وانا اتصفح بردين احرف الدكتورة سناء مبارك شعرت بانني امام كلمات لابد لها ان تخرج من حنجرة المعاناة وقلم الذكرى ورحيق الالم ،، نعم للالم رحيق في كلماتها، شعرت بانني امام رواية ذات نصوص حياتية معاشة بين الام الغربة والمعاناه وبين الوسطية في الدين، د.سناء مبارك استطاعت من خلال نصوصها ان تصل الى قلوب الكثيرين من عشاق الكلمة اذ استطاعت ايضا ان ترسم ملامح طفولتها على ذلك الجدار وجدار التواصل الاجتماعي الذي خلق نقله نوعية في كل ماتنشرة الكاتبة وايضا جعلها تشعر بالمسؤولية تجاه كل حرف. واقتبس هنا نص من اللحظة الفارقة(هنا اللحظة الفارقة في حياة كل شخص تلك المقرونة بالمعرفة دوما ،نقطة التحول ومحور ارتكاز افكارك لباقي ايام حياتك، معرفة تراكمية، لحظة صادمة ،نقاش عميق، كتاب، عمل ابداعي، كلها اشياء قابله لإعادة التدوير المتطرفين وتبدليهم بأشخاص عاديين قبل ان يتحولوا الى مجرمين) في هذا النص تحديدا نرى كيف استطاعت الكاتبة غرس مفهوم المعرفة الذي يظل في قوالب اخرى تشكله الافكار والعقائد الغريبة ليصبح شكلا اخر لم يكن يعرف نفسه قط، اي ان كل شيء في حياتنا تفاصيلة مهمة حتى وان كان شيئا عابرا، فربما ابتسامة ايضا تغير مجرى الحياة والمفاهيم في زحام الوجوه وربما كلمة من ثلاثة احرف تغرس نفور وكراهية وضغائن لاتكاد ان تنتهى في ليله وضحاها، ولعل قالب الدين الذي يصنع فيه الجهله خزعبلاتهم كان اهم شيء اشارت له الكاتبة في هذا النص. وانا اطوف في صفحاتها ايضا، جذبني قرب المكان الذي تربيت فيه ايضا وطفت في حوارية كانت مصادفة رائعة ان نتقاسم الاحرف وكأنني اقراء مقتطفات حياتية جمعتني في نفس المنطقة التي عاشت طفولتها بها الكاتبة، مازلنا نقتسم بعض الالم ايضا، ربما لأننا عكسنا المقولة التي تقول(وراء كل رجل عظيم امرأة) لنقول وراء كل امرأه عظيمة امرأه ومن تكون غيرها هي الام والسند ،من افنت حياتها لتصنع فلذات اكبادها ولكي تراهم في ابهى حله، وكذلك كنتي يا دكتورة اصبحت علامة فارقة في بداية الاسطر، ولم تكن لحظة فارقة من صنعتك ولكنها لحظات ومواقف جمة ،،، انسانية عارمة تجتاح كل من يقرا الاسطر ذات الطابع السلس نراها في نص (حيادية، يوثانيجيا، عودة من الموت، جيسي، الشجاعة-الرحمة –الحياة ولعل اجمل ما اختمت بها هذا النص(الشجاعة ان تتخذ القرار الانسب في الوقت المناسب، قرار العيش والاعاشة، الشجاعة وان كان ظاهرها البشاعة احيانا ،الا انها الفكرة المقدسة عن الرحمة ،عن الحياة، والحياة فقط) ومايثير دهشة القارئ وجعله يتابع بشغف لتلك النصوص ايضا هو ربط الكاتبة واقع عملها كطبيبة وكيف حرصت على ان تروي بعض المواقف الاجتماعية الانسانية التي لامست روحها بطريقة ادبية مميزة تميل للسهل الممتنع، مع انني متأكدة ان ما بداخلها اكثر بكثير مما قراته اليوم، لعل ما دفعني الى البحث عن النسخة لأقراها واستمتع بها هو صورة الغلاف لطفل يحاول التسلق على الجدار والخروج الى مكان اخر وربما جدار اخر واقفا فوق كرسي ليرى ما يحمله ذلك الجدار من اعباء واسرار مثقلة بالمفاجات والمفارقات ،لم ينتظر الطفل ليكبر لكي يرى المستقبل ولكنه راه بام عينة ربما لانه كبرمن قبل اوانه وشاخ قبل ان يرى الشباب واصبحت لدية الخبرة لكي يكتب عن مخزون سنوات عديده امتلات بدموع العين وسعادة القلب، الذي جعله يفكرفي البقاء الصامت بين اربعة جدران وجدار بردين يحاول ان يعتليه لانه يعرف انه لن يصرخ عليه احد اثناء محاولة هربة لان الشغف والمعرفة التي احتوتها جعلتها تكسر جدار بردين الرتابه ولتبني جدارها الخاص – نعم ذلك الطفل هو هاجس الدكتورة سناء هو حياتها هو الطيف الخارج من روح قلمها ومن اسمنت الشجاعة والمعرفة والوسطية مسحت تعرجات البردين لترسم احلاما آن لمعظمها ان يتحقق في زمن يموت فيه الحلم قبل ان يولد وتحذف فيه الافعال الصالحة رغما عن صانعيها ولكن صانعي الاحرف لا يموتون نرى اصداهم في ازقة اللغة وشريان الضمير,,,, جدار بردين،، نبنية امام صرخات الطغاة، امام عقبة نبيه لكي نصل الى هدفنا المنشود لنعلتي امام الافكار الرجعية ولنصفق بحرارة عندما نصعد للوقوف امام اخر حجرة من ذلك الجدار الرائع.