احتضن جامع الشعب بالعاصمة صنعاء، اليوم، اللقاء الموسّع للعلماء والخطباء والمشائخ والنخب الثقافية والتربوية والاجتماعية، إيذانًا بتدشين أنشطة وفعاليات شهر الهوية الإيمانية، وسط حضور واسع ولافت يعكس مكانة هذه المناسبة في وجدان المجتمع اليمني. ويأتي تدشين الفعاليات متزامنًا مع بداية شهر رجب المبارك، واقتراب الجمعة الأولى منه، التي يحتفي فيها الشعب اليمني بذكرى دخول اليمنيين في دين الله أفواجًا، المعروفة ب جمعة الإيمان، تأكيدًا لعمق الارتباط الإيماني والتاريخي بالرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم والرسالة المحمدية. وأكد المشاركون أن هذا الحضور الواسع يجسد حالة من الوعي والمسؤولية الدينية والوطنية في مواجهة محاولات استهداف المقدسات الإسلامية، مشددين على أن الإساءات الأمريكية المتكررة بحق القرآن الكريم تمثل اعتداءً سافرًا على مشاعر المسلمين، ولن تمر دون موقف واضح وحازم من الأمة. وتضمن كلمات ومداخلات علمائية وفكرية تركز على تعزيز الهوية الإيمانية، وترسيخ ثقافة الانتصار للقرآن الكريم، واستنهاض الدور العلمي والتربوي في مواجهة الحرب الناعمة والاستهداف الثقافي للأمة. وفي السياق، أكد عدد من العلماء والمسؤولين أهمية ترسيخ القيم والمبادئ الإيمانية وتعزيز الارتباط بدين الله، بالتزامن مع استمرار فعاليات وأنشطة شهر الهوية الإيمانية. وأوضح مسؤول التعبئة العامة بأمانة العاصمة خالد المداني أن ترسيخ القيم والمبادئ الإيمانية يمثل مسؤولية مشتركة تقع على عاتق العلماء والخطباء، مؤكدًا أن فعاليات الهوية الإيمانية مستمرة طوال الشهر وتهدف إلى تحصين المجتمع وتعزيز وعيه الديني. من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله الدكتور طه المتوكل أن تحرك الشعب اليمني جاء بدافع إيماني وأخلاقي، سواء في مواجهة الإساءة للقرآن الكريم أو نصرةً للشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرض له من مظلومية كبرى، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يعكس حيوية الوعي الإيماني لدى الشعب اليمني مقارنة بحالة الصمت التي سادت لدى كثير من الشعوب.