عدن بوداعتها المعهودة هي حاضرة الجزيرة العربية. وهي المدينة التي كانت يُشار اليها بالبنان بما ترتديه من حلة مدنيه حضارية حديثه انعكست إيجابا على أخلاق اهلها الفاضلة. لذلك يتوجب على الجميع الحفاظ على الصورة الجميلة لعدن كمهد للحضارة العريقة وحاضرة الجزيرة العربية ومدينة الامن والسلام . اليوم نراها قد فُرضت عليها حلة جديده ليست بحلتها ولا تمت للمدينة واهلها بصلة. حلة جديدة أجتهد الكثيرون من العابثين في حياكة تفاصيلها القاتمة والوانها الداكنة. حلة تسابق الكثير من ضعاف النفوس على أضفاء لمسات القبيلة والهمجية على ملامح هذه المدينة الجميلة . واليوم رأيت ورى الكثير من المارين في طرقاتها أمور غاية في الغرابة ولا تندرج في خانة المنطق والمعقول . بعض الطرقات الرئيسية والجولات خصوصاً في خور مكسر مغلقه بحواجز أسمتيه وقطع من الأخشاب تعيق حركة مرور المركبات وتصنع خلل وارتباك مروري كبير قد ربما ينتج عنه مزيداً من التصادمات والحوادث المرورية لا سمح الله، لان سائقي باصات الأجرة على وجه الخصوص يلجؤون في كثير من الحواجز الى الاتجاه عكس خط السير وهذا ما قد يسبب الكثير من الاختناقات المرورية وتعطيل حركة السير . وحين التساؤل من المسؤول عن قطع الطرقات ووضع الحواجز في الجولات لإعاقة حركة السير؟ ومن المستفيد من وراء تلك الاجراءات ؟ يبقي السؤال محلقاً في الفراغ لم يجد إجابة، حين سألنا احدهم أشار الى إن اللجان الشعبية هي من عمدت الى تلك الاجراءات وبدون أدنى مسؤولية أو معرفة بجدواها أو نتائجها ؟ لذا يجب أن نقف عند هذه النقطة لنعرف تحت أي مبرر قامت اللجان بوضع تلك العوائق ومن أي الجهات استلمت الأوامر بذلك وما الجدوى من وضعها غير إحداث المزيد من حالات الارباك والاختناق المروري؟ وهل تلك الإجراءات هي ردة فعل اتخذتها اللجان الشعبية عقب الاشتباكات اليوم بينها وبين قوات الامن الخاص في خور مكسر ،مع إن الاشتباكات انتهت وبقيت الحواجز مكانها. وقد أعتبر الكثيرين إقامة الحواجز في الطرقات والجولات هو تصرف غير مسؤول ولا ينتمي الى العقل والمنطق في شيء ولا يؤدي في كل الاحوال سوى الى مزيداً من الاختلالات الأمنية والمرورية وبما يعرض حياة الكثير من المدنيين للخطر . فالمطلوب من الجميع الوقوف بحزم أمام تلك التصرفات الهوجاء التي تعتبر دخيله ومجهولة على المدينة وأهلها لأنها وبكل تأكيد لا تليق بمدينة حضارية كمدينة عدن .