عندما سألوا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في برنامج الذاكرة السياسية عن رأيه في الجماعات الجهادية المنتشرة في اليمنوالعراق والشام وبلاد المغرب العربي والغارة الافريقية اجاب ربما انه وقتهم وربما ان وقتنا انتهى وربما لكل عصر دولة ورجال ربما كانت اجابته ساخرة لتجاهل السؤال من المذيع وربما كانت جاده فالرئيس لا تعلم جده في دبلوماسيته من مزحه وربما يكون عميلا لهم فظاهرة التخوين والعمالة ظاهرة قديمة لدينا..! ولكن ما يحدث اليوم في الشرق الاوسط تجد هؤلاء الجهاديين يتصدرون المشهد السياسي بقوة وفارضين انفسهم على الوضع الحاضر واتت كرازيميتهم مختلفة بأعلامهم المتطور وتمددهم العنيف وسيطرتهم الواسعة وهم غير عابئين بأحد ولسان حالهم يقول: ان لم تكن معنا فانت ضدنا مثل ما قال بوش الابن سابقا في القضاء على الارهاب وهم اليوم يعيدونها وهذا يدل على الممارسة الأمريكية الخاطئة السابقة في المنطقة ولكل فعل ردة فعل والمادة تتمدد بالحرارة وربما تحت القصف وقرارهم هذا جعل العالم في زوبعة وفوضى غير خلاقة وغير منتهيه صلاحيتها واصبحوا لغزا بين الناس واحجية من اين اتوا؟ من يمولهم؟ من اين قوتهم؟ وانقسم الناس بين انهم عملا استخبارات لأنظمه وبين انهم مجاهدين لديهم مشروع الخلافة وقليل مع الرأي الاخير والاكثرية تكاد تجزم انهم استخبارات أمريكية بتحليل مقاطعهم وحرفيتهم ومهنيتهم في نظامهم فمقاطعهم تكاد تغلب على سمات سينما هوليود في انتاجها ونحن لم نتعود عربيا على مثل هيك اعمال اعمالنا الفنية تتوقف عند الكوميديا والمسلسلات التاريخية والعربية وقد استطاعوا اسقاط جميع التهم السابقة عنهم بانهم عملا للنظام السوري وايران فمثلا نسمع في بداية ايامهم انهم عملا النظام السوري لانهم لم يتواجهون معه ولكن اتى هذا مخالفا في حلب ودير الزور والرقة ومطار الطبقة العسكري ومطار زوبع ورأينا ضحايا النظام يقادون للموت فرادا وزرافات في اكثر من اصدار تارة وهم ببدلات الاعدام وتارة وهم بالهافات واسقطت هذه التهمة اعلاميا عنهم وبقي انهم عملا ايران وعندما اشتدت الحرب اوزارها رئينا جنرالات ايران في رقص مع الذئاب في العراق وهم في مهب الريح الجنرال تلو الجنرال في الحرس الثوري من مهدي نروزي الى حميد تقوى الى محمد رضا حسيني الى علي رضا مشجري الى اصابة قاسم سليماني ونقله من سامرا الى النجف الى ايران وعودته سالما الى فتح ايران مقبره اخرى في النجف لقتلاها على يد التنظيم بجانب المقبرة الاولى ولم يبقي اليوم الا انهم عملا امريكا وهذا الذي يشكك فيه البعض بانه مخطط امريكي وان امريكا وضعتهم لتنفيذ اجندات في المنطقة لدرجة تحليل البعض في اصدارهم الاخير في ذبح الاقباط المصريين ببنية اجسادهم انها بنية المارينز الامريكي الضخمة ووصلت التحاليل للتركيز على ساعة قائدهم انها في اليد اليسرى والدولة الاسلامية او من يسمونها داعش يلبسون الساعة في اليد اليمنى وهلوا مجره بل وصلت التحاليل الا ان من تقودهم في