قد تقف الحروف عاجزة أمام عظمتك... و قد تختنق الحنجرة عند الحديث عنك... وقد يجف الحبر عند تسطير مآثرك... لكن لن يغفو و لن ينطفئ حبك و وجودك في قلوبنا ... لقد صب سكون الليل حزنه على ضواحي عدن وامتلأت أزقة شوارعها دموعاً لفراقك يا علي ... في ليلة شهقت السماء وذرفت دموعها لتحكي الدموع تلك الفاجعة وتبوح بتلك المأساة التي تزعزعت وترجت لها السماء وساكنيه تحكي قصتاً لأهل الأرض تحكي قتلاً لشاباً في سن الزهور ، تحكي إجراما ارتكبته تلك الأيادي الخالية من الصفات البشرية ، تحكي وجعاً صاب سكان ذالك الحي ( ألسيله ) ، تحكي أنين أم الشهيد ، وتحكي قهر والد الشهيد ، وتحكي فأجعه حرم الشهيد علي ... يا عونناً لساكنين السيلة من الصدمة التي بكت منها جدران البيوت وارتجفت منها شوارع المدينة بعد إن تبللت الأرض بتلك الدماء الطاهرة بعد إن ارتوت تلك الأرض بدماء الشهيد ،،،، منذ أن غادرتنا و عينا أمك لم تجف من الدموع تبكيك ليل نهار..تشتاق لك...تقبل ثيابك زوجتك هي الأخرى كشجرة خريف فقدت أوراقها يتشح قلبها بالسواد كما لون ثيابها والدك لم يعد قويا كما كان...فعيناه تحكي للناظر عن حزن و أسى يعتمر وجهه !!!!!! ماذا سأعزي حرم الشهيد ؟؟؟ وماذا سأعزي أم الشهيد وأهل الشهيد ؟؟؟ وماذا سأعزي نفسي على فراق ذالك الوجه المبتسم الذي جعل تلك الابتسامة تفارقنا على جعله لاجلك يا وطني ( الجنوب ) . دمائكم الطاهرة هي سبب وجودنا و بقائنا و وصولنا الى هذا اليوم ... أنتم من صنتم الشرف و العرض... أنتم من قدمتم الغالي و النفيس لنحيا نحن بأمان و كرامة... تضحياتكم أمانة في أعناقنا لن تذهب سدى... بأرواحكم الهائمة في سماء الوطن سنكتفي فقط بالسلوك نحو طريق النصر القريب .... نعايد روحك المبجلة في وطن النقاء....دنيا الحق الإلهية.. حيث لا ألم هناك و لا جوع لا برد ولا خوف.. نعايد كرمك يا أكرم بني البشر.. يا من ارتقاك الله لتكون النسر الأبدي الذي يحرس سماءنا مع صانعي المجد و الكرامة.. نعايدك بكل عام بهذا التاريخ الذي نسخ لقلوبنا الحزن لفراقك يا أكرم بني البشر ... سنكتب لك في هذا اليوم المبارك يوم الذكرى الرابعة بعد رحيلك عنا..ألف و ألف و ألف شمعة فقط لتذوب و تخبرك كم ذابت قلوبنا ألماً على غيابك... و كم أدمى قلبُ أمك وزوجتك حسرة رحيلك و اشتياقاً لك عليك الرحمة و لك الخلود يا علي ، وإن شاء الله لك جنات النعيم و لأعدائك الخزي و العار ....