العالم كله يبحث عن الدعم والمساندة الجماهيرية، ويعدها سلاحا قويا، وورقة ضغط على الفريقي المنافس، ويسعى بشتى الطرق الى زيادة الجماهير سعيا منه لتحقيق قاعدة صاحب الارض والجمهور، إلا في بلادنا انقلب الأمر، وأصبح ابعاد المنتخب عن البلاد والعباد فيه فائدة كبيرا، لدى بعض قيادة الاتحاد العام لكرة القدم. الاخ عبد الوهاب الزرقة اوضح في برنامج اهل الرياضة الذي يبث في قناة اليمن اليوم: بأن اختيار دولة قطر لاستضافة مباريات منتخبنا الوطني كان بداعي ابعاد المنتخب عن الضغط الجماهيري.. التصريح غريب والأغرب ان يصدر عن عضو في الاتحاد العام.. لم يستطع المتواجدون على صفحات التواصل الاجتماعي تمالك انفسهم وانهالوا بالتعليقات الساخرة، التي اوضحت ان ما قاله الزرقة تصريحات مضحكة. كان يمكن للأخ الزرقة ان يدلي بأي مبررات اخرى مقنعة كأن تكون التسهيلات المقدمة من الاتحاد القطري، هي افضل من الاتحادات الخليجية الأُخرى، خاصة التي تتواجد فيها جالية يمنية كبيرة وتقع على حدود بلادنا، ويمكن ان يعلل التوجه الى قطر بكونها اصبحت قطب كروي عالمي على اعتبار انها ستحتضن كاس العالم 2022م، لكن ان يرجع الامر للضغط الجماهيري، ففي الامر نظر. عندما انتهت كاس الخليج طالب بعض الزملاء بنقل مباريات منتخبنا الوطني الى السعودية على اعتبار المساندة الجماهيرية الكبيرة وايد ذلك بعض اعضاء الاتحاد، وقلت حينها وكتبت مقالا بأن المملكة ليست هي الحل، وعللت التواجد الجماهيري بعدة اسباب اهمها البعد السياسي والكبت الذي يلاقيه المغترب ويرى في تحقيق بلاده لأي فوز انتصار ذاتي له شخصيا، وها هي الايام تثبت صحة ما قلته، بدليل ان الاتحاد ذهب الى قطر بدلا عن السعودية لاحتضان المباريات . نتفهم ان كل عضو في الاتحاد العام يحب ان يظهر على الصعيد الاعلامي بمختلف الوسائل ، ولكن ما لا يمكن ان نتفهمه ان تكون تصريحاته اولا منافية للأعراف والتقاليد الرياضية، وثانيا لا تنسجم وتوجهات الاتحاد الذي يتبعه، ولهذا نعود ونذكر بأن وجود ناطق رسمي للاتحاد شيء مهم، وعليه فإن قرار رئيس الاتحاد القاضي بتعيين الدكتور حميد شيباني، الامين العام للاتحاد، كناطق رسمي يجب ان يفعّل. المهم الان نحن اخترنا قطر كبديل لملاعبنا، بناء على ابعاد منتخبنا عن الضغط الجماهيري كما يقول الاخ عبد الوهاب الزرقة، ولكن بالمقابل ألا تمتلك باكستان جيشا من العمالة في قطر؟؟ مما قد يشكل فعلا ضغطا جماهيريا عكسيا على منتخبنا، عندما يجد نفسه وهو يلعب افتراضيا على أرضه، ومعظم الجماهير هي باكستانية. لا يفوتنا هنا ان نحث وزارة المالية على صرف مستحقات الاتحاد العام من اجل اعداد المنتخبات الوطنية، وان تستمر عجلة الانشطة، خاصة اذا ما عرفنا ان هناك عقوبات تسلط على بلادنا في حال انسحبت من المشاركة في البطولات المبرمجة قاريا ودوليا. بالمناسبة هل خسارة منتخبنا الوطني من فريق 22 مايو له علاقة بالضغط الجماهيري، النتيجة ليست غريبة فقط بل كارثية، فمنتخب مستعد يلاقي فريق متوقف عن النشاط، ثم تأتي النتيجة بهذه الطريقة.. اعتقد ان لاعبي منتخبنا استحوا من الفوز على 22 مايو لكون اسمه يمثل قيمة وطنية لكل اليمنيين، احملوها على هذه المحمل بدل ان تموتوا كمدا. عدم التأهل.. كنا نمني أنفسنا بأن يحقق الصقر نتيجة ايجابية وهو يلاقي منافسه الحد البحريني، اعتمادا على نتيجته الايجابية في العاصمة التركمانية، ولكن عدم التأهل اصطدم بالفريق البحريني، وبذلك عادت فرقنا من جديد الى ربع المقعد.. الصقر فريق محترم، ويكفي انه فاز وخسر وبنتيجة منطقية، وان لم يستطع ان يسعد جماهيره بلوغ دور المجموعات.