنوبي جامع وبعد أن اتفق الجميع على ضرورته, أذن منادي في كبار القوم هلمّا إلى الجامع وقد حدد اؤخر ديسمبر لإقامة أول نسك فيه. لكن سرعان ما اختلف المدعون إلى الجامع قبل الدخول فيه , فقد سرد كل طرف مبرراته والأسباب التي جعلت الصلاة فيه باطلة, فمنهم من اعتبرها خيانة لدماء شهداء ثورة 14 أكتوبر التي أغفلت في أدبيات المؤتمر وأخر لان الأدبيات لم تعترف بالرئيس السابق علي سام البيض رئيسا شرعيا, ولم تعلق صورته بالمحراب حتى اذا دخلوا وجدوا عندها رزقا!!, وأخر يريد زعيمه يئم المدعوين ومنهم من حمل لجنة التشطيبات للجامع المسئولية و...الخ . تعددت الأسباب والمبررات إلا ان الأسباب الحقيقة التي أعاقت الجامع لم تذكر في تبريرات كل مكونات الحراك التي دعيت واعتذرت ,أو ترددت أو التي كانت متهيئة لقطف الثمرة ومن وجهة نظري ان هناك سببين جوهريين عطلت الجامع. السبب الأول هو قبلة الجامع حيث كان هناك خلاف محوري بين المدعون للجامع حول قبلته، فكان لكل مكون وجماعة قبلة خاصة, وكان لا قدَّر الله ودخلوا قيادات الحراك في هذا الجامع او ما شبهه كإسقاط واجب ؛فانهم سيقفون على شكل دائرة تتقابل فيها مؤخراتهم فقط وتتحاور وترطن بلغة خاصة تدنس قداسة المكان وتصيب الثورة الجنوبية بشلل واختناق, أما وجوههم فكل واحد أو مجموعة قبلة خاصة به. فمنهم من يممَ وجهه إلى قصور جدة , ودبي ,والقاهرة ,وأخرين إلى مزارات قم , ومصايف بيروت ,و((جماعة قليل دائم خيرا من كثير منقطع)) إلى صنعاء وصعدة. ولهذا ستكون نتائجه "تيتي تيتي زي ما رحتي جيتي". كما يوجد سبب ثاني للخلاف وهو خلاف تاريخي بين مشروعي رابطة أبناء الجنوب, والحزب الاشتراكي اليمني فقد كانت جميع المكونات منقسمة بين المشروعين , و ظهر هذه الانقسام في احد المكونات الرئيسة في الحراك والتي كانت بعض قيادته ضمن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع ومع ذلك رفض الدخول للجامع فأرجئت اللجنة التحضيرية عقد مؤتمر الجامع إلى اجل غير مسمى,,, عسى ما يوقع زي جامع قرية ترن .