أن الحديث عن حضرموت وتاريخها الضارب في الأعماق يتطلب منك وقتا طويلاً لا يتسع الحيز لذكرها , ولكن كمدخل لحضرموت الهوية والتاريخ , التي نأمل اليوم أن يستعيد أبنائها مجدهم التليد وأن يعود المهاجرون إليها لكي يساهموا في إنقاذها من عبث العابثين. حضرموت كهوية وجغرافيا تمتد حدود ظفار شرقاً إلى باب المندب غرباً , وهذه المساحة الجغرافية التي عاش فيها الأجداد متحابون وهبوا للدفاع عن الشرق والغرب في مساحة حضرموت الكبرى. ولكن ما أريد أن أقوله أن حضرموت الكبرى يجب أن تعود لها هويتها وتاريخها ومكانتها , المصادرة بفعل ما حصل منذ ستينات القرن الماضي , من تفتيت للهوية الحضرمية. اليوم يجب أن تعود الهوية الحضرمية ويجب أن يلفت الحضارم المنتشرون في كل أنحاء العالم لحضرموت لكي يساهموا في إنقاذها من المؤامرات التي تحاك ضدها , فحضرموت الهوية والتاريخ بحاجة اليوم لكل أبنائها لكي يقفوا ضد المؤامرات التي تحاك ضدهم اليوم. اليوم بلادنا تتصارع عليها الكثير من دول الإقليم , وبذات على الممر الدولي باب المندب , فهذا الممر التجاري المهم , من يسيطر عليه هو من سيتحكم بالعالم أجمع. واليوم نناشد أنباء الوطن الحضرمي الكبير أو ما يحب الجنوبيون أن يطلقوه على دولتهم المنشودة حضرموت الكبرى , المساهمة في عودة هذا الوطن لأبنائه , فوطننا فيه من الخيرات ما فيه , وسوف ينتعش الاقتصاد الوطني بكل تأكيد في حال ونجح الجنوبيون الحضارم في استعادة دولتهم المنهوبة. ويكفي ما حصل طوال ال30 سنة الماضية من اعمال نهب وسلب لكل خيرات بلادنا على يد الجيران اليمنيين , وياريت حكم بالبلاد التي احتلوها بالعدل لما كنا وصلنا إلى هذا الوضع الكارثي . ونتمنى من الفرقة الجديدة التي تسيطر على اليمن أن تفكر بالعقل فالبلاد ليست بحاجة لمزيد من إراقة الدماء وإشعال الحروب التي لن يخرج منها اي منصر مهما كانت قوته العسكرية. وأن يعودوا إلى الوثيقة التي وقعت بين دولة حضرموت والأمام احمد حميد الدين , وأن نسير على نفس الاتفاقيات لأن أهل زمان لهم حكمتهم وشرهم. التحية والتقدير للحضارم في مشارق الأرض ومغاربها , الذين نشروا الاسلام وساهموا في نهضة الكثير من البلدان وبذات في آسيا , ونهضوا باقتصاد تلك البلاد التي انتشروا فيها. نتمنى أن يستعيد الجنوبيون الحضارم وطنهم وأن تعود دولتهم المسلوبة وان يعود الحضارم المهاجرون إلى بلدهم الأم لكي يساهموا في نهضتها كما فعلوا في كثير من البلدان حول العالم في نهضتها اقتصادياً , فهذا واجب عليهم , فنحن نثق فيهم ثقة كبيرة بأنهم قادرون على رفع الاقتصاد في اي مكان وزمان. وفي الأخير لا يسعني إلا ان نتقدم بالشكر والعرفان للملكة العربية السعودية على ضيافتها للحضارم , ونتمنى من أشقائهم الحضارم في إنقاذ بلدهم التي تتصارع عليها دول الإقليم لسيطرة على باب المندب الممر الدولي الهام. وأن تسعى المملكة لوقف الاقتتال بين اليمنيين , لأن انهيار اليمن بشقيه يعني انهيار دول المنطقة جميعها. الشيخ سالم الكثيري