رحبت دول مجلس التعاون الخليجي في اول رد فعل لها بخروج الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من صنعاء، معتبرة ذلك "خطوة مهمة لتأكيد الشرعية"، في حين اكد الرئيس اليمني الذي تمكن من الافلات من الاقامة الجبرية وعاد ليمارس مهامه من مدينة عدن الجنوبية، يؤيد الحوار للخروج من الازمة ولكن خارج صنعاء التي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون الشيعة. ودعا مجلس التعاون في بيان اصدرته الامانة العامة "ابناء الشعب اليمني وكافة القوى السياسية والاجتماعية الى الالتفاف حول فخامة الرئيس ودعمه في ممارسة كافة مهامه الدستورية من أجل إخراج اليمن من الوضع الخطير الذي أوصله اليه الحوثيون". وأكدت مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية أنه من المنتظر أن يوجه الرئيس عبدربه منصور الدعوة لقيادات بارزة من عدة محافظات يمنية، بينها محافظات شمالية لعقد اجتماع موسع سيتم فيه بحث مقترح تحويل مدينة عدن عاصمة مؤقتة لليمن ومقرا للحكومة. ومساء الأحد، عقد الرئيس اليمني اجتماعا رسميا مع مسؤولين بارزين من محافظاتلحجوأبين والضالع وعدن، حيث خصص الاجتماع لمناقشة عدد من التطورات السياسية، ليسفر في النهاية عن الدعوة لاجتماع موسع مع القيادات المحلية من محافظات الجنوب والشمال لسريع خطوات استعادة الشرعية الدستورية في مواجهة المخطط الانقلابي للحوثيين. وقالت مصادر في الرئاسة اليمنية إن محافظي أبينولحج والضالع وعدن وقيادات المحاور العسكرية، بحثوا في اجتماع الأحد مع الرئيس هادي الترتيبات الأمنية خلال الفترة المقبلة، ومتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني للخروج من الازمة. وقال مصدر حزبي يمني يشارك في المفاوضات إن عودة الرئيس هادي وضعت الحوثيين في مأزق كبير وأفشلت كل مساعيهم الانقلابية. وتمكن هادي السبت من الفرار الى عدن من مكان اقامته الجبرية التي فرضت عليه منذ استيلاء الحوثيين على القصر الرئاسي في صنعاء في 20 كانون الثاني/يناير. وبعد ساعات من وصوله إلى عدن، أعلن هادي تمسكه بشرعيته رئيسا للبلاد، وأكد أن "كل القرارات الصادرة منذ 21 سبتمبر/أيلول باطلة ولا شرعية لها". وحض هادي المجتمع الدولي على "رفض الانقلاب" الذي نفذته هذه المليشيات. وقالت مصادر حاضرة في حوار القوى السياسية الذي استؤنف الأحد في صنعاء، ان المبعوث الاممي لليمن جمال بنعمر اكد للمجتعين انه اتصل بالرئيس هادي وسمع منه انه متمسك بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي نصت على مراحل انتقال السلطة بعد تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتمسكه بنتائج الحوار الوطني الذي قرر تحويل اليمن الى بلد اتحادي من ستة اقاليم. واكد مصدر من الحاضرين ان الرئيس هادي "تحفظ على الحوار في صنعاء ودعا إلى ضرورة نقل الحوار الى مكان آمن يتوافق عليه الجميع". وأوضح المصدر أن هذه المسألة ومسائل اخرى اشترطها هادي "تتم مناقشتها حاليا بين القوى السياسية المتحاورة". ودعمت الحكومة اليمنية الاثنين موقف الرئيس عبدربه منصور. وقال مصدر قريب من رئيس الحكومة المستقيلة ان "حكومة بحاح تؤكد أن قرار الانقلابين الحوثين لا يعنيها وأن موقفها واضح وهو التمسك بالاستقالة". وقال مصدر قريب من رئيس الحكومة اليمنية المستقيلة خالد بحاح ان هذه الحكومة ترفض تسيير اعمال البلاد تنفيذا لقرار اصدره الحوثيون. ويأتي هذا الموقف رغم تهديد جماعة "أنصار الله" الاثنين، الوزراء الرافضين ل"تصريف الأعمال"، بإحالتهم الى القضاء ومحاكمتهم بتهمة "الخيانة". وأصدرت اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين مساء الاحد، قرارا قضى بتكليف الحكومة المستقيلة بتصريف الشئون العامة للدولة لحين تشكيل الحكومة الانتقالية، وهو ما يعتبر تراجعا عن الإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون في ال6 من فبراير/شباط. وكانت اللجنة الثورية العليا، وهي اللجنة التي شكلها الحوثيون لقيادة عملية السيطرة على الحكم في صنعاء، اصدرت قرارا الاحد بتكليف "الحكومة المستقيلة بتصريف الشؤون العامة للدولة لحين تشكيل الحكومة الانتقالية الإعلان الدستوري". والاعلان الدستوري هو الاعلان الذي اصدره الحوثيون في السادس من شباط/فبراير وحلوا بموجبه البرلمان مع تشكيل لجنة امنية لإدارة شؤون البلاد بانتظار تشكيل مجلس رئاسي. وقال مراقبون إن هذا التهديد يكشف كيف أن الحوثيينصار يبدو عليهم التوتر والارتباك، كما أنهم باتوا يشعرون بصعوبة موقفهم السياسي بعد كل التطورات التي اعقبت انتقال الرئيس اليمني الى عدن. وقالت قناة المسيرة، في خدمتها الإخبارية التي تبثها عبر الجوال، إن "اللجنة الثورية (تابعة للجماعة) تهدد بإحالة الوزراء الرافضين لمهام تصريف الأعمال إلى النيابة بتهمة الخيانة". قالت صفحة "شباب الصمود" المقربة من الحوثيين إن "16 وزيرا (من إجمالي 35) في حكومة بحاح (خالد بحاح) المستقيلة وافقوا على تكليف اللجنة الثورية لها بتصريف الأعمال لحين تشكيل الحكومة الانتقالية"، دون ذكر أسماء الوزراء. ونقلت الصفحة عن مصادر في اللجنة الثورية عن نيتها "إحالة الوزراء الرافضين إلى النيابة العامة لمحاكمتهم بتهمة الخيانة الوطنية، وسيتم تكليف نوابهم بدلا عنهم". ميدانيا، قالت مصادر أمنية إن قنبلة انفجرت قرب اكاديمية عسكرية في العاصمة اليمنيةصنعاء مساء الاثنين في حي يمثل المعقل الرئيسي لمقاتلي جماعة الحوثي. ولم يتضح ما إن كان الانفجار تسبب في اي خسائر بشرية. وتدهور الأمن في اليمن منذ سيطر الحوثيون رسميا على السلطة في العاصمة هذا الشهر مما أثار مخاوف من حرب أهلية شاملة ومن تزايد هجمات المتشددين السنة الموالين لتنظيم القاعدة.