الاعلان الرسمي لقناة المسيرة عصراً بأن الدكتور احمد عوض بن مبارك تم توقيفه من قبل اللجان الشعبية،، يجعل جماعة انصار الله مسئولة مسؤولية جنائية عن جريمة اختطاف، كما تم التصريح بها من قبل امانة الحوار، فإن كان توقيف كما يزعم بيان المسيرة، فهل تم إتخاذ الاجراءات القانونية المتبعة لعملية إيقافه؟ وهل اللجان الشعبية لديها ما يبرر توقيفه؟ وما هي الجريمة التي اقترفها بن مبارك، عدى تبرير ساذج (خطوة ضرورية لمنع عرقلة تنفيذ اتفاقية السلم والشراكة... الخ)، ماهي اذن بالضبط العراقيل التي يضعها بن مبارك لعرقلة تنفيذ الاتفاقية؟ ؟؟ وهل هو المسؤول عنها شخصياً ؟؟ فإذا هناك مايثبت تورط الدكتور احمد بجريمة ما، فعلى جماعة انصار الله توضيحها للرأي العام وهنا كان يجب استصدار أمر توقيف من النيابة العامة للتحقيق معه وتقديمه للعدالة. هناك فرق بين التوقيف والخطف، فعند ما تم "توقيف" الدكتور احمد في الشارع وأخذه في سيارته، هل تم تعريفه بهوية الموقفين له؟ وهل أبلغ عن السبب؟ وهل سمح له بابلاغ اهله او مكان عمله بأنه موقوف مع معرفة وجهة ايقافه؟ وهل الجهة التي اوقفته ذات مسوغ قانوني؟، غير الشرعية الثورية التي بها يبررون ما يفعلون. ان اعلان (توقيف) بن مبارك عبر بيان المسيرة جاء بعد ساعات من وقت اختفائه، لذلك تكون الفترة الممتدة من لحظة اخذه الى لحظة الاعلان عن وجوده هي فترة اختطاف وهي جريمة. سيقول قائل، ان فترة الإخفاء قصيرة ولا تستحق التهويل، وهنا العبرة ليس فقط بطول الفترة، فكل دقيقة تمر على المختطف وأهله هي تعذيب نفسي بامتياز، كون المختطف وذويه لا يدرون المصير الذي سيؤول اليه، وهذا أقسى تعذيب نفسي يمكن ان يصيب مختطف. ان معالجة القضايا الخلافية الوطنية، كبرى كانت أو صغرى، لا تكون باساليب عنيفة تفاقم من تأزيم الوضع المأزوم وممارسة سياسة كسر العظم من قبل أي طرف. ومن هنا فإن قيادة أنصار الله مدينة بتوضيح اسباب (التوقيف)، كما أسموه، كاملة وبشفافية فإن كانت هناك مشروعية استدعت توقيفه لخطورة الجرم المرتكب او الشروع بارتكابه فسيكون الجميع معهم، ما عدا ذلك يجب محاسبة المختطفين، وعليها أيضاً إظهار الحرص والإلتزام و إلزام عناصرها بالتوقف عن القيام بمغامرات غير محسوبة العواقب يكونون هم أنفسهم كجماعة أول المتضررين منها بتآكل شعبيتهم وخسران المساندة الشعبية في مسائلة جميع الاطراف عن الالتفاف او المماطلة والتسويف في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة ومخرجات الحوار، والتأكيد هنا واجب على جميع الاطراف السياسية باحترام التزاماتها والتعاطي معها بروح المسؤولية الوطنية وتفويت الفرص من أمكانية خلق ظروف مساعدة لحدوث حالات مقلقة كحادثة اليوم، ولتجنيب البلد مصير مخيف، وغامض يعلمه الله. جنب الله بلدنا كل شر...