(فِرّق تسد) اليوم ليس هناك من شك ان احلام وطموحات الناس في وطن مستقر يسوده الخير والرخاء والسكينة قد تكسرت وتحطمت علي ايدي فئة قليلة من المتنفذين الذين استأثروا واستمرأوا فساد وعبث وشهوة السلطة المريضة،، عندما تشاهد امامك التخلف والجهل والمناكفات والمحاصصة والاستعداء هي التي تعلو وتسمو فوق كل شيء،، عندما يضيق امامك الأفق وتتقزم المعالجات وتتسع دائرة الخصومة وتغيب عن السياسيين اي بادرة جميلة للسير بالوطن في طريق التنمية والاعمار ومعالجة قضايا الناس الذين هرمو وتعبو وتشتتوا،، عندما لا ترى امامك الا نفس الوجوه ونفس السياسيين والقبائل والعسكر الذين دكوا الارض دكا واغرقوها بالفوضى،، عندما تراهم يسيرون بنفس الخطط والاهداف التي لا تحقق الا الخراب،، يا الاهي كم هذا فظيع جدا،،جماعه تعتلي منابر السلطة والقرار وهي لا تقتنع بفكرة سديدة ولا بمقترح انساني واخلاقي يزيح عن الناس ذرة الم ومعاناه،،عند هذا الشطط والتمترس اين هي ضمائر الرجال الذين لا يخافون في الله لومة لائم؟؟ يجتمعون الاف الاجتماعات ولا يستطيعون الإجابة عن سؤال :لماذا عشرين عاما والكهرباء تنقطع عن بيوت الناس؟؟ يجتمعون ويجتمعون ولا يستطيعوا الخروج بقرار حاسم يقول :اليوم قررنا حل ازمة الكهرباء نهائيا،، يجتمعون فقط من اجل دك ابراج الكهرباء وحقول النفط،، يا الاهي كم هو مخيف ان تجد الازمات والكوارث تأتي فقط عندما يجتمعون،، عندما يحظرون للاجتماعات لا توجد بأيديهم غير كشوفات ذي القربى لتوظيفهم في الجيش او المراكز العليا للدولة،،لا يحظروا معهم برنامج للرغيف والخبز ولا برنامج للدواء ولا مقترح للفكر والبحوث يجتمعون ويتزاحمون فقط ليسوقونا نحو الهاوية وكأنهم يقولو : اما ان نظل نجلدكم الدهر وتركعوا تحت ارجلنا صامتين او الطوفان،، تشبتوا بالسلطة منذ تلك السنوات الغابرة وشاخوا فوق الكرسي وما زالوا متمسكين بالكراسي بأيديهم واسنانهم،، لا يستنيرون بأن الناس اليوم في المعمورة يعانقوا ركب التطور والتحديث واعتلوا السفن الفضائية في اكتشافات للقمر والمريخ وهم يقدمون كشوفات لتوظيف اهاليهم بالجيش والسلطة،، يصلون ويركعون ولا يتوقفوا لحظة عند ايه قرآنية للخير والصلاح وايقاف العبث،،يرو في انفسهم فقط انهم النخبة الازلية التي امتلكت الارض والثروة والقرار،،اين هي الحكمة التي تصنع الرجال؟ البلاد في محنة والازمات تطحن الناس والنخبة تمرح وتلهو في فضاءات اخرى حيث التقاسم والمحاصصة وليذهب الوطن الى الجحيم،،، عقول مثل هكذا بشر من اين سياتي الخلاص والانفراج؟؟الاكيد ان الشعب سيرحل وسيرحل وستبقى النخبة الى ابد الآبدين حتى يقضي الله امره ويذيقهم بعذابه قائلا لهم : استكبرتوا علي الناس،، لمن الملك اليوم ايها الفاسدون في الارض .