اللجان الشعبية هي حركة عفوية شعبية دعتها الضرورة القصوى لتشكيل مجاميع شبابية للحفاظ على مناطقها التي انفلشت فيها واندثرت مقومات الدولة ولم تعد هناك جهات رسمية يحتكم إليها المواطن وتحميه من الفوضى, هنا نتوقف عند دور اللجان الشعبية وعلى وجه الخصوص في الجنوب التي عاشت في مراحل زمنية سابقة يحكمها النظام والقانون, وأصبح مواطنو الجنوب يحترمون القانون وتواقين للحضرية والتمدن المستمد من هكذا مراحل سابقة, واليوم وبعد أن تفتتت قوة الجيش الجنوبي وأقصي ضباطه وجنوده ونزعت كل الأسلحة والعتاد وصار في حكم الماضي, اليوم صار لزاماً على اللجان في المحافظات الجنوبية كأبين وشبوة ولحج بدرجة رئيسية, بل يتعدى ذلك بعد هذه الأحداث المتسارعة في شمال اليمن بعد احتلال الحوثيين لدار الرئاسة السيادي واستقالة الرئيس الشرعي والحالة الدستورية الوحيدة في اليمن بوجود الرئيس هادي. وتأتي أهمية المجهود الشعبي إلى جانب اللجان الشعبية في الحفاظ على السلم الأهلي والمرافق العامة الخدماتية ومقدرات الشعب الجنوبي الذي لابد أن تقف كل الفعاليات السياسية الجنوبية برمتها بما فيها الحراك الجنوبي كفصيل رئيسي في تلك القوى السياسية مع الحرص على التوافق الضروري والحتمي لكل القوى الجنوبية في أن تتخطى التصنيفات العتيقة للجنوبيين فيما بينهم وآن الأوان لتوحيد الجهود الجامعة للم شمل الجسد الجنوبي, وحافظنا جميعاً على استقرار الجنوب والنأي به من تلك الأحداث التي ستفرضها الأحداث الأخيرة بكل سلبياتها على الشأن الجنوبي إذا ما تخلينا عن أنانيتنا وتحزبنا الذي أوصلنا إلى كل هذا التشظي. واللجان الشعبية الجنوبية اليوم تملي عليها هذه المرحلة اصطفافاً في كل المجالات للدفاع عن الجنوب من أي تداعيات مقبلة بكل حزم ومسؤولية دون العزف على سلبيات الماضي ومآسيه, والحفاظ على ما تبقى من مقومات الدولة في الجنوب وعدم ترك الأمور كما يريدها المتآمرون والمتاجرون, وكما نشأت اللجان الشعبية طوعياً وغير طبيعية للأحوال السياسية والأمنية وهذا ما يملي عليها مع الشرفاء من القوات المسلحة والشخصيات الاجتماعية والقبلية الحفاظ على الجنوب الذي يكفيه ما هو فيه, وآن الأوان لمواطني المحافظات الجنوبية أن يعو خطورة هذه المرحلة وعليهم أن يبحثوا الخيارات التي تحافظ على الجنوب وتبقى على أبسط الاستقرار الأمني بتضافر جهود كل جماهير شعبنا الجنوبي في تجسيد هذا الاصطفاف الجماهيري دون استثناء, في حال استمرت الأحداث والاستعداد لكل الاحتمالات التي ستكون بدون أي سقف سياسي حتى استعادة دولة الجنوب.