عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والعاهل المغربي الملك محمد السادس عن رغبتهما في "دينامية تعاون جديدة واثقة وطموحة"، كما اعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان. وأكد هولاند والعاهل المغربي في اللقاء الذي جمعهما في قصر الإليزيه "قوة الشراكة الاستثنائية التي تربط" البلدين، وأعلنا "برنامجا مكثفا لزيارات وزارية بين البلدين" للتحضير "لاجتماع قريب رفيع المستوى". وأعاد اللقاء الدفء إلى العلاقات الثنائية التي شهدت بعض الفتور في فبراير 2014 على خلفية استدعاء الشرطة الفرنسية قائد الاستخبارات المغربي عبد اللطيف الحموشي. وقال رحال المكاوي، المسؤول عن العلاقات الدبلوماسية في حزب الاستقلال المغربي "ننتظر من الزيارة الملكية إلى باريس، أن تذيب جليد الخلافات في العلاقات المغربية الفرنسية منذ مطلع 2014". وأضاف المكاوي في تصريح خاص ل”العرب” أن “على باريس أن تستوعب أن توتر العلاقات مع الرباط لن يكون في صالحها بعد هجوم شارلي إيبدو، خاصة أن المغرب قد طور من خبراته الأمنية في تعقب الإرهاب وإفشال مخططاته”. واعتبر أن رجوع العلاقات بين البلدين إلى مجراها من شأنه أن يعزز من التعاون القضائي والأمني والاستخباراتي بين البلدين، لمواجهة التهديدات الإرهابية التي تواجهها كل من أوروبا والمنطقة المغاربية. وأكد المسؤول عن العلاقات الدبلوماسية في حزب الاستقلال أن الجزائر لها دور في تسميم العلاقات المغربية الفرنسية، مشيرا إلى أن أصوات وازنة داخل النخبة الفرنسية، سواء اليمينية أو اليسارية أصبحت تطالب بإعادة تطبيع العلاقات بين باريسوالرباط. وكان العاهل المغربي أدى زيارة خاصة إلى باريس خلال أبريل الماضي، وذلك أسابيع بعد حادثة استدعاء الحموشي من طرف السلطات الفرنسية. وتأتي الزيارة الجديدة في سياق محاولات ثنائية لأجل إعادة الدفء إلى العلاقات المغربية الفرنسية، في وقت يجري فيه بباريس وزير العدل والحريات المغربي مصطفى الرميد مباحثات مع نظيرته الفرنسية، كريستيان توبيرا، بشأن استئناف التعاون القضائي. وأعلن الرميد أن فرنسا والمغرب توصلا إلى اتفاق بخصوص التعديلات المكملة لمذكرة التعاون القضائي التي تجمع بين البلدين، مضيفا “لقد قررنا إصلاح المذكرة ليس للتهرب من العقاب، بل بهدف إرساء تكامل وتوافق بين الجهاز القضائي للمغرب وفرنسا”. وهي تصريحات تعكس نجاح المغرب في حل الأزمة التي نجمت عن استدعاء مدير استخباراته، كما تعكس اعترافا من المسؤولين الفرنسيين بأن العلاقات الاستراتيجية مع المغرب لا يجب أن تعطّلها تفاصيل صغيرة، أو محاولات التضخيم والدس التي كثيرا ما كانت تقف وراءها جارتها الشرقية الجزائر. وذهب متابعون للشأن المغربي إلى أن زيارة العاهل المغربي إلى فرنسا تتويج لمساع للتهدئة خاصة أن للبلدين علاقات متنوعة وتعاونا مشتركا في أكثر من مجال حيوي وخاصة الحرب على الإرهاب.