عامان مرا كما مرت قبلهما 47 عاما على الثورة الأولى ..لا جديد تحت شمس الوطن إلا مزيداً من التحديات والآمال العظام وانتصارات تكاد تضيع بين أكوام من الإحباطات. انتصارات عدها البعض هزائم مبطنة ..وأخرى هزائم واضحة للعيان من حكومة معاقة وثورة لم تحمي ثوارها أو تنقذ جرحاها من آلامهم أو تداوي جراحات وطنهم .
وأخطار تحيق بالوطن من الداخل والخارج تشتد وتتأزم ودعاوى للانفصال تكاد أن تنفجر بحرب حقيقية بعد عروض عسكرية للترهيب وإقناع الأخر بفك الارتباط رضا والا (صميل)
لنا أن نتغنى بعودة الكهرباء كما كانت قبل الثورة وهي عودة لحكايات طفي لصي فقد أصبحت هذه العودة انتصارا بعد الحرمان الكامل منها وبتنا نصفق لانقطاعها بضع ساعات لأنها ستعود في النهاية ولن تذهب تماما.
وسيل الوظائف المنهمر الذي اقره المخلوع قبل إزاحته كنوع من النكاية وحفر الحفر لدولة قادمة أدرك أنها وشيكة على أنقاض نظامه الذي حرم الخريجين لأعوام طويلة حلم التوظيف وأخيرا سكبت درجات التوظيف حتى امتلأت المكاتب والمدارس بالعاطلين لقلة الأعمال والمرافق كالمدارس التي تعد على أصابع اليد في بعض المدن او المناطق.
واحتسب البعض هذا التوظيف انتصارا للثورة مع ان الدولة الجديدة تقبلته كوضع لا مفر منه ويعد التراجع عنه أكثر خطورة من الإقبال عليه.
فأي انتصارات يمكن أن تعد أو تحسب لثورة قامت ولم يعرف هل انتصرت أم لا ؟
المشهد من الداخل محبط وان واسينا أنفسنا بالحوار المرتقب والمشهد في الخارج أكثر إحباطا فثورات الربيع العربي تواجه خطر الثوارت المضادة .
والنهايات الراهنة لربيع الوطن العربي يدل على ان هناك من يعمل على انتكاسة رهيبة لهذا الربيع فهاهي الثورة المصرية قد أصبحت الفوضى المصرية بجدارة ورفضت الأقلية رأي الأغلبية وهي الثورة التي لم تجد دعما خارجيا وعالميا كاليمن بل أن أصابع الاتهام في إفساد حق الشعب المصري لمن يمثله تشير إلى المجتمع الدولي ممثلا بأمريكا ومن خلفها إسرائيل ثم الدعم الغير محدود من دول الخليج مجتمعة.
وعلى هذا فإن دول الربيع الجديد ستراودها مخاوف كبيرة من عدم الاستقرار في النهاية وان الثورات لا تجر إلا الخراب بعدها.