اصدارهم الاخير فتاة داعشية أمريكية من خلال وقفتها وحلق اطراف حواجبها ومسكها للرهينة بيدين وليس بيد وكل شيء وارد فهم لم يعدموا امريكيا الا الان وكأن الاعلام يقول لن يقنعونا الا بإعدام عشرة امريكيين جملة واحدة ليثبتوا عدم عمالتهم لأمريكا ونا ما قول هذا كن غيري بايقول..! ولكن يقول آخرون ربما يفعلون فأمريكا لا باس بان تضحي ببعض مستشاريها وجنودها فقد ضحت سابقا ببرجي التجارة العالمي بمن فيه لاجل ان يغزوا العراقوافغانستان وكل برج كان بدوله ولأجل ان تبقى وتعيش وتتمدد عوضا عنهم في المنطقة فهي قد تدعم عملائها التي وضعتهم ويقول محللون: ان الجهاديين قد سيطروا على بلدة البغدادي وفيها قاعدة عين الاسد والقاعدة تحوي 300 امريكي ولكن لم يستطيعوا السيطرة عليها ربما ليس لانهم عملا ولكن لان امريكا متى ما ارادت ان تكون ضرباتها فعاله ستكون ويقول بعضهم قد لا يكونون عملا امريكا ولكن امريكا تتخاذل في القضاء عليهم لأجل مصالحها وهي تستطيع ويقول اخرون ربما انهم عملا اسرائيل ويستبعدها آخرون..!! وآخرون يتسألون اذا كانوا فعلا عملا امريكا وصناعتها فلماذا تقف الدول الاسلامية مع امريكا في حربهم ضدهم وهم يعرفون انهم فعلا صناعتها ؟! فاليوم الدول العربية الاسلامية في مؤتمر جده الاخير للحرب على الارهاب تقف جنبا لجنب مع امريكا وحلفها الستيني للقضاء عليهم فهل يعقل ان يكونوا عملا امريكا وهم يواجهون هذه العمالة مع امريكا نفسها ؟! شيء غريب؟! اعتقد ان الدولة الاسلامية لا صاحب لها وقد تستفيد من تجاوزات امريكا في المنطقة مع حلفائها على حساب مصالحها وهيمنتها وتأخذ في التمدد والسيطرة ويحسبهم المتلقي عملاء ولكن ان اسرت امريكيا فلا اعتقد انها تتساهل معه كل المؤشرات السابقة تشير انه لا يوجد لأمريكا مسمار بينهم فهي حتى البر تخشى من مواجهتهم لكي لا تتكرر هزائمها في العراق كما في عام 2006 مع القاعدة فمن هزمهم في العراق اوانها هو نفسه ابو مصعب الزرقاوي الاب الروحي والمؤسس للتنظيم اليوم وربما امريكا تستفيد من وجودهم للهيمنة على المنطقة لا غير عموما ما نراه الآن ان العالم غارق في جب الارهاب والارهاب يجره الى جب لا يحمد عقباه فالاستراتيجية التي تستعملها الدولة الاسلامية لم تمر في التاريخ القريب ولا البعيد وتمدد الدولة الاسلامية في الدول المجاورة اتى عبر ممارسات خاطئة لأمريكا وايران في المنطقة سابقا التي المتضرر الاكبر منها دول المنطقة ولازالت تمارس الا اليوم هذه الممارسات فمثلا اليوم الحلف الدولي يضرب على الارهاب في العراق وسوريا, وبشار الاسد يعمل على ابادة دوما وبعض المناطق السورية بالبراميل المتفجرة الى ان رئينا دماء الابرياء تختلط بمياه الامطار وتشكل نهر جار من الدماء في الشوارع يا للضحايا لا يرف لها جفن ولا تحصى مع الشهداء فالشعوب الإسلامية من كافة انحاء العالم عندما ترى هذه المناظر والمجازر من نظام بشار علاوة على دعم روسيا له وايران ومليشياتها علاوة على سقوط مدنيين باعتراف امريكا تحت