انتقل مفاوضو المؤتمر الشعبي العام، لدى مبعوث الأممالمتحدة جمال بنعمر، إلى اجتماع الحوثيين الذي تعقده الجماعة بالتزامن مع المفاوضات الأممية المتعثرة. وكان ممثلو حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، قد انسحبوا أمس الجمعة بعد إعلان الحراك الجنوبي المشارك في العملية السياسية من المفاوضات مع الحوثيين التي يقودها مبعوث الأممالمتحدة جمال بنعمر، وانتهت مفاوضات بنعمر والقوى السياسية إلى خيارين اثنين."تشكيل مجلس انتقالي" أو "الذهاب إلى البرلمان ليقول كلمته الفصل في استقالة الرئيس". لكن التعثر الذي تشهده المفاوضات في هذه الضفة قد يسرع بالحل الذي يعد له الحوثيون من طرف واحد في اجتماعاتهم الموازية. وفي سياق هذه المفاوضات الأممية، قالت مصادر "مونت كارلو الدولية"، إن لجنة مشتركة منبثقة عن هذه المفاوضات التقت الرئيس عبد ربه منصور هادي اليوم السبت لإقناعه بالعدول عن الاستقالة. لكن المؤشر يبدو ذاهباً باتجاه تمسك الرئيس هادي وبحاح باستقالتيهما. وفي سياق ميداني، فرقت جماعة الحوثيين تظاهرة جديدة لمعارضي الجماعة في العاصمة صنعاء، كما اعتقلت سبعة آخرين من المشاركين في هذه التظاهرة الرمزية. التظاهرات الأكثر حشدا سارت في محافظاتتعز وذمار والبيضاء في حين اندلعت معارك عنيفة بين الحوثيين ورجال القبائل المناهضين للجماعة في محافظة مأرب الغنية بالنفط. ووصلت المزيد من التعزيزات العسكرية والأمنية إلى محافظات جنوبية عدة، لقطع الطريق أمام اللجان الشعبية الموالية للحراك الجنوبي والرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي. وهي اللجان التي سيطرت تباعا على مواقع حكومية. وحلت محل نقاط التفتيش في محافظاتعدن والضالع وأبين وشبوة وحضرموت التي ما يزال رجال القبائل فيها يمنعون الشركات النفطية من الإنتاج والتصدير على خلفية الحصار المحكم لمنازل المسئولين الجنوبيين المقيمين في العاصمة صنعاء.