في منتصف شهر يناير من هذا العام وتحيداً في تاريخ15/1/2015م أجرت قناة الميادين حواراً تلفزيونياً مطولاً مع الأمين العام لحزب الله السيد/حسن نصر الله.....وخلال الحوار الذي أستمر لثلاث ساعات ،والذي أطلق علية أسم (حوار العام)،عرض من خلاله العديد من الأمور والأحداث الجارية في المنطقة ، وطرحت فيه الكثير من الأسئلة،حيت كانت في بعض الأحيان تحتاج إلى إجابة فيها الكثير من الحنكة السياسية والدبلوماسية،من قبل الأمين العام لحزب الله. مالفت انتباهي خلال ذلك الحوار هي تلك الإجابة على السؤال الذي طرحة غسان بن جدو مقدم الحلقة الحوارية،والذي كان يحمل في طياته معرفة مدى القدرة والحجم والإمكانيات التي وصلت إليها المقاومة في الوقت الحاضر وخاصة في ظل الحرب السورية مع العلم بأن المقاومة أصبحت طرف فيها وذلك بحكم العلاقة مابين الحزب والنظام السوري ،والى أين وصلت بعد حرب (تموز 2006م) مباشرة والتي اندلعت بين لبنان وإسرائيل في ذلك العام ،حيت كانت المقاومة هي الطرف المباشر في مواجهة الكيان الصهيوني ميدانين فيتلك الحرب والتي عرفت (بالوعد الصادق). سؤال كهذا كان يحتاج إلى إجابة طويلة وتتعدد فيها النقاط التفصيلية ، وقد يحتاج فيها المشاهد إلى شرح كامل ووافي،إلا أن الأمين العام لحزب الله،أجاب عن هذا السؤال بطريقه وأسلوب متحفظ،لكن لم يخفي الإمكانيات التي وصلت إليها المقاومة ،وذلك من الناحية التكتيكية المتبعة لدى عمليات المقاومة وخاصة في الجانب الهجومي وهذا من جانب العمليات الفدائية التي تقوم بها المقاومة عبر مقاتليها، حيت قال في إجابة (لغسان بن جدو )،أنه بمكانك أن تخيل أكثر من ما أنت متخيله الآن،وذلك من خلال القدرة الهجومية التي وصلت إليها المقاومة اليوم،من خلال شبكات الاتصال والتواصل الأستخباراتي ،(وهذا ماظهر واضحاً وجلين في عملية الانتقام والرد علة غارة القنيطرة). فقد حملت تلك الآجابة في مكنونها العديد والكثير من التهديد والوعيد للكيان الصهيوني ،هذا في حال أنه فكر باستهداف عناصر وقيادات الحركة الإسلامية اللبنانية(حزب الله)،ويبدو بأن ذلك الجزء من الإجابة كان الأهم عند الكيان الصهيوني،وهي معرفة وقدرت حجم المقاومة في هذا الوقت وذلك من خلال شن هجوم فدائي على مواقع عسكرية إسرائيلية أو دورية ،وذلك داخل الخط الأخضر. بعد ذلك الحوار التلفزيوني بعدة أيام ،شن الطيران الإسرائيلي غارة جوية،استهدفت عناصر من المقاومة الإسلامية اللبنانية(حزب الله)،وذلك في منطقة القنيطرة الحدودية بين لبنان وإسرائيل،وقد أسفرت تلك الغارة عن استشهاد (6)من عناصر المقاومة ،وكان من بين الشهداء (جهاد عماد مغنية)نجل القائد الميداني لحزب الله (عماد مغنية)والذي ثم اغتياله في سوريا بعد حرب تموز 2006م بأشهر. بعد تلك الغرة الإسرائيلية في القنيطرة،أتى الوعيد برد من قبل حزب الله والوعيد بالانتقام لمقتل هؤلاء العناصر الحزبية المقاومة التابعة (لحزب الله)،الوعيد برد قوبل بحالة استنفار قصوى من قبل الكيان الصهيوني وذلك على الحدود اللبنانية الإسرائيلية من جهة والسورية الإسرائيلية من جهة تأني،علماً بأن ضابط من سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني قد ثم قتلة في الجولان المحتلة في نفس ذلك اليوم الذي أستهدف فيه عناصر المقاومة في القنيطرة. أمر كهذا رفع حاله التأهب إلى الدرجة القصوى ، واتخذت الاحتياطات الأمنية الأزمة من أجل إفشال أي عملية انتقامية من قبل المقاومة اللبنانية(حزب الله). وعلى الرغم من الانتشار الأمني الإسرائيلي الكبير والمكثف،إلا ان الذي حصل للكيان الصهيوني كان غير متوقع فحصل الذي لايحُمد عقباه........ ففي الساعة (11والنصف)من صباح يوم الأربعاء الموافق 28/1/2015م قامت مجموعة من وحدة شهداء القنيطرة التابعة للمقاومة الإسلامية اللبنانية(حزب الله)بعملية فدائية،أعتمد فيها أسلوب المباغتة والمداهمة على قافلة إسرائيلية وذلك في مزارع شبعا المحتلة وتحديد داخل السياج الحدودي،وقد أوقعت تلك العملية العديد من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح،ودمرت العديد من العربات. تلك العملية الانتقامية والتي جأت رداً على غارة الإسرائيلية في القنيطرة ،والتي استشهد فيها عنصر من (حزب الله)،خلفت في طياتها العديد من التساؤلات ،هذا إن أردنا الحديث عن الفارق الكبير بين العمليتين،فشتان الفرق بين الغارة الجوية التي قامت بها الطائرات الإسرائيلية ،وهذه العملية التي نفدها عناصر من تابعة للمقاومة الإسلامية اللبنانية (حزب الله). فالعملية الإسرائيلية كانت فيها الغدر والمكر الكبيرين والخداع،وهذا هو الأسلوب التي تستميت فيه إسرائيل لإنجاح عملياتها ،وذلك في اغتيال القيادات والعناصر التابع للمقاومة اللبنانية أو التابعة للفصال الفلسطينية داخ الأراضي المحتلة وفي قطاع غزة. بينما العملية التي قام بها عناصر من المقاومة اللبنانية والتي حققت النجاح الكبير والملحوظ في تنفيذها ، فقد جأت بعد أيام من الغارة الأسر ائيلية في القنيطرة ، وحدثت في توقيت ثم فيه نشر قوات إسرائيلية على الحدود المتاخمة للبنانوسوريا ،وحالة الاستنفار تلك التي عاشها الجيش الإسرائيلي طوال تلك الأيام ،وعلى الرغم من كل ذلك أتى الرد وحصل الانتقام. ومن خلال عملية الرد تلك فرضت المقاومة أجندة جديدة ومعادلة جديد في مفهوم قوى الردع،عملية كتلك قد تربك حسابات العدو الصهيوني ، ويمكن أن تضع إسرائيل العديد من الأسئلة أهمها: 1)كيف استطاعت المقاومة تنفيذ العملية في ظل حاله الاستنفار القصوى التي أتخذها الجيش الإسرائيلي ،ومتى حدثت فقد حدثت في وضح النهار؟ 2)هل وعيت إسرائيل وتعلمت الدرس جديداً من خلال هذه العملية ،وعرفت حجم وقدرات المقاومة ،وبأن المقاومة مستمرة في نهج الوعد ثم بعد الوعد يأتي الردود الفعل كما حدث في المرات السابقة وتحديداً في حرب تموز 2006م؟ أما السؤال الذي تطرحه اليوم المقاومة للعدو الإسرائيلي....هذا إذا ما فكرت إسرائيلي بأن تقرع طبول الحرب ، ومع أن الكرة في ملعب إسرائيل الآن،وهي عندما ترد أو تشن حربا لاتعرف خطوط حمراء ولاصفراء ولازرقاء ،وهذا معروف عن الكيان الصهيوني فل الكل مباح ومستباح،لكن يبقى واقع المقاومة يقول ....إن ما تملكة المقاومة اليوم أكثر بكثير مما كانت تتمتلكه اتنا حرب تموز 2006م وتبقى المقاومة لتقول (وما خفيَ كان أعظم).