خروج الرئيس هادي من صنعاء باي طريقة كانت بدون رضا الجماعة الحوثية يمثل انتصار للشعب اليمني بكل المقاييس , كما كان انتخابه وازاحة على صالح انتصارا , وكما كان استكمال مؤتمر الحوار كذلك وانجاز الدستور , ما دام ان كل هذه الانتصارات للرئيس ولمن يقف بجانبه او حتى من يدعمه في مجمل ما ذكر , لماذا استسلم الكثيرون لنكسة 21/ سبتمبر . ووضعوا في حالة موت سريري لا حراك لهم ولا مقاومة للمد الحوثي . الرئيس هادي من اكثر الانتقادات الموجهة له والتي تلقى استساغة لدى قطاع عريض من الشعب اليمني , تكمن في بطئه في اتخاذ القرارات , وكثرت وعيده وتهديده بعد فوات الاوان , كلنا يتذكر مفردات من قبيل ( لن اسمح , ياجبل ما يهزك ريح , سنضرب بيد من حديد ) , ولكن يبدوا ان خصوم الاخ الرئيس اعتادوا على تلك اللهجة , كما اعتادوا على اللجان الرئاسية التي كانت تشكل من قبله وتنتهي بتسليم الالوية والمناطق ( بالفشل ) , ما اختلف الان في المشهد السياسي وربما سيلحقه اختلاف في الميدان العملياتي على الارض اذا احسن الرئيس التصرف وابتعد عن مستشاريه الفاشلين سواء المعلنين او السريين منهم , والذين بداء تأثيرهم من خلال البيان الباهت الذي صدر ولم يرضي الشعب في الجنوب او الشمال , وما سلاهم تلك الليلة هو النكاية في الحوثيين والشماتة بهم فقط . فخامة الرئيس سحب استقالته دون ان يشير الى ذلك , ولكنه بحاجة الى توصيف اكثر دقة للمشهد متزامناً مع تحركات داخلية جريئة , تطرق الكثيرين من المحللين الى اعلان صنعاء عاصمة محتلة وكافة المحافظات التي تخضع لحكم الكهنوت الحوثي . برأيي ان الرئيس بحاجة ماسة الى تسريع وتيرة الخطاب والى خطوات عملية فورية لوضع المجتمع الدولي المتواطئ امام خيار الامر الواقع , قد تكون من تلك الخطوات تشكيل حكومة ازمة مصغرة تتكون من 8 الى 10 وزراء فقط وتكون برئاسته تحدد مهامها بدقة وعلى رأسها اعادة هيبة مؤسسات الدولة وعلى راسها الجيش الوطني , واعلان مهله لا تتجاوز 3 ايام للحوثيين للانسحاب الكامل والبدء في تسليم ما نهبوه من عتاد الجيش اليمني , او اعلانهم كجماعة ارهابية . لعل البيان الرئاسي صيغ على عجل رغم انه تضمن رفض الانقلاب , ورفض قرارات العبث الحوثي في التعيينات على اساس طائفي , الا ان التنديد يجب ان يكون اكثر تحديداً وخاصة ان الحالة الشعبية لم تعد تتحمل المزيد من المجاملات او الكلمات المبطنة رغم معرفة القاصي والداني بالطرف المعرقل للحياة السياسية والاقتصادية وحتى المهدد للسلم الاجتماعي في اليمن , كما ان التركيز يجب ان ينصب على عملية استعادة الدولة , وإعادة اللحمة الوطنية وهنا اتمنى على الاخ الرئيس ان يؤجل الحديث عن الاقاليم الستة لأنها قضية ثانوية بالنظر للوضع الحالي .