ضربات الحلف الدولي في العراق يجعل المشاهد العادي يقول ملة الكفر واحدة والاستهداف الاسلام وليس الشعب السوري او العراقي واعتقد هذا السبب الذي يجعل الجهاديين يتوافدون على التنظيم من العالم وهذا السبب الذي خدم الدولة الاسلامية في التمدد ولو ان الحلف الدولي غير الاستراتيجية وبدا بضرب راس الحربة بشار ونظامه وازاحهم من على الساحة لوجد مبررا جيدا لحربه على الارهاب ولكن اليوم بالكاد ان يمنعوا مناصرين التنظيم عبر النت وما انفقوه في النت ربما يقيم دولة استطاعت الدولة الاسلامية ان تسوق لنفسها جيدا في ظل هذا اللغط وتجد لها مناصرين كثر منهم التنظيمات الجهادية المبايعة في المنطقة ومنهم المهكرين ومنهم المجاهدين ومنهم المقاتلين ومنهم اللاعبين ومنهم الاكاديميين والاعلاميين لذلك انتج هذا الدهم المختلط دولة متمدده ومهدده دول عبر الغارات وانتج اعلاما دقيقا ومتطورا لخدمتها وستضل هذه الوفود تتوافد عليها وقصدهم نصرة الشام من نظام بشار ولن يجدوا الا الدولة متمركزة هناك لينظموا تحت لوائها طالما والاستراتيجية من البداية خطاء وطالما ونظام بشار ليس جزء من الحل في نظر التحالف وطالما ايران ومليشياتها في لبنانواليمن تتمدد تحت غطاء الشرعية الدولية وطالما دوما ودير الزور والرقة تباد وتحرق تحت طائرات النظام السوري وطالما امريكاوايران اشرقت بينهم اتفاقيات ومؤامرات على تقسيم الشرق الاوسط كل تلك ممارسات خاطئة تنقلب سلبا على التحالف الدولي اين هم داعش الذين يقصفونهم ؟ جنود التنظيم سنجدهم مثل الابرة في القش بين المدنيين ان حصل القصف وسيذهب مدنيين كما اعترفت امريكا بذلك وان كانت مصالح امريكا لا تستدعي استهدافهم وتستفيد من وجودهم فهذا ايضا يزيد الطين بله ويجعل نظرة الشعوب الاسلامية في العالم للحلف الدولي بانه لا يفرق عن نظام بشار فالممارسة الخاطئة لا تنتج الا ممارسة خاطئة هاهم يتمددون اليوم في ليبيا والشام والعراق ومصر ولبنانواليمن ونيجيريا فإن تمددت اكثر هذه التنظيمات وكل تنظيم في مكانه قد تلتقي في مشروع واحد اجمعوا عليه وقد يحققونه مستقبلا عبر ادخال المنطقة في هوة حرب عالمية ثالثة وكما ذكرنا الدولة الاسلامية مالها صاحب قد تستقبل دعم من يدعمها بشكل غير مباشر ويسهل لها سيطرتها بين الفينة والاخرى وقد تنقلب عليه فيما بعد وقد كانت القاعدة الام تستقبل الدعم الامريكي في افغانستان لإزاحة الدب الروسي وفي الاخير انقلب السحر على الساحر وصارت امريكا في المواجهة وقد تستصغر امريكا اليوم هذا الامر وتتجاهل تمددهم او تدعمهم بشكل غير مباشر لإبقاء هيمنة وجودهم في المنطقة واستنزافها عبرهم بشكل اكبر ولكن قد تخرج عن طور الاحتواء هذه الجماعات وإن خرجت لن تستطيع فيما بعد القضاء عليهم وإن لم تستطع سيكونون في المواجهه المباشرة هي وحلفائها بالداخل وليس بالخارج الا اذا تدارك الحلف هذا الخطاء واعاد استراتيجيته وان لم يتدارك الآن فكل الطرق التي كانت تؤدي الى روما سابقا قد تؤدي الى الخلافة حاضرا .